|
محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() نماذج من شهداء أحد
"د." راغب السرجاني نماذج عطرة ![]() شهداء أحد هم رجال رباهم النبي ![]() ![]() وعند الكلام عن شهداء أُحد فلا بد أن نبدأ بسيِّد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، كما قال رسول الله ![]() حمزة بن عبد المطلب أسلم في العام السادس من النبوة، وكان قبل الإسلام يعيش حياة لهو ولعب وعبادة للأصنام، ويذهب للصيد، حياة لا قيمة لها، أما بعد الإسلام فقد انتقل من كونه سيِّدًا في قبيلته الصغيرة إلى كونه سيدًا لشهداء الأرض كلها إلى يوم القيامة، وكانت له مواقف تميزه سواء في مكة أو في شِعْب بني هاشم. وفي غزوة بدر قال المشركون: مَن هذا الملثم الذي على صدره ريشة النعام؟ فقالوا: حمزة. فقالوا: هذا الذي فعل بنا الأفاعيل[2]. وقد أنفق ![]() مصعب بن عمير لقد سلك ![]() وقد أورد الإمام القرطبي في تفسيره عن أبي هريرة أن رسول الله ![]() ثم قال رسول الله ![]() فزيارة شهداء أُحد سُنَّة شرعها لنا رسول الله ![]() ![]() سعد بن الربيع لما قدم النبي ![]() ![]() بعد انتهاء معركة أُحد قال رسول الله ![]() ![]() فسعد بن الربيع ![]() عبد الله بن حرام قال عبد الله بن حرام ![]() ![]() ![]() حضر أبو جابر ![]() وروى ابن ماجه أنه لما استشهد يوم أحد جاء ابنه جابر بن عبد الله وهو متأثر بموت أبيه، فيكشف عن وجهه ثم يضع الغطاء، ثم يعيده ثم يضعه ثانية، والصحابة ينهونه والرسول لا ينهاه؛ لأنه يقدِّر موقف الصحابي الجليل من فَقْدِ أبيه، فقال له رسول الله ![]() فهو حريصٌ -حتى بعد موته ![]() خيثمة أبو سعد في غزوة بدر استهم خيثمة مع ابنه سعد وقد استشهد سعد يوم بدر، وفي غزوة أُحد يقول خيثمة: "وقد رأيت ابني أمس على أحسن صورة يسرح في ثمار الجنة وأنهارها، ويقول لي: الْحَق بنا". وقد أصبحت مشتاقًا إلى مرافقته في الجنة، فادعُ الله لي يا رسول الله أن أرافقه في الجنة، وقد كبرت سني ورقَّ عظمي[6]. فدعا رسول الله ![]() عمرو بن الجموح كان عمرو بن الجموح أعرج شديد العرج، وكان كبير السن، وكان له أربعة بنين شباب يغزون مع رسول الله ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() إنه خرج يريد الشهادة بصدق مع أنه قد تجاوز الستين من العمر، فرزقه الله الشهادة؛ لأنها رزقٌ، ولا ينال هذا الرزق العظيم إلا من يسره الله له. حنظلة بن أبي عامر كان حنظلة قد ألمَّ بأهله حين خروجه إلى أُحد، ثم هجم عليه الخروج في النَّفير فأنساه الغسل أو أعجله، فلما قُتل شهيدًا أخبر رسول الله ![]() وعن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله ![]() ![]() فقد خرج في صبيحة عرسه وهو جنب، فلقي ربه شهيدًا. عبد الله بن جحش جهاد طويل لهذا الصحابي الجليل، جهاد في مكة، وجهاد في الحبشة، وجهاد في المدينة المنورة. وقد دار حوار رائع بينه وبين سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما، قال عبد الله بن جحش لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما يوم أُحد: "ألا تأتي ندعو الله؟" فخلا في ناحيةٍ، فدعا سعد فقال: "يا رب، إذا لقينا القوم غدًا، فلَقِّني رجلاً شديدًا بأسُهُ، شديدًا حَرْدُهُ فأقاتله فيك ويقاتلني، ثم ارزقني عليه الظفر حتى أ***ه وآخذُ سلبَهُ". فقام عبد الله بن جحش، ثم قال: "اللهم ارزقني غدًا رجلاً شديدًا حردُه، شديدًا بأسُه، أقاتله فيك ويقاتلني، ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك غدًا قلت: يا عبد الله، فيمَ جدع أنفك وأذنك؟ فأقول: فيك وفي رسولك. فتقول: صدقت". قال سعد بن أبي وقاص: "يا بُنيَّ، كانت دعوة عبد الله بن جحش خيرًا من دعوتي، لقد رأيته آخر النهار وإن أذنه وأنفه لمعلقان في خيط"[10]. موقف رائع لعبد الله بن جحش ![]() ![]() فريق ينتقل من الكفر إلى الإيمان في لحظة وينال الشهادة فالمسلم حتى يصل إلى درجة الشهادة في سبيل الله، فإنه يقدم الكثير والكثير من التضحية بالمال والوقت والجهد، ولا بد أن يتوافر لديه الإخلاص، وأن يسأل الله الشهادة بصدق، ولكننا قد نجد بعض الناس قد يُنعِم الله عليهم بنعمة الشهادة في سبيل الله فور دخولهم في دائرة الإيمان. فسحرة فرعون مثلاً عندما رأوا الحق واضحًا، أعلنوا دخولهم في دائرة الإيمان، وتلقوا ال***** من فرعون بل وال*** بصدور رحبة، وقالوا لفرعون: {قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ العُلاَ} [طه: 72- 75]. فكانوا في أول النهار سحرة، فصاروا في آخره شهداء بررة. الأصيرم في موقعة أُحد نجد رجلاً قد انتقل من الكفر إلى الإيمان في لحظة واحدة وهو الأصيرم ![]() ![]() ![]() ![]() ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء! إنها لحظة إيمان وصدق. مخيريق لما خرج النبي ![]() ![]() ![]() وعلى النقيض من الصورة السابقة نجد قصة قُزْمَان، فقد *** ثلاثة من حملة راية المشركين يوم أُحد، وفي رواية سبعة أو ثمانية من المشركين، وقاتل قتالاً شديدًا وبشره المسلمون، فقال: "إن قاتلتُ إلا عن أحساب قومي، ولولا ذلك ما قاتلت". وكانت جراحه شديدة فنَحَرَ نفسه، فأخبر المسلمون رسولَ الله ![]() ![]() لا يدخل الجنة إلا من يقاتل حتى تكون كلمة الله هي العليا، أما من يقاتل من أجل القومية أو الوطنية أو القبيلة فلا ينال الشهادة في سبيل الله. روى البخاري أن رجلاً جاء إلى النبي ![]() وروى الترمذي وأحمد، أن رسول الله ![]() فهذه مصيبة أُحد وهذا هو الخير الموجود في هذه المصيبة، وقد لا نرى نحن هذا الخير، ولكنه موجود بالفعل، وليس معنى ذلك أن نبحث عن المصائب ونسعى إليها، ولكن معنى ذلك أن المصيبة ليست نهاية الدنيا. د. راغب السرجاني [1] رواه الحاكم في مستدركه برقم (4884)، والطبراني في المعجم الكبير برقم (2958)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (3676). [2] ابن هشام: السيرة النبوية، تحقيق مصطفى السقا وآخرين، دار إحياء التراث العربي، بيروت، بدون تاريخ، القسم الأول (الجزء الأول والثاني) ص632. [3] رواه الحاكم في مستدركه برقم (2977)، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة برقم (5221). [4] ابن هشام: السيرة النبوية، القسم الثاني (الجزء الثالث والرابع) ص94، 95. [5] رواه ابن ماجه (190، 2800) ترقيم عبد الباقي، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (7905). [6] الواقدي: المغازي، تحقيق مارسدن جونس، عالم الكتب، بيروت، 1/212، 213. [7] ابن قيم الجوزية: زاد المعاد، مؤسسة الرسالة، بيروت - مكتبة المنار الإسلامية، الكويت، الطبعة السابعة والعشرون, 1415هـ/ 1994م، 3/ 208، 209. [8] الهاتفة: الصيحة. [9] ابن هشام: السيرة النبوية، القسم الثاني (الجزء الثالث والرابع) ص75. [10] رواه الحاكم في مستدركه (2409)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وعلق عليه الذهبي في التلخيص قائلاً: على شرط مسلم. [11] رواه أحمد (23684)، وحسنه شعيب الأرناءوط. انظر: ابن قيم الجوزية: زاد المعاد 3/201. [12] ابن كثير: السيرة النبوية 2/344. [13] المباركفوري: الرحيق المختوم، دار الوفاء، مصر، الطبعة السابعة عشرة، 1426هـ- 2005م، ص250. [14] البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا (2655). [15] العبية: الكبر والفخر. [16] رواه الترمذي (3270) ترقيم شاكر، وأحمد (8721)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (7867). |
العلامات المرجعية |
|
|