اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > علوم القرآن الكريم (مكتوب و مسموع و مرئي)

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 15-09-2016, 11:09 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 29
abomokhtar is just really nice
New تفسير: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة)

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [التوبة 132]

اللغة:
لولا - حرف تحضيض، وهو الطلب بحثٍّ وإزعاج، النفر - من معانيه الإسراع إلى الشيء، التفقه – التفهم. الدين - وضع إلهي يسوق العقلاء إلى الأمور المحمودة باختيارهم، والمراد به في الآية دين الإسلام.
*
الإنذار – الإعلام مع التحذير والتخويف، الحذر- معناه الاستعداد والتأهب.
*
المعنى:
لما أراد الله أن ينفر المسلمون جميعاً إلى الجهاد والحرب ولا يتخلف منهم متخلف، وعاتب المتخلفين منهم وعابهم في الآية بقوله تعالى: ﴿ مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ﴾ [التوبة: 120]، أرشدنا سبحانه وتعالى إلى جهاد آخر غير جهاد الحرب، وغير جهاد الطعن والضرب، وهو الجهاد العلمي، ذلك الجهاد الذي ينير الفكر، ويوقد الذهن، ويجلو العقل، وهذا الجهاد أشد وأقوى من ضرب السيف وطعن الرمح.
ولربما طعن الفتى أقرانه ♦♦♦ بالرأي قبل تطاعن الشجعان
*
دعانا سبحانه وتعالى إلى جهاد التعلم والطلب، جهاد التعليم والإرشاد، جهاد التحذير والإنذار، جهاد الحذر والتأهب والاستعداد، دعا سبحانه وتعالى إلى الجهاد العلمي بلهجة شديدة قوية، فأتى بصيغة التحضيض الدالة على الطلب بحث وإزعاج، وجاء بصيغة "النفر" الدالة على الإسراع إلى الشيء لأهمية هذا المقام، ودفعاً للناس للاعتناء بهذه المهمة؛ وقد علل سبحانه النفر بالتفقه في الدين، وعلل التفقه بالإنذار وعلل الإنذار بالحذر لتستنتج من هذه الآية ثلاثة أمور:
1- وجوب الإسراع لتخصيص طائفة للتفقه في الدين.
2- وجوب إنذار المتفقهين في الدين للناس.
3- إطاعة الناس للمنذرين، وهم الفقهاء، وعملهم بما يقولون وينذرونهم به، وتأهبهم واستعدادهم لذلك.
*
وبيان ذلك أن الله سبحانه وتعالى أتى بصيغة التعليل مرتين وهما: ليتفقهوا ولينذروا. وإذا قلت لصاحبك احضر لأجل الدرس كان السبب - وهو الحضور - والمسبب - وهو الدرس - كلاهما قد توجه عليهما الطلب، فكأنك قلت له: "احضر وادرس" فهكذا الآية يكون معناها: لينفر من كل فرقة طائفة، وليتفقهوا في الدين ولينذروا إذا تفقهوا من لم يتفقه، وأما وجوب الحذر فإليك بيانه؛ "لعل" معناها في اللغة الترجي، وهو مستحيل في خطاب الله تعالى، فيحمل في خطابه تعالى على لازم الترجي، وهو الطلب، فيصير معنى: ﴿ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ احذروا.
♦♦♦

وهذه الآية الكريمة غاية في الحث على طلب العلم وعلى التعلم والتعليم والإرشاد والإنذار، لأن تقدم الأمم وتأخرها منوط بهذه المسألة المهمة، فإذا وجد في الأمة المتعلمون المخلصون، فعلموا أفراد الأمة وأنذروهم من الوقوع في المهالك، وحذروهم المسالك الوعرة، وفقهوهم أمور دينهم، وفهموهم أسرار الشريعة ومقاصدها، فحينئذ تتوقى الأمة الوقوع في المهالك والأخطار، وإذا فقدت الأمة الفقهاء والحكماء والمرشدين، تسلط عليها سفهاؤها، فسلكوا بها المسالك المهلكة، فهلكوا وأهلكوا، وضلوا وأضلوا، ومن كلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (فمن سوده قومه على الفقه كان فلاحاً له ولهم، ومن سوده قومه على غير فقه كان هلاكاً له ولهم)، ولقد تهامل بعض الفقهاء في عصر النبي صلى الله عليه وسلم بالتعليم والإرشاد، وتقاعس الجهلاء عن طلب العلم وعن التفقه في الدين، فخطب النبي صلى الله عليه وسلم قائماً "فحمد الله وأثنى عليه، وذكر طوائف من المسلمين فأثنى عليهم خيراً ثم قال من حديث قدسي[1]: "ما بال أقوام لا يعلمون جيرانهم ولا يفقهونهم، ولا يفطنونهم، ولا يأمرونهم ولا ينهونهم؟؟!. وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم، ولا يتفقهون ولا يتفطنون، والذي نفسي بيده، ليعلمن قوم جيرانهم وليفقهنهم وليفطنهم وليأمرنهم ولينهونهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم وليتفقهن وليتفطنن أو لأعاجلنهم بالعقوبة في دار الدنيا"، ثم نـزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بيته. فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم: من يعني بهذا الكلام إلا الأشعريين، إنهم فقهاء علماء ولهم جيران من أهل المياه جفاة جهلة، فاجتمع جماعة من الأشعريين فدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: قد ذكرت طوائف من المسلمين بخير وذكرتنا بشر، فما بالنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لتعلمن جيرانكم ولتفقهنَّهم ولتأمرنهم ولتنهونَّهم أو لأعاجلنكم بالعقوبة في دار الدنيا"، فقالوا يا رسول الله أما إذن فأمهلنا سنة، ففي سنة نعلمهم ما يتعلمون، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [المائدة: 78، 79]. فأنت ترى هذه اللهجة القوية في قول النبي صلى الله عليه وسلم في طلب الإنذار والتعليم والإرشاد من الفقهاء والعلماء، وفي طلب التعلم والتفقه من بقية الناس، ثم انظر كيف توعد كل الطرفين المقصرين، وتهددهم بإنـزال العقوبة الصارمة بهم.
*
كان النصح والإرشاد والتعليم والتعلم هو السر الوحيد في تقدم المسلمين ونهوضهم في عصور الإسلام الذهبية، فكان العلماء حريصين على التعليم، وكان طلبة العلم لا يقلون عنهم حرصاً على التعلم، فكانوا يرحلون إلى البلاد البعيدة، والأصقاع النائية لطلب حديث أو تعلم مسألة أو استفادة كلمة، كل ذلك عملاً بقوله تعالى: ﴿ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ... ﴾ [التوبة: 122].

[1] رواه أبو القاسم العساكري في تبيين كذب المفترى.


محمد أحمد دهمان
__________________
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:36 PM.