جزيل الشكر لحضرتك أستاذ طاهر على هذا المقال القيم والذى تلخص فيه حالة الارتباك والفوضى التى تمر بها مصرنا ،فلم نعد نعرف من هم الثوار الحقيقيون و من هم أذناب النظام السابق ، و لكن فى اعتقادى أن السبب فى ذلك هو عدم اتخاذ الثورة للمسار الصحيح من البداية، فكانت المطالبات من القوى الثورية أن نشرع فورا فى صياغة دستور جديد للبلاد مع تولى مجلس رئاسى مدنى تسيير الأمور ، و لكن للأسف لم يتقبل المجلس العسكرى هذا الأمر لأنه كان معناه ببساطة شديدة خروجه مبكرا من المشهد و للأسف الشديد أنه استغل تيارات الاسلام السياسى فى تحقيق أهدافه عن طريق استفتاء مارس ( غزوة الصناديق ) ، و بالطبع كان تحالف تيارات الاسلام السياسى مع المجلس العسكرى رغبة منهم فى تضييق الخناق على التيارات الليبرالية وخشية من أن يكون لهم الغلبة فى ذلك الوقت ، و مانحن فيه الآن نتاج طبيعى بعد أن انعكست الآية وأصبح الصراع الدائر هو بين تيار اسلام سياسى يريد أن يستأثر بالحكم متمثلا فى رئاسة الجمهورية ومجلسى الشعب والشورى الى جانب أغلبية فى لجنة وضع الدستور ، و أصبحت القوى المدنية امامها طريقين لاثالث لهما ، اما مهادنة المجلس العسكرى لبعض الوقت ( كما فعلت تيارات الاسلام السياسى سابقا ) ، أو ترك الجمل بما حمل لتيارات الاسلام السياسى بما فى ذلك مخاطرة كبيرة حيث أن هذه التيارات ليست لها رؤيا واحدة أو واضحة لفكرة الدولة المدنية ، و كلنا يعلم أن الفارق كبير جدا بين هذه التيارات بعضها والبعض الآخر ، فما بين تيارات تكفر الديموقراطية و لا تعترف بمدنية الدولة وتطالب أن يصبح المسيحيون درجة ثانية أو اهل ذمة ، و مابين تيارات أخرى اكثر اعتدالا ( الأخوان المسلمون ) تقبل بمدنية الدولة والنظام الديموقراطى ، و لكنها فى نفس الوقت تتحرك من أيديولوجية خاصة بها لا ينكر أحدا أن بها رغبة ملحة للمغالبة دون المشاركة .
- فى اعتقادى أن التخبط سيظل مستمرا و أن الأمور لن نستقر على حال الا بعد اعداد دستور مقبول لدى الجميع ومتوافق مع قوانين حقوق الانسان العالمية ، و الذى يجعل مصر جزءا من القرن الواحد والعشرون ، و يبعد عنا شبح التطرف أو تصنيف مصر كدولة تدعم الارهاب ، و أخيرا فإن غد لناظره قريب .
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
13-07-2012, 04:10 PM
العرض الشجري
