اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > منتــدى مُـعـلـمـــي مـصــــــر > منتدى معلمي التربية والتعليم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #11  
قديم 07-09-2012, 12:22 AM
الصورة الرمزية عصام الفنان
عصام الفنان عصام الفنان غير متواجد حالياً
عضو خبير
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 638
معدل تقييم المستوى: 16
عصام الفنان is on a distinguished road
افتراضي

لا أكون مبالغاً إذا قلت أن النظرة الطبقية هي من أكبر الجرائم التي اقترفها البشر على مدار تاريخهم و أن الصراع الطبقي كان و ما زال من أهم أسباب الكثير من الثورات و الحروب التي راح ضحيتها الكثير من البشر.
و إذا بحثنا تاريخياً عن المدينة الفاضلة أو اليوتوبيا في هذا الصدد فلن نجد مثالاً أفضل من مجتمع المدينة المنورة في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ثم في عصر الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم حيث ذابت الفوارق و ساد نوع من المساواة قلما تجدها في أي عصرِ من العصور و بخاصة مع روح الزهد و التواضع النابعة من مباديء الإسلام.
و عادة ما يعقب الثورات تغيرات في الخريطة الطبقية للمجتمع تبدأ بارتفاع الطبقة المحيطة بالمؤسسة الحاكمة الجديدة و انخفاض تدريجي أو مُفاجئ للطبقة المحيطة بالنظام السابق و خاصة إذا كان عامل غياب العدالة الاجتماعية هو أحد أسباب هذه الثورة. يلي ذلك نوع من الحراك الاجتماعي يتغير باختلاف المكان و الظروف.
نعود إلى الموضوع الأساسي و هو مكانة المعلم الاجتماعية و التي عادة ما تتناسب طردياً مع مستوى تقدم و رفاهية المجتمع. فبعد ثورة 23 يوليو رأى الرئيس جمال عبد الناصر أن استغلال الثروة البشرية عن طريق تعليم الفقراء هو وسيلة للنهوض السريع بالمجتمع بل و نشر الثقافة المصرية في دول الجوار العربي و الإسلامي. و نجح في ذلك إلى حد كبير رغم ضعف الإمكانيات و عوض ذلك الروح الثورية التي كانت سائدة في هذا العصر. و واكب ذلك ارتفاع سريع في المكانة الاجتماعية للمعلم المصري ربما لم تتناسب مع مستواه المادي في ذلك الوقت.
و وصولاً لعصر مبارك حيث بلغ الفساد الإداري و المؤسسي ذروته و تحكم من يجهلون أو من يؤثرون مصالحهم الشخصية على حساب مصلحة الوطن أصبح التعليم الصحيح سيفاً على رقاب هؤلاء و لا أستطيع أن أظلم مبارك باتهامة مباشرة بتعمد تدمير التعليم المصري و لكن نظامه الفاسد أدي إلى انهيار تدريجي في دور المؤسسة التعليمية الحكومية و انتشار الدروس الخصوصية كحل بديل. مما أدى إلى تعامل هذا النظام مع المعلم المصري بنظرة دونية واكبتها حملة إعلامية مكثفة ضد المعلم و استخدامه ككبش فداء لصرف النظر عن السياسات الفاشلة للحكوملت المتعاقبة.
و في ذلك الوقت كانت أهم قوة معارضة هي جماعة الإخوان المسلمين التى كانت تركز على البراعم و الكفاءات المهمشة في جميع المجالات و بصفة خاصة خريجي الطب و الهندسة لما لهذه الفئات من احترام داخل المجتمع و لم يستهدفها نظام مبارك إعلامياً مثلما فعل مع المعلمين ربما لاعتقاده بأن تأثيرها الفكري أقل ضرراً عليه نظراً لطبيعة المهنة.
و بعد الثورة و بروز دور الإخوان المسلمين السياسي يأتي التساؤل؟ ما هي مكانة المعلم داخل الجماعة و ما هي نظرة الجماعة للمعلم المصري؟ بالطبع سيكون رد الإخوان الأول أن حسن البنا و سيد قطب كانا معلمين! و لكن يبقى السؤال الأساسي هل ما زالت النظرة الدونية للمعلم المصري التي اكتسيها الكثير من المصريين على مدار حكم مبارك و إعلامه الموجه هي نفس النظرة ما بعد الثورة؟
فلننظر مثلاً إلى قيادات جماعة الإخوان و نبحث عن عدد المعلمين فيها بالمقارنة بالمهن الأخرى و و إذا أخذنا في الاعتبار أن معظم المعلمين الحاليين هم خريجو كليات التربية و هي من كليات القمة، أضف إلى ذلك هذا العدد الهائل من المعلمين مقارنة بالمهن الأخرى و رغم وجود عدد كبير من المعلمين ضمن كوادر جماعة الإخوان المسلمين.
نأتي إلى النقطة الأهم و هي نظرة الجماعة و حزب الحرية و العدالة للمعملين و متطلباتهم و حقوقهم و بصفة خاصة بعد سيطرة جماعة الإخوان على النقابة المهنية للمعلمين، هل ما زال الإخوان ينظرون للمعلم كموظف أقل شأنا من المهن الأخرى و لذا فإن عليه أن يتقبل بدخل مادي و مستوى إجتماعي أقل من أقرانه في المهن الأخرى لأنه تعايش مع هذا الوضع فترة طويلة من الزمن في عصر مبارك؟ أم أنهم يرون أن هناك أوضاعاً مغلوطة سادت في ظل النظام السابق و ينبغي إصلاحها و لكن الأمر يتطلب بعض الوقت؟
لا أستطيع أن ألوم الإخوان المسلمين بمفردهم على ذلك، فالمعلمون أنفسهم هم المسئول الأول بصمتهم على مدار ثلاثة عقود، و لا يعنى ذلك أن يستمر هذا العقاب حتى بعد الثورة لأن هذا العقاب سيطول المجتمع بأكمله و ليس المعلمين فقط . و من جهة أخرى على جماعة الإخوان ألا تعتبر الموروثات الظالمة من النظام السابق و من ضمنها النظرة الدونية للمعلم باعتبارها ثوابت لا تتغير و خاصة أن المعلمين الذين شاركوا في الثورة ضمن جموع الشعب لن يصبرون طويلاً على استمرار حالة الظلم التي تعرضوا لها على مدار سنوات كثيرة.
__________________
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:38 PM.