خواطر جميله

[ابراهيم الصافوري]

كل يوم يمر من أيامي ، ما هو إلا صفحة تطوى من صفحات حياتي ، إلا أن نصل إلى الفهرس ، عندها ستقرأون في الصفحة الأخيرة كيف كانت خاتمتي .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ولدت كي أعيش ، وعشت كي أعمل ، ورسمت الجما في الخيال ، بأغلى ريشة يملكها فنان ..


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


حينما نبحث في ذاتنا ، سنجد كنوزا غالية ، سنجد المشاعر والأحاسيس والصدق والحب والراحة والطمأنينة والسكينة والخير ، ولكن حينما نعمل بهذه الصفات سنشعر بها ، حينها نقتنع بوجود ذاتنا .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


المجد هو من يصنعه غيري فيني ، والحب هو من أصنعه أنا في قلوب غيري ، معادلات نفس لم تجد لكاتبها سبيل إلا في كتابة الصمت .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أخاف من الموت ، ولكني لا أهابه ، لأني مقتنع بحضوره فجأة ، فزيارته لي ستكون الأولى والأخيرة لينقلني عبر سكراته إلى عالم لا يعرفه أحد إلا من سبقني إليه .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أعيش حياتي غير مبالي بما يجري في أحداث نفسي ، تصادفني المشاكل فأواجهها ولا أهرب منها ،بغض النظر أن تنتصر علي أو أنتصر عليها ، المهم أنني أنهيتها ،لأني لو هربت منها ستبقى هما علي في المستقبل .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أعيش حياتي كما اريدها انا، لا كما يريدها غيرى ، لأكون ملك لنفسى ، لا ملك غيرى.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أحببت العلم فدرسته ، وأحببت الكتاب فقرأته ، وأحببت القلم فكتبته ، وأحببت الناس فعاشرتهم ، ففزت بوقتي مع الكتاب ، وفاز قلمي بي ، وفزت بحب الناس ، وبصداقة الكتاب .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أنا الإنسان البسيط الذي عاش حياته كريما على إحساسه ، بخيلا على شعوره ، يتيما بين جوانحه .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أنا من عشت السنين حالما ، وعشت لطموحي هائما ، ونفيت من أرضي مهزوما ، ورحلت عن قلبي بعيدا .. بعيدا .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أنا من سرق الصدق من قلوب البشر ، وأودعه في عقول الذات ، ليبقى محافظا على شموخه دون أن يدنسه لسان البشر .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أنا من حارت الأفكار في عقله ، لتتركه وتذهب لغيره ، لأن إسمي ممنوع من الصرف ، فلم تستطع صرفي عن همتي .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أنا من ذاق طعم الهزائم ، واكتوى بنار الشتائم ، ليلملم راياته ، ويغرزها على أرض الانتصارات ، ليختصر طريق المعارك ، بعيدا عن الشعارات .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أنا من أحب ، وأنا من ضحى ، وأنا من أخلص ، وأنا من كتب قصائد الحب في محبو بته ، وبعد زمن ليس بالقصير ، ترحل الحبيبة ، وتبقى الأوراق كذكريات لأشواق منتحرة .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أنا من كتب الأفكار ، ورسم لها خطة الإنتحار ، وداس بقدمية على مهلة الإنتظار ، ليجد نفسه على فوهة الإنفجار .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أنا من عرف طريق الحياة ، واستسلم لتحديه ، فتحداها بكل ما أتاه الله من عناد وقوة ، فأسكنته في سحابة الهم ، لكي لا يموت ، بل يعيش حياة الهم .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أنا من كتب وصيته في يوم ولادته ، وكتب خاتمته حينما استلم شهادته ، فعاش حياته صادقا بين الناس رافعا لكل الكاذبين لافتة [ ممنوع الاقتراب ] .


(منقول)