اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #11  
قديم 06-10-2013, 05:17 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 31
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي

1- إن المسجد العمري الكبير منذ إنشائه فوق معبد وثني في وسط مدينة بيروت منذ عام 14 للهجرة الموافق للعام 635 قد أوقفت عليه العديد من الأوقاف الإسلامية التي ازدادت تباعاً على مر العصور، ومروراً بالعهود الأموية والعباسية والفاطمية والزنكية والأيوبية والمملوكية والعثمانية وفي القرن العشرين قد أدخلت عليه تعديلات أساسية، بحيث ضاعت ملامحه المعمارية التي عُرف بها خلال العصور من خلال كتب الرحالة والمصادر العربية، ولم يعد له صلة معمارية بإنشائه الأول زمن القائد أبو عبيدة بن الجرّاح، على غرار الكثير من المساجد الإسلامية في بيروت ودمشق والقاهرة وبغداد والمغرب العربي.

2- عندما أحتل الصليبيون بلاد الشام ومن بينها بيروت، هدموا مختلف مساجد بيروت ـ ومما يؤكد ذلك أنه لا يوجد في باطن بيروت سوى مساجد عثمانية ـ باستثناء مسجد الإمام الأوزاعي (رضي الله عنه) بتدخل من نصارى بيروت ولبنان رأوا في الإمام الأوزاعي إمام العيش المشترك، والذي دافع عنهم ضد ظلم الوالي العباسي.
كما أن الصليبيين لم يهدموا الجامع العمري الكبير باعتباره رمزاً دينياً وسياسياً وعسكرياً للمسلمين في بلاد الشام، لا سيما وأن السلطان صلاح الدين الأيوبي سبق أن زار بيروت عام 1187م وصلى في مسجدها الجامع، لذا حرص الصليبيون على تحويل هذا المسجد عام 1197م ليس إلى كنيسة فحسب، بل إلى كاتدرائيّة ما تزال ملامحها المعمارية تظهر حتى اليوم لا يما في واجهتها الشرقية. وقد أثبتت الحفريات أن الكنيسة أقيمت فوق بناء المسجد الأيوبي القائم الآن في الطبقة السفلية من المسجد. ومن هنا الالتباس الحاصل والاعتقاد الخاطئ عند اللبنانيين، من أن الجامع العمري الكبير أصله كنيسة، خلافاً للحقيقة التاريخية.

3- ان ما قال على ملامح التغييرات والتعديلات التي أدخلت عبر العصور على المسجد ـ الجامع، يؤكد على أن هذا النمط من التعديلات ليست بدعة جديدة، بل هي معتمدة عبر العصور لا سيما عند التوسعات الضرورية. وما حدث اليوم من توسعات ضرورية على بعض جوانب جامع الخاشقجي الواقع عند جبانة الشهداء في بيروت، إنما استدعتها الضرورات الإجتماعية وفي مقدمتها التوسعات الخاصة بالتعزية وسواها.
ثم ان التعديلات الأساسية التي طرأت على جامع المجيدية أضافت إليه جمالاً وتناسقاً معمارياً يخدم النمط المعماري العثماني، وليس نقيضاً له. وما طرأ من تعديلات جذرية على الجامع الأموي في بعلبك اعاده أجمل مما كان عليه في العهد الأموي الأول وما نراه نحن اليوم بدعة معمارية، تراه الأجيال اللاحقة بدعة حسنة وتعديلات أساسية كان لا بد من إجرائها.

4- إن بيروت التي كانت تضم بضعة مئات من البيارته ضمن سورها التاريخي، لم تكن تتطلب مساجد ضخمة وعامرة، وقد شهد العهد العثماني بعض الزوايا والمساجد الصغرى مثل مساجد : الأمير منذر (النتفورة) الأمير عسّاف ( السراي) المجيدية.
وكان أكبرها المسجد العمري الكبير (نسبياً) الذي أعتبر عبر التاريخ أنه المسجد ـ الجامع، وبدأت التوسعات المشار إليها بعد أن تزايد عدد سكان بيروت عبر العصور بشكل ملحوظ وما شهده الجامع العمري الكبير أخيراً مع إدخال مئذنة جديدة تتوافق مع المئذنة القديمة، إنما استجعتها الظروف الدينية والاجتماعية الجديدة، في بيروت المحروسة، فضلاً عن {اوديتوريوم} سفلى للمحاضرات.

