#14
|
||||
|
||||
![]()
الخاطرة الثامنة
السلام عليكم .. هل أبونا آدم عليه السلام هو المسؤول عن هبوطنا إلى الأرض؟ هل خطيئته عليه السلام هي سبب إهباطه إلى الأرض ولو لم يخطىء لبقي في الجنة وبقينا معه ؟ يقول الشيخ الشعراوي :: لا .. كيف يا شيخنا ؟ ألم يستجب لوسوسة إبليس اللعين فعصى ربه فأكل من الشجرة فأهبطه ربه إلى الأرض عقابا له ؟ يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله : إن الله تعالى خلق آدم ابتداء للأرض فقد قال في كتابه العزيز في سورة البقرة ."وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة...." إذن آدم خلق للأرض وليس للجنة... بصريح هذه الآية. ولكن كان عليه أن يتلقى تدريبا على منهج الحياة في الأرض فكانت الفترة الأولى من حياته في جنة التكليف التي هيئها الله له لتكون نموذجا لحياته على الأرض فخلق له فيها كل مقومات الحياة وكل ما يحتاجه ليعيش فيها وأمره أن يأكل من حيث شاء هو وزوجه ونهاه عن الأكل من شجرة معينة . أي أمر ونهي وكل تكليف محصور في "افعل كذا " و "لا تفعل كذا" فشاء عز وجل أن يجعل له في الجنة فترة تدريب على المهمة لينزل إلى الأرض مباشرا مهمة الخلافة بعد أن زود بالتجربة الفعلية الواقعية وأوضح له : كل أنت وزوجك من كل شيء (أمر ) ولا تأكلا من هذه الشجرة.(نهي) وحذره من الشيطان الذي أبى أن يسجد له والذي يضع العراقيل والعقبات في تنفيذ منهج الله فلما قربا من الشجرة وأكلا منها وخالفا أمر الله:"ولا تقربا هذه الشجرة"... وأراد الله أن يبين لهما بالتجربة العملية أن مخالفة أمر الله لا بد أن ينشأ عنها عورة تظهر في الحياة و :"بدت لهما سوءاتهما " علما أن مخالفة أمر الله تظهر عورات الأرض وعورات المجتمع فأمره الله أن اهبط إلى الأرض مزودا بهذه التجربة. إذن إهباط آدم للأرض ليس عقوبة له لأنه خلق لها . والجنة التي عاش فيها هي جنة التجربة على التكليف وليست جنة التشريف التي ستكون ثواب المؤمنين ونحن منهم إن شاء الله. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وإلى لقاء مع خاطرة جديدة بإذن الله. |
العلامات المرجعية |
|
|