اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحييق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.....
بداية أود أن أسجل سروري بخيال حضرتك الخصب ولغتك الراقية واهتمامك بالوزن العروضي .
....
نبدأ بالعنوان : "هاربا من الأحزان"
كنت أود أن يكون مائلا إلى السعادة الموجودة بالقصيدة فحبك للمحبوبة ليس سببا للهروب
من الحزن كي تنساه !إنما هو أمر لم يكن في توقعك وسعادتك لا تقدر بهذا الحب
.......
بالنسبة للمضمون فالقصيدة موزونة اعتمدت على بحر الكامل (متفاعلن ـ متفاعلن ـ متفاعلن)
جاءت حروف قافيتها مختارة بدقة :
حرف الروي / النون . ما بُنيت عليه القصيدة (نونية)وهو حرف لثوي أنفي يتميز بأنه
يجمع بين صفات القوة والضعف وتحقق هنا من خلال الضعف الذي فرضه حزن الماضي على الشاعر
والقوة من خلال الفرح والأمان الذين يشعروا الإنسان بالقوة
حرف الردف / ألف المد قبل الروي يدل على نفس الشاعر العميق وصبره على مرارة ماضيه .. وما يقابلها من فرحة أثرت
على حياته فانتعشت روحه من جديد وظهر ذلك من خلال نفسه الطويل النابع عن ذلك الفرح الذي يتمناه دوما
حرف الوصل / (الياء) لإشباع الروي جاء في بعض الأبيات
...........
استهل الشاعر نونيته ببيت تصريح لحاله بأنه لم يعد تحمل عدم البوح والبعد عن المحبوبة
وهذا البيت جاء معتمدا على التصريع من خلال اتفاق قافية آخر صدر البيت (عناني) وآخر عجز البيت (هواني)
يتكون البيت من (عروض + صدر ..... ضرب + عجز)
وجاءت الألفاظ سهلة رقيقة بعيدة عن التكلف مناسبة لموضوع القصيدة والحب الذي استوطن كيان الشاعر ،
وكأنه كان يسير في ظلام وجد شعاعا من نور ظل يقترب منه حتى تمكن من رؤية الحياة ،
هذا الشعاع (المحبوبة) وسماها (زهرة البستان) فهي الزهرة الوحيدة التي عطرت بستان حياته صدق كلماته ومشاعره يصل للمتلقي
بكل يسر فنبض قلبه وفرحته بعد تعطشه لها وللنور الذي أضاء ظلمة أيامه .
فاعتمدت القصيدة على بعض الثنائيات الضدية التي شكلت المفارقة بين ماضيه المؤلم وحاضره المضيء .
كما جاءت ألفاظ الماضي تناسب مرارته نحو :
(هواني ـ خوف ـ عانيتُ ـ سرق الزمان ـ ظلم زماني صحراء ـ الأسى ـ أبكي ـ أشكو ـ قسوة ـ حرمان ... الخ )
بينما ألفاظ حاضره كلها بهجة وحب وسعادة نحو :
((نسائم ـ غدير الشوق ـ أشواق ـ سيل ـ مذاق زهرة ـ بستان ـ أمان ـ ألحان ـ هروب من صدى الأحزان .. الخ ))
.........
كما أن للبيئة المحيطة تأثير فظهرت صورها في قصيدته
فاعتقد أنه يقرأ في كتب التاريخ والجغرافيا لظهور كلمة (يستوطن) بمعظم مشتقاتها في بعض قصائده
وكلمات أخرى من الناحية الجغرافية وحبه للأماكن الخضراء والزهور ظهرت أيضا انظر إلى :
(زهرة البستان ـ واحة خضراء ـ أحضانك الخضراء)
فبحبهما أنبتت صحراء عمره بعد اشتياقها للماء ـ الفرح والسعادة والأمان ـ لذهاب الظمأ .
فكان يحلق كالطير ويبحث كثيرا كي يصل إلى مكان به حياة رغم يأسه وعدم تفاؤله .
...........
بجانب هذا لي بعض الملاحظات حول اختيار بعض الألفاظ
عانيتُ قبلكِ هل تراكِ تصدقى
أنى أخـاف إذا ابتسمت ُ ثوانى
تراكي ، وأرى ثقل في النطق، أرجو النظر لها
حتى رأيتك ِواحــة ً خضراءَ فى صحراء عمرى .. لا بقت قضبانىالقافية أشعر أنها لفظة بعيدة نوعا ما عن ألفاظ القصيدة
........................
إلى هنا أكرر شكري لحضرتك على هذا الإبداع
......
تقبل مروري أستاذي
تحيتي وتقديري
|
يقول المتنى ....
إذا كان مدح فالنسيب المقدم
وأنا أقول ....
إن كان نقد فالرحييق المقدم
تحليل أدبى للنص من أجمل ما قرأت لشعرى خصوصا ولقصائد المنتدى عموما
تحليل ممتع وشامل نحويا وبلاغيا وعروضيا وفلسفيا ذكرنى بتلك التعليقات الأدبية التى كنا نقرأها فى كتب الأدب والنصوص التى كنا ندرسها أيام الثانوية .
بالنسبة لاقتراحات حضرتك ورؤيتك فهى محل احترام ولكن دعينى أناقشك الرأى فيما يلى ..
بالنسبة لعنوان القصيدة ( هارب من الأحزان ) فقد ارتبط معى بالقصيدة التى يعود تاريخ كتابتها الى عام 2003م وبالتالى من الصعب تغييره .
وبالنسبة للبيت الذى يقول ..
عانيتُ قبلكِ هل تراكِ تصدقى
أنى أخـاف إذا ابتسمت ُ ثوانى فمعك الحق وقد فكت فى تعديله الآن بهذه الصورة ..
عانيت قبلك كان كل عواذلى ... يتعجبون إذا ابتسمت ثوانى
وبالنسبة لبيت ...
حتى رأيتك ِواحــة ً خضراءَ فى صحراء عمرى .. لا بقت قضبانى
فالقضبان هنا تعبر عن حالة العزلة والعيش فى سجن التردد والحياء من التعبير عن المشاعر ولكن بعد رؤية برهان الحب فى عيون المحبوبة فلا بقت قضبان السجن ووجب تحطيم القضبان والخروج الى تلك الواحة الخضراء الذى هو حبها
فى النهاية أعلن سعادتى بهذا المرور شديد التميز وأتمنى تكراره معى ومع كل أعضاء الإبداعات لأن مشاركاتك هى نوع من الإثراء الأدبى لأى موضوع
__________________
اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ .
|