|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
حدثان مهمان جدًا، ولهما دلالتهما أحدهما فى مصر يخص المفتى، والآخر فى الفاتيكان يخص البابا.
كان للحدثين وقع طيب على النفس، وفيهما نقلة نوعية للمناصب الدينية التى تتعرض للتغيير والتبديل، وتعطينا أن أى منصب مهما كانت قداسته لا يعنى أن صاحبه يجلس فيه مخلدًا إلى أن يخرج "السر الإلهى" من جسده.. الأول اختيار هيئة كبار العلماء بالأزهر لمفتى الديار المصرية الشيخ الدكتور شوقى عبد الكريم، وانتبهوا أقول اختيار وأعتقد أن مثل هذا الأمر يحدث لأول مرة أن يقوم العلماء بعملية اقتراع حر على منصب المفتى لاختياره ومن ثم رفعه لرئيس الجمهورية لإصدار القرار الجمهورى بشأنه، فى سابقة جديدة على دار الإفتاء وعلى الأزهر كله وعلى مصر كلها. وهى ترجمة فعلية لديمقراطية حقيقية تمارسها المؤسسة الدينية المصرية بشأن ثانى أكبر منصب إسلامى فى البلاد منصب "مفتى الديار المصرية" بعد أن كانت الرئاسة هى التى تبت فى الأمر دون رغبة الأزهر ولا علماء الأزهر، ولا حتى الجمهور الذى سيتولى المفتى أمور فتواهم التى يتعلق معظمها بالموافقة على إعدام المخطئين منهم. والثانى كان تصريح بابا الفاتيكان "بنيدكت السادس عشر" مسببًا الاستقالة بأنها بسبب المرض والعجز عن أداء الخدمة هو يقول نصًا: "تركتنى القوة فى الأشهر الأخيرة إلى الحد أن على الاعتراف بعجزى عن الاستمرار فى الخدمة التى كلفت بها.. لذلك، ومع الإدراك التام لقرارى وبحرية كاملة، أبلغكم بالتخلى عن أداء الخدمة...". الاستقالة كانت مفاجئة، لأنها تعتبر الأولى من نوعها منذ 600 عام ولولا أن البابا نفسه صرح بها فى قداسه الشهير وعلى الملأ لنطق الناس كلهم جميعًا إن هذه "إشاعة مغرضة". وبغض النظر عن الأقوال المتفاوتة من مسيحى العالم الأوروبى كله عن الموافقة على الاستقالة أو رفضها أو "تسبيبها"- أى إرجاع أسبابها- للمرض أو لأشياء أخرى تلوكها الألسنة كثيرًا، إلا أن مسحة الديمقراطية التى بدت على الرجل وهو يعلن تخليه عن منصب يهتز لها فرائص البشر وتسيل له لعاب من فى الشرق والغرب، ولا يتركه صاحبه إلا بالموت، فهذا يعنى أن الصدق كان حليف الرجل فى قراره الجريء، وأنه كسر القاعدة المقدسة التى تولى صاحب هذا المنصب الجلوس على الكرسى إلى آخر نفس فى حياته أو الجلوس عليه حتى بعد آخر نفس فى حياته، أى إجلاسه ميتًا عليه فترة حتى تكتمل مراسم التوديع والتشييع كما حدث مع البابا شنودة بعد وفاته. ولعل ما فعله الإمام الكبير الحسن بن على بن أبى طالب - رضى الله عنهما - بتنازله عن أهم وأخطر منصب، وهو منصب الخلافة الذى كانت تهتز له إمبراطوريات الشرق والغرب فى العالم لمن رأى فيه الصلاح والنفع للمجتمع والأمة لمعاوية بن أبى سفيان، وحقن الله بهذا دماء الناس وأموال الناس وأعراض الناس واستقرت الدولة وعم السلام الجميع.. إن المناصب الدينية- إسلامية ومسيحية – التى كان مكتوبًا عليها " لا مساس" فى عصر الحرية بدأت تتنسم نسائم الحرية الحقيقية، ومن حق أى صاحب منصب مهما علا ومهما كان إسلاميًا أو مسيحيًا أن يسخر منصبه فيما يخدم شعبه ورعيته فإن رأى أنه لن يقوم برسالته المجتمعية فليكن صادقًا وليتنازل عنه للغير، وهى قمة الوضوح والصدق مع النفس، هى ترجمة حقيقية لمعنى احترام الإنسان لإنسانيته قبل احترامه لمنصبه. ************************************** ◄◄كبسولات حكيمة ◄ الأزواج هم أعقل الناس، فهم لا يفكرون أبدًا فى الزواج.(ألكسندر دوما "الأب") ◄الوهم يحقق وجودنَا يتركنا ننعم بقليل من هدوء الأمس ويضع مرهمه السحرى على أوجاعنا فتبرد أوجاعنا. ( عبده خال). ◄قم يوميًا بعمل ما لشخص ما دون مقابل. ( ألبرت شفايتزر). ◄الدعاية هى البديل العصرى للنقاش، ووظيفتها أن تجعل الأسوأ يبدو وكأنه الأفضل. (جورج سانتايانا). ◄عقول الرجال على أسنة أقلامهم وليس على أسنة رماحهم (خالد بن الوليد). دمتم بحب محمد خضر الشريف
__________________
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|