|
ركن العائلة منتدى يهتم بكل ما يخص الأسرة ( زوج - زوجة - أبناء ) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
دائمًا ما أحمل الكاميرا والمسجل الإلكترونى الصغير فى حقيبتى، يشرعان وجههما للعمل..فى أحد الأيام بعد انتهاء محاضراتى فى مركز البحوث العربية بالدقى، وقعت عيناى عليها .. تفترش الأرض تحت ظل شجرة وحولها أطفالها بنت وولدان أكبرهما يقبض على سنوات عشر..اقتربت منها فقابلتنى بابتسامة واسعة .. على الرغم من التعب والإرهاق وملامح وجهها التى تبدو وكأنها امرأة باعد الدهر بينها وبين الشباب على الرغم من أنها لا تزال تغزل بداية عقدها الرابع!!
نزولا على طلبى.. انتحت بمقعدى جانبا حتى أكون بعيدة عن المقهى البلدى الذى تجلس وسطه تقريبا.. ناولنى الطفل كرسيا لا ظهر له، وأسرع الأصغر ليناول أمه حذائى الذى انبرت تلمعه بهمة ونشاط، أخذت أسرسب من بين شفتيها بعض الكلمات التى كشفت لى عن أعماقها ودواخلها، تحدثنا عن النظام السابق، وعلى الرغم من إنها لا تزال فى نفس المكان الذى كان أبوها وزوجها الراحل يجلسان فيه لتلميع الأحذية إلا إنها قالت لى أنها سعيدة وأنها تشعر أن المستقبل سيكون أحلى مهما قالوا غير ذلك.. وعن الرئيس القادم قالت:عاوزاه " عارف ربنا" ويعرف كيف يتعامل مع كل من حولنا من الدول ويعلى رقبة مصر بدلاً من " التوطية والذل اللى كنا فيه"، سألتها عن الديمقراطية فقالت " كويسة" ابتسمت وقلت لها هل تعرفين أن اليوم هو يوم المرأة العالمى؟ قالت يعنى إيه؟ قلت لها: يعنى العالم كله يحتفل بالمرأة وأنت امرأة. قالت: " أنا عاوزة العالم يحتفل بيا ويأكل لى حتتين العيال دول.. عاوزاه يلبسهم لى ويعلمهم ويعطينى شقة أوضة وصالة نتلم فيها آخر الليل بدل م أنا عايشة مع أختى وجوزها وأولادها فى حتة "خن" قلت لها : وإيه كمان؟ قالت وكأنها اكتشفت أمامها ليلة القدر أو فانوس علاء الدين السحرى الذى سيحقق لها أمنياتها أو بالأحرى أبسط حق من حقوقها فى حياة كريمة: "عاوزة معاش والنبى يا أستاذة" أنا جوزى مات.. هو صحيح مماتش فى الثورة، لكنه مات، مات بفيروس سى .. مش اللى بيموت كده بيبقى شهيد برضه؟ طب والشهدا بتوع الثورة مش أهاليهم خدوا معاش يبقى احنا برضه لنا معاش؟. أقول لكم أعزائى القراء: لقد علمتنى هذه المرأة درسا قاسيا، نعم لقد كانت كلماتها قاسية، تجلدنى بلطف وهى مبتسمة.. خاصة حينما سألتها: ماذا تعرفين عن حرية المرأة ؟ قالت: حرية المرأة إزاى يعنى؟ قلت: بتشوفى فى التليفزيون السيدات يطالبن بحق المرأة وتحرير المرأة والمجلس القومى للمرأة.. إلخ فقالت لى: أنا لا أعرف تحرير المرأة، ولكنى أعرف المرأة الحرة!! فى صمت ..مددت يدى إليها بأضعاف ما تأخذ من الزبائن وأخرجت الكاميرا لألتقط لها صورة مع طفليها الصغيرين أن أكبرهما ذا العشر سنوات وقف حائلا بين عدسة الكاميرا وجسد أمه الذى يفترش المكان فاتحا ذراعيه ليقضى على أى أمل فى الحصول على ملامح أمه عبر كاميرتى التى دخلت الحقيبة خائبة من اقتناص وجه جديد عبر صدرها الرحب.. حملتنى قدماى وعيناى معلقتان على المرأة وطفليها وأنا أمرق للرصيف الآخر باتجاه المترو والأيادى الصغيرة لا تزال تشير وتلوح فى الهواء.. كل لحظة والمرأة المصرية المكافحة المجدة الملتزمة والمحترمة بخير وسعادة .. هذا إذا نظرت إليها الحكومة المصرية بعد الثورة بعين العناية والاهتمام! نتمنى!
__________________
![]() آخر تعديل بواسطة صوت العقل ، 15-03-2012 الساعة 09:07 PM |
العلامات المرجعية |
|
|