5- إن موضوع (أسلمة) المسجد العمري الكبير قد تجاوزه الزمن، فالأسلمة للمعبد الوثني القديم ابتدأت مع بداية الفتوحات الإسلامية لبيروت وبلاد الشام، ثم استمرت الأسلمة قبل وبعد السلطان صلاح الدين الأيوبي، لا سيما في عهد الملك الأشرف خليل بن السلطان محمد قلاوون الذي حرر بيروت وبلاد الشام من الصليبين في أيار عام 1291م. ومنذ عام 1291م استقر المسجد العمري الكبير جامعاً للمسلمين في بيروت وما يزال.

6- أن الخصائص المعمارية الإسلامية في بيروت والعالم الإسلامي كانت ـ وما تزال ـ خصائص حضارية من أهم رموزها كبار المهندسين المسلمين عبر التاريخ الإسلامي. وليست التعديلات والإضافات التي نشاهدها اليوم والتي أدخلت على الجامع العمري الكبير ليست سوى إضافات حضارية تنسجم مع الخصائص الحضارية للعمارة الإسلامية.

7- جدد بناءه حاكم بيروت زين الدين بن عبد الرحمن الباعوني، وكان في الكنيسة صور فطلاها المسلمون بالطين، في عام 914هـ أنشأ المئذنة موسى إبن الزيني في عهد الأمير الناصر محمد بن الحنش، في عام 1067هـ عام أضاف عبد الله بن الشيخ إبراهيم الخطيب عدة غرف إليه، وفي عام 1183هـ في عهد حاكم بيروت أحمد باشا الجزّار أنشئ الصحن الخارجي.
في عام 1305هـ أنشأ السلطان عبد الحميد الثاني القفص الحديدي داخل المسجد المنسوب لمقام النبي يحيى، تقول التقاليد الشعبيّة إن كف يوحنا المعمداني مدفونة في هذا المقام، كما أنشأ المنبر القديم.

8- في عام1910م أرسل السلطان محمد رشاد الشعرة النبويّة الشريفة تقديراً لولاء وإخلاص أهل بيروت، وبمسعى الدولة العُثمانيّة وبتبرعات أهل الخير، تمّ شراء الأراضي المحيطة بالجامع مثل الحصن الخارجي والدكاكين.

9- أوقف أهل بيروت على هذا الجامع المئات من الأوقاف والأحكار والأراضي للإنفاق عليه، للجامع العمري الكبير باب كبير يطل على سوق العطارين وباب ثان يطل على سوق الحدادين، كما فُتح له باب ثالث يطل على شارع الفشخة (ويغان حاليًّا) وهو شارع الترامواي الكهربائي المستحدث في أوائل القرن العشرين.



تعاقبت على الجامع أسماء أشتهر بها عند الناس في أزمنة مختلفة، ففي العهد المملوكي كان إسمه (جامع فتوح الإسلام) أي انتصار الإسلام وذلك عندما أخرج المماليك الصليبيين من البلاد، وفي العهد العثماني كان أسمه (جامع النبي يحيى)، أو (جامع سيدنا يحيى) وذلك لأحد احتمالين: الأول، تكرار الاسم الذي كان يُطلق عليه عندما كان كاتدرائيّة صليبيّة، والثاني، توهم وجود جزء من رفات النبي يحيى فيه.

في سنتي1949 و1952م قامت مديرية الأوقاف الإسلاميّة والمديرية العامة للآثار بإجراء بعض الترميمات، وهو يعتبر من الأبنية الأثرية بموجب مرسوم جمهوري صادر في 16 حزيران 1936م، وحوالي منتصف القرن العشرين بني المدخل الرئيسي لهذا الجامع بالجهة الغربيّة منه على الطراز العربي وزُيّن بنقوش مرسومة بيد الفنان البيروتي علي العريس، في أثناء اضطراب الأمن في بيروت، تعرض الجامع للسرقة وأصيب بأضرار كبيرة، وحطّم الغوغاء أسماء الصحابة التي كانت في نقائشه الأثرية وتعطلت فيه الصلاة.

__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:46 PM.