#27
|
||||
|
||||
![]() ميدان اللغة والأدب فقد تأثر الأوروبيون وخاصة شعراء الأسبان بالأدب العربي تأثراً كبيراً، فقد دخل أدب الفروسية والحماسة والمجاز والتخيلات الراقية إلى الآداب الأوروبية عن طريق الأدب العربي في الأندلس على الخصوص، يقول الكاتب الأسباني المشهور أبانيز " إن أوروبا لم تكن تعرف الفروسية ولا تدين بآدابها المرعية ولا نخوتها الحماسية قبل وفود العرب إلى الأندلس وانتشار فرسانهم وأبطالهم في أقطار الجنوب"، كما تأثرت اللغات الأوروبية على اختلافها باللغة العربية حيث دخلت فيها كلمات عربية في مختلف نواحي الحياة حتى أنها لتكاد كما هي في اللغة العربية، كالقطن والمسك والشراب والجرة والليمون وغير ذلك مما لا يحصى٩٠. من هنا يتبين لنا أن الحضارة الإسلامية قد أسهمت في وضع أساس الحضارات الحديثة بنصيب موفور وأن فضلها عليها واضح غير منكور، وفي الحق، إن الحضارة الإسلامية قد أحدثت ثورة علمية عَمَّ خيرها العالم الإنساني كله، وقد اعترف بذلك كثير من المفكرين المنصفين الأوروبيين أمثال سارطون وينكلسون ودريبر وزنعريد هونكه، يقول نيكسون: "إن أعمال العرب (أي المسلمين) العلمية اتصفت بالدقة وسعة الأفق. وقد استمد منها العلم الحديث – ما تحمله هذه العبارة من معان - مقوماته بصورة أكثر فعالية مما نفترض٩١". ويقول سيديو: "كان المسلمون في القرون الوسطى منفردين في العلم والفلسفة والفنون، وقد نشروهما أينما حلت أقدامهم، وتسربت منهم إلى أوروبا، فكانوا هم سبباً في نهضتها وارتقائها٩٢".
|
العلامات المرجعية |
|
|