#1
|
||||
|
||||
![]()
لم يتمكن أى من أصدقائى المدخنين فى خلال تلك الفترة التى تزيد عن 20 سنه أن ( يعزم على ) بسيجارة واحدة لسبب بسيط أن سيجارتى كانت لا تفارق يدى لحظة، ولا أشعل خلال اليوم اكثر من عود كبريت واحد، دخنت جميع أنواع السجائر المحلية والمستوردة، كنت أستيقظ فى منتصف الليل لأشعل سيجارة، أصوم شهر رمضان وأفطر يومياً على السيجارة، لا أتحرك إلا ومعى على الأقل 3 علب سجائر، أنفعل بشدة لو نصحنى أحد بالتوقف عن هذه العادة السيئة، ألهث عند صعود السلم حتى لو كان طابقاً واحداً، يصاحبنى الزكام وحساسية الأنف 365 يوماً فى السنة، أتغاضى عن تناول وجبه الطعام فى مقابل سيجارة أشعلها، أصبح كالمجنون لو جاءت لحظة إشعال السيجارة ولم أجد عليه الكبريت .
فى بداية التسعينات وبعد مرور20 سنة من تدخينى السجائر بدأت تساورنى رغبه أكيدة فى الإقلاع عن التدخين، ويرجع ذلك الشعور لأسباب عديدة ، فقد أصبحت فى العقد الخامس من العمر وبدأت أفقد لياقتى البدنية ، وما كنت أتحمله وأنا شاب فى العشرينات أو الثلاثينات لم يعد ممكناً الآن، كذلك فقد نجح كثير من زملائى المدخنين فى التوقف التام عن التدخين، فلم لا أكون مثلهم ،ثم جاء على رأس هذه الأسباب أن تفضل الله سبحانه وتعالى على بطفلة غالية، فلم يعد السكوت ممكناً. بحسبة بسيطة وجدت أننى قد دخنت فى العشرين سنه الماضية ما يبلغ حوالى730000 سيجارة (نعم سبعمائة وثلاثون ألف سيجارة) أى ما يوازى 36500 علبة (نعم ستة وثلاثون ألف وخمسمائة علبة سجائر ) ! ! وأعتقد أن فى هذا الكفاية !!! وكان لزاما أن يكون لى وقفة مع هذا الداء اللعين!!! بدأت فى خوض تجارب عديدة فى محاولة منى للتخلص من تلك العادة البغيضة، من تقليل عدد السجائر التى أدخنها يوميا ، إلى شراء الأنواع ذات المحتوى المنخفض من النيكوتين والقار، إلى استبدال السيجارة بمضغ اللبان (البلدى) الخالى من السكر، إلى التبديل المستمر بين عدة ماركات مختلفة من السجائر، هذا بالإضافة إلى أننى أصبحت على يقين تام أن تدخين السجائر حرام بلا أدنى شك و شأنها فى ذلك شأن الخمر والمخدرات إلى أن بدأت أتهيأ نفسياً للخوض فى تجربة الإقلاع عن التدخين بعد ما أصبحت أمتلك رصيداً لا بأس به من الإصرار والعزيمة والخبرة بما يؤهلنى للشروع فى محاولة تخطى هذه العقبة الكؤود . فكانت تجربتى الأولى التى لم يكتب لها النجاح، ثم الثانية وفشلت هى الأخرى حتى أصبحت أمتلك - وأنا على وشك الدخول فى تجربتى الثالثة والأخيرة- مجموعة ضخمة من الخبرات الشخصية يمكن أن تؤهلنى – بإذن الله وتوفيقه – للتغلب على كافه العوائق والتحديات التى عادة ما تصاحب عملية الإقلاع عن التدخين والتى تتمثل فى ذلك الصراع النفسى الرهيب ما بين العقل و …… الإدمان. وبفضل الله سبحانه وتعالى نجحت فى الاقلاع التام عن التدخين وكان ذلك فى عام 1995 ومنذ ذلك اليوم لم أدخن سيجارة واحدة. واستطيع أن ألخص العناصر الرئيسية فى هذه التجربة الناجحة كالآتى: يجب فى البداية وقبل كل شئ الاعتقاد الجازم بالضرر الفادح الذى يسببه التدخين إن عاجلا أو آجلا للمدخن ذاته ثم أهله وأولاده ثم جميع المحيطين به حيث سيتحقق الضرر لزاما على المدى الطويل فلا تنخدع بتمتعك حاليا بالصحة وخلوك من الأمراض وبالله عليك إن كنت لا تخشى على نفسك من الهلاك فبماذا تصف نفسك اذا أصبحت أنت مصدر الضرر والهلاك لفلذة كبدك أو أعز الناس اليك؟؟ كذلك يجب أن تكون على يقين بأن التدخين حرام..حرام..حرام وأن استمرارك فيه يعد بلا شك معصية لله تعالى وإنه من المفيد بالقطع الاطلاع على هذه الفتوى لفضيلة الشيخ القرضاوى فى هذا الشأن يجب ان تعلم ان هناك عشرات الملايين ممن نجحوا فى الاقلاع التام عن التدخين وأنه ليس هناك –بإذن الله- ادنى شك فى ان تصبح انت واحدا منهم فبالصبر والاصرار ثم باتباع الاساليب العلمية والمجربة يكون النجاح حليفك واخيرا تذكر دائما ً أن الدخان سم زعاف يدمر حياتك وحياة المحيطين بك، لذا فالخلاص منه تهون معه جميع الصعاب.يجب أن تكون على علم تام بأن الانتكاسة والعودة إلى السيجارة مرة أخرى أكثر ما تقع فى الأسبوع الأول من بداية التوقف، حيث تظهر جميع أعراض الانسحاب وبشكل حاد بينما مازال جسمك يعتمد على النيكوتين، حذارى من الإستسلام والخضوع، واستعن ـ بعد الله سبحانه وتعالى – بكافة الوسائل المتاحة من قوة عزيمة، ومساندة الأهل والأصدقاء، ومن خلال كافة الملاحظات والتوجيهات الواردة بهذا الموقع . حتى يتحقق لك النجاح
__________________
ساعش رغم الداء والأعداء *** كنسر فوق القمه الشماء |
العلامات المرجعية |
|
|