اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية

قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-02-2014, 02:17 AM
mr/Guirguis George mr/Guirguis George غير متواجد حالياً
معلم مواد فلسفية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
العمر: 38
المشاركات: 2,177
معدل تقييم المستوى: 16
mr/Guirguis George is on a distinguished road
افتراضي صراع الديوك


فى ظل واقع ينسج «الاستقطاب» خيوطه، يتأفف البعض من الاستماع لأية وجهات نظر أخرى تختلف عن وجهة نظره فى الأحداث والأشخاص والتفاعلات المختلفة التى يشهدها المجتمع المصرى حالياً.

هذه الحالة أصبحت تحكم تفكير النخبة، مثلما تصبغ سلوك المواطن العادى. كل النقاشات والحوارات التى يديرها المصريون الآن تكاد تتحول إلى ما يشبه «صراع الديوك» التى تنشب مخالبها فى بعضها البعض، ولا يرتاح كل ديك منها إلا عندما يخمش رأس أخيه.

الكثير من الأسر والعائلات المصرية تعانى الآن أشد المعاناة من هذه الآفة، التى سيطرت على حياتهم خلال الأشهر الأخيرة؛ آباء وأبناء وإخوة وأقرباء ومعارف وأصدقاء يخسرون بعضهم البعض عند أقرب نقاش سياسى، ولو حدث وكانت وشائج الصلة بينهم قوية، فإنهم يكتفون برفع «ضغط» بعضهم البعض، ويزيد كل طرف منهم الإحساس بالتوتر لدى الطرف الآخر. وفى النهاية يخرج الجميع خاسرين، لأنهم أصبحوا عاجزين عن الوصول إلى منصة توافق على رأى تتقارب فيه وجهات النظر. ربما قرر كل منهم بعد آخر مناقشة خاضها مع المحيطين به أن تكون تلك هى «المناقشة الأخيرة»، لكنه سرعان ما ينكص على عقبيه، مع أول لقاء جديد يجمعه بهم، فينخرط «الديوك» من جديد فى الصراع، لينتهوا -فى الأغلب- إلى نفس النتيجة.

أى نقاش صحى فى الدنيا يستهدف التقريب بين وجهات نظر مختلفة تتبناها مجموعة من الأطراف، وعندما يصبح النقاش أداة لتوسيع وتعميق الخلافات بين المتحاورين، فعلينا أن نتنبه إلى أننا أصبحنا بصدد حالة مرضية تستحق العلاج. ولا أجد مدلولاً لكلمة الفوضى خيراً من تلك الحالة التى يتحول فيها التواصل ما بين البشر إلى أداة لتقطيع خيوط الصلة بينهم. فعندما تخاصم العقول المنطق وتتخاصم النفوس مع فكرة احترام الرأى الآخر، وينظر كل إنسان إلى نفسه على أنه «أمة»، كما كان يصف القرآن الكريم نبى الله إبراهيم عليه السلام، فبشّر بصراع بين هؤلاء «الأناسى» لن يفوز فيه أحد، بل سيخسر فيه الجميع.

تفكيك الدول والمجتمعات لا يبدأ على الأرض، بل قل إنه ينتهى على الأرض التى يتم توزيعها على كل فريق من أبنائها، إنه يبدأ فى عقول ونفوس الشعوب. وعندما يصبح الإنسان مسكوناً بعقل يقضى بنفى من يختلف معه فى وجهة النظر، ونفس تلعن من لا يحذو حذوها فى الحياة، فنحن هنا أمام إنسان يسهل عليه أن يقبل اقتسام الأرض مع الآخر. وهنا مكمن الخطورة. ربما تكون قد قرأت أو سمعت واحدة من تلك القصص التى تروى حكاية أبناء ورثوا أرضاً كبيرة عن أبيهم، فتعاونوا زمناً على حرثها والعيش على خيراتها، ثم إذا بهم بعد ذلك ينقسمون عقلياً ونفسياً حول أسلوب إدارة هذه الأرض، ويربط كل منهم رأسه على ما يظن أنه الصواب، ألن تكون النتيجة هى قسمة الأرض؟. أعلم أن مصر بتاريخها وعمق تجربتها تستعصى على القسمة، لكن الانقسام الذى يسود الآن بين أبنائها الذين تحولوا إلى «ديوك» أصبح يحتاج إلى علاج.
الوطن

__________________
صن لسانك عن الشر و شفتيك عن التحدث بالغش
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:08 AM.