صغيران عمرهما خمسة أسابيع . تركتهما أمهما اللبؤة بحثًا عن صيد و قد طال غيابها ليوم كامل. يستيقظان من غفوتهما بين الحشائش الطويلة تحت شمس أفريقيا الحارة و يطلان برأسيهما بحذر ، لا يوجد ما يخيف.. يلعبان بين الحشائش.
لكن الضباع المرقطة ترقب الشبلين بحثًا عن فريسة و تلحظ غياب الأم . تبدو الفرصة سانحة .. تهاجم الضباع الشبلين ، تعدو اللبؤة مسرعة و تكشر عن أنيابها و يتعالى زئيرها في لحظة حاسمة ، تهرب الضباع فليست ندًا للبؤة محنكة.
تلك إحدى حكايات فيروز المفضلة ، أعيدها كلما طالبتني بحكاية. نراجع الأحداث ثم نمثلها. ضبع أنا يهاجم فيروز الصغيرة . تركض الصغيرة بخوف غير مصطنع و ترتمي في أحضان جدتها .. في عينيها إثارة بفعل المطاردة.
اليوم أنا ضبع يمني نفسه بوليمة شهية في غياب اللبؤة الصيادة ، و حين أهاجم أشبالًا وهمية ، تزأر صغيرتي فيروز مدعية أنها لبؤة تدافع عن صغارها. في صوتها بريق قوة يتركني أضحك في دهشة. كبرتِ يا صغيرتي.