اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية

قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-02-2013, 08:42 AM
gmailwan gmailwan غير متواجد حالياً
عضو خبير
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
العمر: 49
المشاركات: 666
معدل تقييم المستوى: 13
gmailwan is on a distinguished road
افتراضي انقلاب عسكرى لله (شحات) لله يا محسنين

انقلاب عسكرى لله



لم يبق أمام لاعقى البيادات من النخب والسياسيين الذين ما فتئوا يستعطفون الجيش للاستيلاء على الحكم، سوى أن يجمعوا أنفسهم ويستقطعوا يومًا من وقتهم الثمين بعيدًا عن مدينة الإنتاج الإعلامى واستوديوهات التصوير ويكنسوا "الأولياء" بنية عودة المجلس العسكرى مرة أخرى للحكم!!
فما يحدث فى مصر الآن هو فضيحة بكل المقاييس ستظل تذكرها الأجيال القادمة لسنوات طويلة بكل اشمئزاز واحتقار، فبعد ثورة عظيمة قام بها الشعب المصرى بكل فئاته وأطيافه وسال فيها الدم الطاهر من أجل إقامة دولة الحق والقانون وإنهاء احتكار السلطة وتكريس الفساد، لا يستحى المهمشون سياسيًا والعاجزون فكرياً والمشوهون نفسيًا من الدعوة لاستيلاء الجيش على السلطة مرة أخرى.
وهذه دعوة صريحة لعودة الحكم الديكتاتورى البغيض والعصف بإرادة الشعب المصرى واختياراته، كما أنها دعوة لبث الروح فى أوصال الدولة البوليسية التى يعمل الجميع جهد أنفسهم من أجل تفكيك أوصالها وتمزيق كيانها.
فعودة الجيش للحكم تعنى إلغاء أول انتخابات حرة نزيهة فى تاريخ الشعب المصرى منذ آلاف السنين لاختيار حاكمه، كما أنها بالتبعية تعنى فتح أبواب المعتقلات والسجون أمام مئات الآلاف من المحتجين الذين سيخرجون فى الشوارع والميادين رافضين ذلك، وليسوا بالضرورة أن يكونوا من التيار الإسلامى فقط، وبالتبعية فإنها تعنى آلاف ال***ى والضحايا وانزلاق الجيش المصرى فى مستنقع قذر استطاع أن ينجو منه بوفائه بوعده وتسليمه السلطة للمدنيين.
ناهيك عما سيترتب على ذلك من عزلة دولية متوقعة بحق مصر، فالفاشلون لدينا لا يستطيعون إدراك أن المجتمع الدولى لم يعد لديه أدنى استعداد لقبول فكرة الانقلابات العسكرية، وأنها أصبحت من مخلفات الماضى، حيث إن الإستراتيجية التى تعتمدها الإدارة الأمريكية عقب ثورات الربيع العربى تعتبر أكثر ذكاء وتقدمًا من تصرفات كثيرين عندنا والذين يصرون على التفكير داخل الصندوق لأنهم لا يعلمون أى شىء خارجه.
فالإدارة الأمريكية اعتمدت مبدأ "إذا أردت هزيمة الأسد فدعه ينزل الحلبة"، فقد أثبتت سنوات القهر والظلم الطويلة التى تعرض لها الإسلاميون أنها رسمت لهم صورة أشبه بالأسطورة فى وعى الجماهير، وأنهم صاروا نموذجاً تتمناه الشعوب وتتوق إليه، وأن هذه الجماهير باتت تعتقد أن الإسلاميين وحدهم يمتلكون المفتاح السحرى لحل جميع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والصحية... إلخ، كما أن عقود الإقصاء والإبعاد أكسبت القوى الإسلامية حالة من "الطُهر" لدى الشعب المصرى وأنه بات من المستحيل بعد ثورات الربيع العربى أن يتم تجاوزهم فى الترتيبات البعدية، ولكنهم فى الوقت ذاته يمثلون إشكالية أمام السياسة الأمريكية فى المنطقة، ومن هنا فإن الإدارة الأمريكية تراهن الآن على إفشالهم سياسياً وتعويقهم اقتصادياً بحيث يكون الإبعاد والإقصاء بيد الجماهير وعبر الصناديق وليس عن طريق الحكام وبواسطة السوط والهراوة، مما سيؤدى بالضرورة إلى نزع هالة التقديس التى أحاطت بهم لعقود ليست بالقليلة.
هذا باختصار هو طبيعة السياسة الأمريكية تجاه الإسلاميين فى أعقاب الربيع العربى، خاصة أن الإدارة الأمريكية لم تعد تعول كثيراً على الرموز والنخب المصرية أو على قدرتهم فى حشد الشارع المصرى بل أسقطتهم تقريباً من حساباتهم، فقد روى لى أحد الأصدقاء المتخصصين فى الدراسات الإستراتيجية والمستقبلية أنه التقى على هامش أحد المؤتمرات الدولية بالهند مؤخراً بباحثين من مؤسسة "راند" الأمريكية، وهى مؤسسة معروف أنها معنية بإعداد البحوث والدراسات السياسية والإستراتيجية التى تساعد صانع القرار فى البيت الأبيض الأمريكى ولها نفوذ مؤثر معلوم، فكان مما قاله باحثو راند إنهم يعرفون أن معظم الساسة المصريين خلا الإسلاميين ليس لديهم أى نفوذ مؤثر فى الشارع المصرى، وعلى رأسهم البرادعى وصباحى وعمرو موسى وغيرهم ممن ذكروهم بالاسم، لذا – والكلام مازال لهم – فقد أسقطوهم تمامًَا من حساباتهم ولم يعودوا يعولون عليهم ولا يثقون فى قدرتهم فى مواجهة التيار الإسلامى.
هذه الرؤية الأمريكية قد تحتاج منا إلى مزيد من البحث والدراسة لاحقاً لبيان ضرورة بناء إستراتيجية مضادة لها تمكن من بناء نموذج للحكم الرشيد القادر على التعامل مع آلام وهموم المواطن البسيط.
ولكنى أردت الإشارة إليها للتأكيد على عجز النخب السياسية المصرية عن إدراك طبيعة تفكير المجتمع الدولى تجاه الوضع فى مصر بصفة خاصة، وفى دول الربيع العربى على وجه العموم، وهو ما عوضوه بإلقاء الكرة فى ملعب الجيش بدعوته للاستيلاء على الحكم!
ولم يبق سوى أن يصرخوا بأعلى أصواتهم: "انقلاب عسكرى لله يا سادة"!!
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:04 PM.