|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() أيا رمضان الخيرِ عذراً، عصى الشعرُ *** فلم يترنم مثلما يوجب الأمرُ وكيف لشعري أن يسيل عذوبةً *** بمدحك والأرزاء في أبحري كُثْرُ وكيف القوافي فيك أزجي عصيَّها *** وأحوالنا تُزري، وأفعالنا نكرُ؟! وأين الخيال الحر؟ أنى لنا بهِ *** وفي القلب همٌّ لا يرام لهُ حسْرُ تهبُّ الرياح الذارياْتُ بداخلي *** فتترك نفسي بلقعاً ما بهِ زهرُ تراوحني في كل حين فجاءةٌ *** كأني فلاة ليس في رملها سدرُ فيا خير شهرٍ لا تلمني لأنني *** أعاني جروحاً لا يعالجها الصبرُ! أتيتَ إلينا والكراماتُ قد خَبَتْ *** ومن أين تأتينا وقد أورق الشرُّ؟ نصلي؟ نعم! لكن صلاة بلا تقى *** ونأمر بالفحشاء إذ وجب الطهر! نصوم؟ نعم! لكن صياماً عن القِرى *** ولذاتنا تمتد إذ يطلع الفجرُ! وفي الأرض إخوان لنا كلُّ حلمهم *** بقايا إدامٍ يستقيم بها الظَّهْرُ! كأن مجاعات الدنا كلها قوَتْ *** بدورهمُ..أو حلّ مِصْرَهمُ الفقرُ نحجُّ؟ نعم! لكن لمجلس عصبةٍ *** ونطلب منه الأمن إن يُهتكُ الستر فلا عصبة (الفيتو) أعادت أماننا *** ولا الدبُّ واسانا، ولا الأقرعُ النسر! أتيت إلينا، صُبحنا مثل ليلنا *** فأجواؤنا سودٌ وأجفاننا جمرُ فيا رمضان العتق ذلت رقابنا *** إلى اللهِ نشكو: ربَّنا مسنا الضرُ! تداعتْ علينا أمّةٌ بعد أمةٍ *** وعشش فينا اليأس والضَّعْف والذُّعْرُ وليس لأهلينا سراةٌ وإنما *** بُلينا بجندهم علينا المُدى الحُمرُ إذا المرء صلى الفجر قالوا: مُخَرِّبٌ! *** وإن عاقر الصهباء قالوا: فتىً حرُّ! وإن رتل القرآن قالوا: مضللٌ! *** وإن حالف الشيطان قالوا: له الشكرُ! همُ قد أضاعوا (قدسنا) بل كياننا *** فوا ذلّ شعبِ عمرُهُ كلهُ قهر! أتيت إلينا، والمصائب جمَّةٌ *** فآلامنا مَدٌّ وآمالنا جَزْرُ! وأوراقنا صُفرٌ بلون جلودنا *** وأشرارنا كُثْرٌ، وإنجازنا صفر! فواعجباً إن فارق الخيرُ أرضنا *** وواعجباً إن عربد الشركُ والكفر وواعجباً أن يهدم البغيُ مسجداً *** وأن يصبح الهندوس هِرُّهم نمْرُ وواعجباً أن ندمن العار والخنا *** وواعجباً أن يكثرَ الفرُّ لا الكَرُّ وواعجباً أن يسحق الصِّرْبُ قومنا *** وواعجباً أن يكثرَ البَقْرُ والجزْرُ نذبَّح مثل الشاة في كل موضع *** ونُسلخُ أحياءً وتغلي بنا القدرُ! وتُرمى إلى الخنزير عمداً لحومُنا *** ويأكل منها الكلبُ والذئب والنسر! فيا رمضان القدر قد ضاع قدرُنا *** وأظلمت الدنيا، ونهتف:يا بدر؟ ولا بدرَ، لا حطين، لا أيَّ بارقٍ لنصرٍ*** تُرى من أين يأتي لنا النصر؟ إذا نحن لم نغسلْ من الرجس أنفساً *** فخير مكانٍ يرتضينا هو القَبْرُ! محمد عبد القادر الفقي
__________________
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|