#1
|
||||
|
||||
![]() الحمد لله رب العالمين، له الحمد الحسن والثناء الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يقول الحق وهو يهدي السبيل. وبعد : فإن كمال كل شيء بأمرين: الأول: أن يبلغ في تلك الصفة الغاية القصوى. الثاني:أن تستحكم فيه تلك الصفة لحد يجعله يؤثر في غيره. فالثلج مثلاً كماله الأول ببرودته في ذاته، وكماله الثاني أن يبرد غيره. والنار كمالها الأول بشدة حرارتها في ذاتها، وكمالها الثاني بإحراق غيرها. فكذلك الكمال الأول للرجل الصالح أن يبلغ قمة الصلاح في حد ذاته، وكماله الثاني أن يكون مصلحاً لغيره. والمؤمن إذا كان راسخاً في إيمانه كاملاً في طاعته للحق فهو على الكمال الأول ، فإذا قويت فيه تلك الصفة لدرجة أنه بدأ يدعو غيره إلى الحق فإنه يرقى إلى الكمال الثاني . وللإيمان كمالان: أولهما: أن يكون المؤمن في حد ذاته متقياً لله، خاشعاً له، مطيعاً لأحكامه وأوامره إلى آخر أنفاس حياته، معتصماً بحبله المتين بكل ما له من قوة كما قال سبحانه: (ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ) [آل عمران: 102]. الثاني:أن يكون المؤمن داعياً إلى الخير، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر كما قال سبحانه: (ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ) [آل عمران: 104].
__________________
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الكلام |
|
|