الإخوان ليسوا "بعبعبًا" كما يصورهم الغرب

[أ/محمد ابراهيم]

جانب من ثورة 25 يناير

فى رصدها لمجريات الأحداث فى مصر منذ بداية الثورة، قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن الإخوان المسلمين ليسوا بعبا، كما يتم تصويرهم فى الغرب، خاصة بعدما حققوا انتصار فى المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات البرلمانية.

وفى الحلقة الثانية التى تنشرها الصحيفة من سلسلة المقالات عن الربيع العربى بمناسبة إتمام عامه الأول، يكتب مراسل الصحيفة فى القاهرة أليستر بيتش عن تجربته فى تغطية الأحداث فى مصر.

ويقول بيتش إن الصورة التى لا تزال عالقة فى ذهنه من احتجاجات 25 يناير الماضى، التى تحولت إلى ثورة أطاحت بالرئيس مبارك كانت لامرأة فى متوسط العمر، ترتدى عباءة طويلة وتهتف بكل قوة لإسقاط النظام وتلوح بقبضتها عاليا، وكان يبدو أن هذه المرأة الأم مثلها مثل مئات الآلاف من المصريين قد تخلصت من خوفها، وتريد لمصر مستقبلاً بعيد عن سيطرة الاستبداد والفساد. وبعد سقوط مبارك، بدا أن هذه السيدة قد انتصرت.

إلا أن بيتش يقول إن الصورة بعد مرور ما يقرب من عام تبدو أكثر قتامة بكثير. فالنشطاء الذين احتجوا فى بداية العام ضد قوات الأمن المركزى، يحتجون الآن ضد قوات الجيش، حيث يرى الكثيرون أن المجلس العسكرى الذى تولى الحكم قد خان الثورة مثلما فعل نابليون المتعطش للسلطة فى رواية الأديب البريطانى جورج أورويل "مزرعة الحيوانات".

وعلى الرغم من أن المجلس العسكرى وعد بإجراء انتخابات الرئاسة قبل نهاية يونيو المقبل، إلا أنه من المستحيل معرفة الاتجاه الذى تهب منه الريح، والإخوان المسلمون ليسوا بالبعبع مثلما يتم تصويرهم فى الغرب، والأمر الأكثر مفاجأة بالنسبة لليبراليين والمسيحيين فى مصر، وفى الغرب أيضا كان الفوز الذى حققه السلفيون.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الربيع العربى منذ أول فصوله وهو يتحدى ما يثار من تكهنات سياسية، والأحمق فقط هو من يمكنه الجزم بما سيحدث بعذ ذلك.