|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#16
|
|||
|
|||
![]() ![]() عزازى على عزازى الأحد 18-11-2012 09:31 طباعة 128 أقر وأعترف أنا الموقع أدناه أننى ظلمتُ الإخوان، الحزب والجماعة والمكتب والقصر، القيادات والأعضاء، الناشطين من أهل التصريحات النارية المتعالية، والصامتين فى طابور السمع والطاعة. نعم لقد ظلمتهم ظلماً بيناً، حين توهمت أنهم أصحاب رؤية ومشروع، أو أنهم يمتلكون رصيداً هائلاً من الكفاءات والكوادر المتميزة، أو أن عندهم خطة أو مخططاً كاملاً لأى شىء، وأنهم يبطنون شيئاً ويظهرون أشياء، على سبيل الخبث السياسى والتقيَّة الفقهية، باعتبارها سمات طبيعية لتنظيم استمر واستطال حتى وصل عمره إلى خمسة وثمانين عاماً، لكننا اكتشفنا فجأة أن عمر التنظيم عبارة عن عام واحد تكرر خمساً وثمانين مرة.. وما كان هذا الاكتشاف (الصدمة) أن يتم لولا وجودهم المباغت والملتبس والمريب على رأس السلطة والدولة فى مصر بعد ربيع الثورة، فلا وجود لكفاءة نادرة توحد الله، ولا وجود لخطة واضحة أو غامضة، لا قدرة على الإدارة، ولا حنكة فى القرار، الأيادى مرتعشة والقلوب مضطربة، السواعد واهنة واللسان مرتبك متلعثم غير أديب أو أريب، رغم أن الأحبال الصوتية مشدودة ليل نهار، تبدو قياداتهم طوال الوقت فى حالة يأس غير مفهوم أو بأس بلا برهان، تراهم فتشعر أنهم بلا شك وبلا يقين، بل مزيج من العدم والفوضى والعشوائية، لا يعذرون ولا يعتذرون، يخلطون التكتيك بالاستراتيجية، فلا هم أجادوا الوسائل ولا أصابوا الغايات، يشعرون فى داخلهم أنهم جزء من رؤية وليسوا أصحاب رؤية، لذلك أدمنوا كافة فنون التبرير، حتى استنفدوها، فوقعوا فى التناقض الساخر، الذى يكفى ملايين الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى. والمشكلة أن الناس، وفى وقت قليل لم يتجاوز بضعة شهور، أصابهم الرعب كأنهم يركبون سيارة كبيرة يتحكم فى مقودها مجموعة من الهاربين من مستشفى الأمراض العقلية، يتبادلون القيادة وسط تصفيق حاد من المجموعة، والمؤكد باعتبارنا من شهود العيان أن هؤلاء لم تصبهم اللوثة العقلية إلا بعد أن امتلكوا زمام القيادة، لأننا عرفناهم قبلاً كأفراد طبيعيين عقلاء بل ومخلصين، وأصدقاء طيبين. فكلى ثقة أن نواياهم طيبة رغم أن أفعالهم شريرة، وأحياناً تكون نواياهم شريرة وأفعالهم طيبة، بحسب الحالة والرغبة والقدرة، فهم راغبون فى دولة مدنية ديمقراطية، لكن فرائصهم ترتعد من حلفائهم السلفيين والجهاديين، لأنهم لو تركوهم سيتحولون إلى أقلية، ويفقدون كل شىء، وهم يريدون حواراً وطنياً مع الفرقاء لأنهم مرعوبون من انحسار شعبيتهم، ويرغبون فى إعادة بناء الجسور التى انهارت، لكنهم يخشون مشاركة الآخرين إلا لمن يضمنون ولاءهم، وهم يتمنون صياغة دستور يرضى عنه كل المصريين، ويحقق لهم التمكين والغلبة والصلاحيات المطلقة، والهدفان لا يلتقيان! وهم يضمرون شراً بالتيار الشعبى والدستور وشباب الثورة وكل أحزاب تحالف الوطنية المصرية، ومع ذلك يمدون اليد للحوار، ويحاولون السيطرة على الإبل الشاردة، لعل وعسى!!! وهم يرغبون فى لعب دور إقليمى، فجاءت قضية سوريا على طبق من فضة لينطلقوا من قمقم المخلوع إلى مارد الثورة، ففشلوا فى اللحظة التى انحازوا فيها للموقف الأمريكى من إيران، وأفقدوا الدور المصرى حياديته، فباءوا بغضب من كل الأطراف، ثم جاءتهم قضية السودان بالاعتداء الصهيونى السافر والمكشوف على الخرطوم، فأخذتهم الحيرة وتخبطوا، فلا نكاد نعرف الموقف من اللاموقف، وأخيراً حدث الهجوم على غزة، وهو السيناريو المكرر، والمعالجات المتكررة، فإذا بهم ورغم حماسهم الشديد والمبالغ فيه للغزاوية، واختزالهم القضية الفلسطينية فى شعب غزة وحكومة غزة، إلا أن رد الفعل كان مباركياً - للأسف-، لكنه -وللأمانة- كان أكثر إيقاعاً وسخونة، ولم نر متطوعين أو مجاهدين سوى فى سيناء لاغتيال خير الأجناد، ولم نر صلاح الدين يغزو بيت المقدس على بركة الله إلا فى ميدان التحرير أو فوق منبر الأزهر. ألا يستحقون كل الشفقة إذن؟ ألا يستحقون منا عدم الهجوم والنقد والتوبيخ طول الوقت؟! لقد تحولوا إلى أسطورة بينما هم محض بيت للعنكبوت، توهم البعض أنهم قادرون على اكتساح أى شىء، فإذا بهم مجرد تيار كسيح، يعمل بالريموت كنترول، فلسفة (البقاء للتنظيم) جعلته الأقوى من الأفراد والأوطان، وفى ذلك فليتنافس المتنافسون، ومن ثم تغلب لغة الصفقة على كل ما عداها، هم تجار مبتدئون، ووسطاء لا يملكون القدرة على العمل دون دعم طرف آخر من خلف ستار، أو من تحت (الترابيزة). لكل ما سبق أعتذر للإخوان وأعذرهم، فما زالوا محظورين حتى بعد أن امتلكوا كل السلطات، ولا عذر لنا إذا توهمنا ثانيةً أنهم سيستمرون طويلاً. |
العلامات المرجعية |
|
|