عندما ينهار نظام فاسد فإنه يترك وراءه اقتصادا متداعيا..

[السيد درويش]

عندما ينهار نظام فاسد فإنه يترك وراءه اقتصادا متداعيا..
لأن هذا النظام لكي يمرر فساده كان يعتمد على مسكنات تمنع الاقتصاد من الانهيار: ( معونات أجنبية، قروض، منح..).
وهذه المسكنات تكون في الغالب بمثابة "رشاوى" سياسية من الأنظمة التي تتفق مصلحتها مع النظام الفاسد وتسعى للحفاظ عليه..
ولعلنا نتذكر أن بعض الدول في بداية الثورة هددت أمريكا بأنها سوف تدفع لمبارك 5 مليار دولار لتعويضه عن تلويح واشنطن بوقف المعونة.
إذن عندما يسقط النظام، تتوقف المسكنات، فتشتعل الآلام في جسد الدولة الجريح، هذه الآلام هي التي تجعل بعض الناس يقولون عن قلة وعي: ولا يوم من أيام مبارك..
نحن الآن نعاني من مرحلة توقف المسكنات، حيث يتضاعف إحساسنا بالألم، فكيف نتعامل مع الموقف؟
هناك 3 أساليب/ الأول، أن نقدم تنازلات سياسية للقوى الخارجية فنحصل على مزيد من المسكنات ونعود إلى ما سبق..
الثاني، أن نترك المسكنات مرة واحدة وبصورة قاطعة، فيرتفع الألم إلى أقصى مدى، وهذا لن يتحمله الشعب تماما..
الثالث، أن نترك المسكنات بالتدريج،
الأمر أشبه بعلاج الإدمان، قرض الصندوق يعتبر من المسكنات، إعادة توزيع الدعم من موجبات الألم، لكنها تختلف عن الرفع الكامل والمفاجئ للدعم..
هذه مرحلة لابد منها، فلا يوجد طريق وردي بين مهزلة عصر مبارك، وبين عصر التقدم والنمو،
هذه هي الخيارات المتاحة...