فضيحة الثانوية العامة

[أ/رضا عطيه]

تساؤلات
فضيحة الثانوية العامة



طلعت المغاوري
http://alwafd.org/essay/11530


<< قبل أيام من امتحانات الثانوية العامة خرج علينا الجنرال الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم

بتصرحات نارية وتهديدات ووعيد للطلبة وأولياء الأمور بشأن الغش والإخلال بأعمال الامتحانات..

استطاع الجنرال هلالى استصدار قرار جمهورى بغرامة 50 ألف جنيه والسجن من عام إلي 3 أعوام لكل من غش أو ساهم فى الإخلال بعملية الامتحانات داخل النظام التعليمى وخارجه..

ولكن مع أول يوم امتحانات ثم تسريب امتحان اللغة العربية وامتحان التربية الدينية الأسئلة والأجوبة النموذجية التى أعد لجان الامتحانات بالوزارة..

كل ما استطاع عمله الجنرال شربينى هو إلغاء امتحان التربية والدينية وتأجيله إلى يوم 29 يونية..

لقد استطاع الوزير إيجاد حالة من القلق والذعر فى اللجان بتصريحات حول تأمين المدارس بمجموعات قتالية وعصى إلكترونية لتفتيش الطلاب ومنع التليفونات المحمولة..

حول يوم الامتحان إلى معركة حربية يقودها القائد المغوار أبوزيد الهلالى..

وكان يوم الامتحان الذى ثبت فيه من خلال فشل الوزير وأركان حربه أننا دولة عاجزة عن تأمين امتحان ومنع تسريب أوراق الأسئلة والأجوبة إلى مواقع التواصل الاجتماعى..

لتنعدم عدالة المنافسة للوصول إلى الجامعة.


<< عندما يتم تسريب الامتحانات من داخل لجنة الامتحانات الرئيسية أو المطبعة السرية فهذه فضيحة وكارثة..

لابد ان تطير فيها رقاب كثيرة بدءاً من الوزير الثرثار وكذلك رئيس لجنة الامتحانات ورئيس المطبعة السرية وآخرين لان هناك خيانة أمانة

وإضاعة مجهود طلاب وأولياء أمور جدوا واجتهدوا وذاكروا ليتساووا مع آخرين انتظروا اللحظات الأخيرة للغش من خلال مواقع التواصل الاجتماعى..

فضيحة للحكومة كلها بأجهزتها الأمنية المتعددة التى عجزت عن حماية الامتحانات من التسريب،

منظومة التعليم فاشلة حين يضيع مجهود الجادين والمجتهدين أمام رعونة الوزير وأركان عرشه فى إحكام الرقابة على المدارس وعلى الطلبة وعلى الامتحانات..

الوزير فشل فى تطبيق اليوم الدراسي الكامل على طلاب الثانوية العامة وتراجع أمام ضغط الطلبة وأولياء الأمور والمدرسين..

ألا يعتبر ذلك فساداً تجب المحاسبة عليه..

هل يتم تسريب الامتحانات فى دول مثل بريطانيا وفرنسا وأمريكا واليابان أو حتى الإمارات أو ماليزيا وتمر الأمور ببساطة دون عقاب أو حساب..

لقد تعودنا ان الوزارة فى اليابان عندما يفشلون ينتحرون..

ونحن لا نطالب الجنرال الهلالى بالانتحار ولا سمح الله ولكن نطالبه بالاعتراف بالفشل والاستقالة لانه يضرب بالأمن القومى والأجيال الصاعدة.


<< إذا لم يستشعر الجنرال الشربينى الحرج ومسئوليته عما حدث..

فعلى رئيس الوزراء ان يطلب منه الاستئذان والاستقالة كما فعل مع المستشار أحمد الزند وزير العدل..

لا مجال فى الوزارة لمن يقصر أو من يدعى العمل وهو لا يعمل..

مصر تحتاج إلى من يعمل ولا يمثل وكل ما يفعله وزير التربية والتعليم من قبيل التمثيل زيارات وهمية للمدارس ومناهج كلها حشو وإدعاءات تطوير لا تتم..

مستشارين ومتحدث رسمى والمدارس تعج بكل أنواع المخالفات..

مدرسين وطلبة وإدارة مدارس وفصول غير آدمية..

منظومة تقطر بالفشل لا أظن ان إصلاحها يتم على يد وزير تفرغ للتهديد والوعيد للطلبة وأولياء أمورهم والتصريحات الإعلامية الفشنك..

يا عالم يا هووه التعليم ليس اختراعا حديثا ولا يحتاج إلا ان نرى ماذا فعلت الدول التى سبقتنا بمئات السنين مثل أمريكا وفرنسا وماليزيا وبريطانيا واليابان..

ماذا يفعلون وماذا يدرسون حتى تخرج من حالة التخلف التعليمى التى اصبنا بها العقود الثلاثة الماضية..

التعليم هو قاطرة التنمية والتقدم وحان الوقت ان نبدأ مشوار التعليم بدون وزراء «الهيصة» و«الزيطة» «والشو الإعلامى»..

كفانا غشاً وخداعاً يا رئيس الوزراء.