انا مسلم قبطي

[الآمبراطور المصرى]

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله أحمده تعالى و أستغفره، و أعوذ بالله من شرور أنفسنا و نت
سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فهو المهتد و من يضلل فلن تجد له ولياً
مرشداً، ثم أما بعد.

فالتاريخ هو مقياس هام من مقاييس أصالة الشعوب، و الأصل هو ما يحمل كل ما
فوقه، فإن كان الأصل هشاً أو غير موجود فإن ما يحمله إلى زوال، و يأتي قول
الله عز و جل في سورة إبراهيم ليؤكد لنا هذا فيقول عز و جل: ( أَلَمْ تَرَ
كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ
أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ)
و من الآية يتجلى لنا المفهوم، فالشجرة ما كان ليرتفع فرعها للسماء إلا
بشرطين، أولهما أنها طيبة و ثانيهما هو ثبات أصلها و رسوخه، و انظر إلى
الصورة المناقدة في قوله عز و جل: (وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ
خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ)
فالشجرة الخبيثة نتيجتها و لابد إلى الاجتثاث و ذلك نتيجة لعدم أصالتها و خبثها.

و من هذه الفائدة الأخيرة، فلكم البشرى إخواني و أخواتي في الله، إن زول الدولة الصهيونية و الأمريكية لابد و أن يأتي.

و لكن ما دخل هذا بأصل الموضوع؟
نعم، يأتينا الجواب، و لكن تريث قليلاً لأعطك فائدة أخرى يظهر منها هدفي.
ما أصل كلمة قبطي في اللغة العربية؟
أحسنت، هو المصري القديم.
هل تعلم من الذي يطلق عليهم الآن هذه اللفظة؟
أحسنت، هم النصارى المصريون، بالرغم من أن النصارى في مصر ليسوا كلهم
أرثوذكس يتبعون الكنيسة القبطية (المصرية القديمة) و إنما هناك أرثوذكس
أرمن و مارون، و آخرين كاثوليك على إختلافهم، و لكن يقال عليهم أقباط.
و هذا إنما هو تأصيل لم يكن بمحض المصادفة، و إنما أرادت النصارى في مصر أن يجعلوا لنفسهم أصالة العرق دون غيرهم ، و لكن لماذا؟
لأنهم يعتبرون الفتح الإسلامي هو غزو، و هم الأصل حتى يخرج العرب من مصر
مرة أخرى، و لا يذكرون أن المسلمين عندما أتو أنقذونا من الرومان الطغاة، و
كانوا أرحم بنا من أنفسنا، و قد نلنا بالفتح الإسلامي الحرية بعد سنين من
الذل و الهوان في مراحل الاستعمار عبر الزمن.

لكن هناك أمر عجيب، ألا و هو أن أغلب المصريين في الفتح الإسلامي قد دخلوا
في الإسلام بمحض إرادتهم، فأصبحت بذلك الصبغة الإسلامية هي الغالبة على
الأقباط (المصريين القدامى) و أخذ التنامي إلى هذا الحين حتى أصبح الأصل في
المصريين الإسلام و دون ذلك فهناك إختلاط من أرمن و إيطال و يونان و
مصريين، و من هذا أعجب أن يختص النصراني الذي يحمل ال***ية المصرية بكلمة
قبطي بالرغم من إختلاف أعراقهم عبر الزمن.

و بذلك تجتمع عندي الآية: ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً
كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي
السَّمَآءِ)
يجتمع عندي الطيبة في إسلامي و الأصل في أرضي.
و من هذا أفخر و يكفيني أني مسلم ، و أأصل أصلي أني قبطي.
فأنا مسلم قبطي.

هذا و بالله التوفيق
و الله أعلى و أعلم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.