
02-02-2014, 11:18 AM
|
 |
عضو لامع
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 3,663
معدل تقييم المستوى: 15
|
|
أتــــون الذّاكـــــــرة..
في غمار الحياة المتشعّب تطلّ عليك ذكرى و أنت عالق بين تفاصيل مكرّرة و بغيضة لا مناص منها و لا خلاص , تفاصيل تجري في نسق رتيب لا حياد عنه إلاّ بحدث خارق أو وقفة تأمّل أو ذكرى , تلوح الذّكرى من بعيد تجاهد للتملّص من كبّة متشابكة في صندوق غير محكم الإغلاق تنفلت شرائطه على حين غرّة طليقة و مرفرفة في حبور , فتمتطي آنذاك صهوة الذّكرى , تغدو خيّالا يسرح في عالم تليد ضاربا أفقا لذيذا و عذبا كان يحفل بجميل الأمنيات , و ذكرى الحبّ الأوّل لا تُمحى و لا تتبدّد و مع مرور الأيّام تزداد توهّجا و رسوخا و باستحضارها تشيع في الجوّ الحاضر الخانق أناغيم توشّي الحياة و تحلّيها و تنفتح للمرّة الألف أمامك رسالة , رسالة مشوق استبدّ به الهوى و كرب ليله و طال سهده و كانت الكلمات سلواه و الرّسالة مطيّته لوصال قريب . كانت أوّل رسالة تضوع عطرا , رُصِّفت كلماتها ترصيفا أنيقا و قُدّت من خلجات وجدان متيّم هام و حلّق في مدى شفيف مفعما وَجدا و صبابة , و تلتها أخرى و أخرى بعضها سُلّم مباشرة على عجل و في غفلة من الجميع و جلّها أتى عن طريق البريد يسري الحلم بين ثناياها و يعمر القلب بعاطفة مشبوبة تَعد بحلو لقاء , النّظرة آنذاك أجمل المكاسب توطّد ودّا موصولا وتنشئ حلما مشرعة أبوابه على أمل اجتماع قريب , فيضا غامرا من الشّوق تستحيل اللّيالي أمّا الأيّام فسعي دائب للّقاء , تتشابك فيه الأنامل في حنوّ رفيف و لطف كثيف و تنطبع النّظرات عميقا في لجج الوجدان و تُختزن الهمسات زادا يخفّف من تباريح الهوى , كان الهوى عذبا و كنّا في غمرة الهوى ننهل من معينه و نتزوّد طهرا و نقاء .

نقل
حنـــ الجنةــــين
|