الشعب ليس هو القائد والمعلم !

[الرهينه]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأت مقال فى مجلة ما وعجبنى فحبيت انتوا كمان تقرأوه وتقولوا ارائكم

********************

الشعب ليس هو القائد والمعلم!

لا اثق فى فكرة ان الشعب هو صانع التغيير وانه "القائد والمعلم" ولا اعتقد ان الشعب "اذا
اراد الحياة" فهذا يكفى لكى "يستجيب القدر"!!
انها نظريات فى النفاق السياسى او فى افضل الاحوال خطط تعبئة رأى عام وانفعالات
خطباء وشعراء!


"النخبة" لا "الشعب" هى التى تصنع التغيير وهى التى تقود وتعلم فاذا فسدت فسد الشعب
كله .. وظنى انها كذلك الان فى مصر!
ولا اظن ان أحدا بحاجه -مثلا- لإثبات أوجه فساد النخبة السياسيه فى مصر ، حكومة
ومعارضة وما حولهما ، وهو ما ينطبق على الاقتصاد والدين والصحافة والاعلام عموما ،
بل والرياضة!


واذا كان تحليل اسباب واعراض فساد النخبة فى مصر يحتاج أضعاف تلك المساحة فإن ما
أرى طرحه ضروريا هو:
أى شئ يمكن ان تعلمه نخبة فاسدة للشعب؟ وإلى اى وضع يمكن ان تقوده؟ وما نوع التغيير
الذى أحدثته وستحدثه اذا استمر فسادها على ما هو عليه؟


ظاهر الحال يثبت ان ابرز عوامل فساد النخبة المصرية هو انها مناورة ومتحايله ، تخفى
اتجاهاتها الحقيقية ومصالح من تعبر عنهم ، وهى بالتالى لا تصدر افكارا واضحة يمكن
التحالف معها او الوقوف ضدها .. نخبة وراء قناع تزعم انها "صوت الناس" بينما هى
صوت ناس بعينهم .. وهو وصف اطلقه بتلقائيه مذيع شاب وأراه دقيقا


بالتالى فالتغيير الاجتماعى الذى احدثته نخبة كهذه هو انها انكفأت على مصالحها المريبه
.. ربما اتسعت بضم عناصر وتيارات تسير على نفس النهج ، لكنها _وهذه هى الكارثه_
أكلت بالتدريج الطبقه الوسطى الماصه للصدمات وآلة التغيير الكبرى فى اى مجتمع ،
ومخرن أفكاره وتعليمه وقيمه .


المفترض انه كلما كانت النخبه انقى هدفا ومسارا ، زادت مساحة الطبقة الوسطى فيحدث
التغيير الايجابى والتطور تلقائيا ، ولكن العكس تماما هو الحادث الآن .. فالطبقة الوسطى
المتآكله بعضها تسلق الى اعلى بمواصفات مشوشه وربما فاسده .. وبعضها سقط الى قاعده
تعربد فيها امراض اجتماعيه واقتصادية ودينية مرعبة.


لم يعد هناك إذن غطاء للقاعده الشعبيه واصبح الصدام والاستفزاز مباشرا بين نخبه فاسده
وجماهير تائهه ، فماذا يمكن ان تتعلم الجماهير من تلك النخبة ؟ الارجح ان تعانى من
فسادها وتصاب به ايضا ، ولا فارق هنا بين سارق المليارات ومن يسرق جنيها ، ولا بين
من يخدع امة ومن يخدع مجموعه من البسطاء حوله ، لا فارق بين من يتحرش بخصومه
فى عالم المال والسياسه ومن يتحرش بفتاه فى الشارع.


الى وضع مجهول تقود نخبة فسدت شعبا تائها ، واذا كان المنطق العقلى يقول إن من فسد
وأفسد لا يمكن ان يصلح ، فان السؤال الذى لا أملك اجابه عنه هو


من إذن يمكن ان يقود إصلاح هذا المجتمع؟!