|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
الحمد لله الذي جعل الشريعة في قرآنه تتلى وجعل من سُنة حبيبه المصطفى توضيح وتفسير لكل بيان ، فكيف بنا أن نحيا دون دستور بدايته أن بسم الله الرحمن الرحيم وأن الإسلام هو المشرع الأوحد للقوانين فجميع القوانين الموضوعة ما هي إلى إقتباسات من كتاب الله ومازاد عن ذلك فهو من صنع البشر ومخالف لشريعة الله فمنذ أن أنزل الله عز وجل تلك الآية الكريمة " "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" فإن هذا الإعلان الذي تضمنته هذه الآية الكريمة كان إعلانا عظيما جدا وهاما. ويروى أن أحد اليهود عندما سمع بهذه الآية قال لأحد المسلمين: " والله لو نزلت علينا آية كمثل هذه الآية لجعلنا يوم نزولها عيدا لنا". فلقد كان هذا الإعلان الإلهي حُلمَ كل الأديان من قبل، لكي تعلن تلك الأديان ألا ناسخ لها من بعدها، وأنها ستكون الدين الأخير الكامل المتكامل الذي يصلح للبشر في كل الأوقات والجميع على دراية تامة بأنه إن حكم شريعة الله في الأرض فلن يضل بعدها أبداً لن يضيع ، يا أهل الذمة وأقصد باليهود والنصارى جميعك على علم تام بأن الإسلام لم ولن يضيع حقوقكم فقد شدد النبي صلى الله عليه وسلم الوصية بأهل الذمة وتوعد كل مخالف لهذه الوصايا بسخط الله وعذابه، فجاء في أحاديثه الكريمة: "من آذى ذميا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله"."من آذى ذميا فأنا خصمه ومن كنت خصمه، خصمته يوم القيامة"."من ظلم معاهدا، أو انتقصه حقا، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة".
قال الفقيه المالكي شهاب الدين القرافي: "إن عقد الذمة يوجب حقوقا علينا؛ لأنهم في جوارنا وفي خفارتنا وذمتنا وذمة الله تعالى، وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم ودين الإسلام فمن اعتدى عليهم ولو بكلمة سوء، أو غيبة في عرض أحدهم، أو أي نوع من أنواع الأذية أو أعان على ذلك، فقد ضيع ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم وذمة دين الإسلام". وقال ابن حزم الفقيه الظاهري: "إن من كان في الذمة وجاء أهل الحرب إلى بلادنا يقصدونه، وجب علينا أن نخرج لقتالهم بالكراع والسلاح ونموت دون ذلك صونا لمن هو في ذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم فإن تسليمه دون ذلك إهمال لعقد الذمة" فإذا كان الإسلام لا ينهى عن البر والإقساط إلى مخالفيه من أي دين ولو كانوا وثنيين مشركين فإن الإسلام ينظر نظرة خاصة لأهل الكتاب من اليهود والنصارى. سواء أكانوا في دار الإسلام أم خارجها.فالقرآن لا يناديهم إلا بـ (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ) و(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ) يشير بهذا إلى أنهم في الأصل أهل دين سماوي، فبينهم وبين المسلمين رحم وقربى، تتمثل في أصول الدين الواحد الذي بعث الله به أنبياءه جميعا: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) سورة الشورى:13. والمسلمون مطالبون بالإيمان بكتب الله قاطبة، ورسل الله جميعا، لا يتحقق إيمانهم إلا بهذا: (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) سورة البقرة:136. فما بالنا جميعاً بشريعة لن تضيع ذمي أو مسلم فيا أهل مصر الكرام ويا أهلي وعشيرتي في كل نجع وكفر لا تنساقوا خلف الإعلام الفاسد وخلف من يضلل رؤيتكم ويبطيئ عزيمتكم فبكم ستعلو مصر بين الأمم وبكم ستدفن مصر في التراب ولن يبقى منها سوى أطلال للفراعنة وبقايا مساجد وكنائس يذكر فيها إسم الله فأتقوا الله في مصر ليس من أجلنا وحدنا ولكن من أجل أجيال ستأتي من بعدنا لتعيش في رغد دون فقر وكرامة دون ذل وهوان لنجد بينهم عالم وسياسي وباحث ومعلم فإن أسسنا لهم الحياة بسلام وترابط أقاموا جسوراً عبروا بها إلى جميع الطرق والسبل وإن كان عكس ذلك فإنتظروا منهم أن يذهبوا حيثما ذهب من كان قبلنا في جحيم حاكم ظالم وجبروت حاشية فاسدة . تقبلوا فائق تحياتي
ضياء الدين سعيد
__________________
عندما تنتحر الحريات تعجز الديمقراطية عن عمل عزاء للشرف .
آخر تعديل بواسطة modym2020 ، 29-11-2012 الساعة 10:21 PM |
العلامات المرجعية |
|
|