|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
............................... دى قصيدة جبتها علشان اشترك فى المسابقة .................................................. .......... سمعتُ صوتاً هاتفاً في السّحَرْ نادى مِن الحانِ : غُفاةَ البشَرْ : هُبُّوا املؤوا كأسَ الطِلى قبَل أنْ تَفعمَ كأسَ العمرْ كفُّ القدَرْ *** أحسُّ في نفسي دبيب الفناءْ ولم أُصِبْ في العيشِ إلاّ الشقاءْ يا حسرتا إن حانَ حيني ولمْ يُتحْ لفكري حلَّ لُغز القضاءْ *** أفق وهات الكأس أنعُمْ بها واكشف خفايا النفس مِن حُجبها وروِّ أوصالي بها قَبلَما يُصاغ دنُّ الخمر مِن تُربها *** تروحُ أيامي ولا تغتدي كما تهبُّ الريح في الفدفدِ وما طويتَ النفس هماً عَلى يومين : أمسِ المنقضي والغدِ *** غدٌ بِظَهْرِ الغيب واليومُ لي وكم يخيبُ الظنُّ في المقبلِ ولَستُ بالغافلِ حتى أرى جمالَ دنيايَ ولا أجتلي *** سمعتُ في حلمي صوتاً أهابْ ما فتَّق النّومُ كِمامَ الشبابْ أفق فإنَّ النّومَ صِنوُ الردى واشرب؛فمثواكَ فراشُ الترابْ *** قَد مزَّق البدرُ سِنَار الظلامْ فاغنمْ صفَا الوقت وهات المُدامْ واطرب فإنَّ البدر مِن بعدنا يسري علينا في طباقِ الرّغامْ *** سأنتحي الموتَ حثيث الورودْ ويَنمحي اسمي مِن سجِلِّ الوجودْ هات اسقنيها يا مُنى خاطري فغايةُ الأيام طول الهجودْ *** هات اسْقنيها أيهذا النديمْ أخضب مِن الوجهِ اصِفرار الهمومْ وإن أمُتْ فاجعَل غسولي الطِّلى وقُدَّ نعشيَ مِن فروعِ الكرومْ *** إن تُقتلَع مِن أصلِها سرحتي وتصبحُ الأغصان قَد جفَّتِ فصغْ وعاء الخمر مِن طينتي واملأهُ تسرِِِ الروحُ في جثتي *** لَبستُ ثوبَ العيش لم أُستشَرْ وحرتُ فيه بين شتّى الفِكَر وسوفَ أنضو الثوبَ عنّي ولم أُدرك لماذا جئتُ ، أينَ المقرْ! *** نمضي وتبقى العيشةُ الراضيةْ وتنمحي آثارُنا الماضيةْ فقَبل أن نَحيا ومِن بعدِنا وهذه الدُنيا علَى ما هيهْ *** طَوت يدُ الأقدار سِفْرَ الشبابْ وصوَّحتْ تلكَ الغصونَ الرِّطابْ وقَد شدا طيرُ الصِّبا واختفى متى أتى . يا لهفي . أينَ غابْ؟!! *** الدهرُ لا يعطي الَّذي نأملُ وفي سبيلِ اليأس ما نَعمَلُ ونحنُ في الدُنيا علَى همّها يسُوقنا حادي الردى المُعجّلُ *** أفق خفيفَ الظَّل هذا السّحَرْ وهاتها صِرفاً ونَاغِ الوترْفما أطاَل النّومُ عُمراً ولا قصَّرَ في الأعمارِِ طولُ السهَرْ *** اشرب فمثواكََ التراب المهيلِ بلا حبيب مؤنسٍ أو خليلِ وانشق عبير العيش في فجرهِ فليسَ يزهو الورد بعدَ الذبولِ *** كم آلم الدهر فؤاداً طعينْ وأسلم الروح ظعين حزينْ وليسَ ممَن فاتَنا عائدٌ أسألهُ عن حالةِ الراحلينْ!!! *** يا دهرُ،أكثرتَ البلى والخرابْ وَسُمْتَ كُلّ الناس سوءَ العذابْ ويا ثرى كم فيكَ مِن جوهرٍ يبينْ لو يُنبَش هذا التراب!!! *** وكم توالى الليل بعدَ النهارْ وطالَ بالأنجمِ هذا المدارْ فامشِ الهوينى إنَّ هذا الثرى مِن أعينٍ ساحرةِ الأحورارْ *** أينَ النديم السمح أينَ الصبوحْ! فقد أمضَّ الهمّ قلبي الجريحْ ثلاثةٌ هنّ أحبُّ المُنى كأسٌ وأنغامٌ ووجهٌ صبيحْ *** نفُوسنا ترضى احتِكام الشرابْ أرواحنا تفدى الثنايا العِذابْ وروح هذا الدنِّ نستّلهُ ونستقيهِ سائِغاً مُستطَابْ *** يا نفسُ ،ماهذا الأسى والكدرْ! قَد وقعَ الإثم وضاع الحذرْ هَل ذاقَ حلو العفوَ إلاّ الَّذي أذنبَ والله عفَا واغتفرْ *** نلبسُ بينَ الناس ثوب الرياءْ ونحنُ في قبضةِ كفّ القضاءْ وكم سعينا نرتجي مهرباً فكانَ مسعَانَا جميعاً هباءْ *** لم تَفتحِ الأنفسُ بابَ الغيوبْ حتى تَرى كيفَ تسأم القلوبْ ما أتعس القلبَ الَّذي لم يَكَدْ يلتأم حتى أنكأتهُ الخطوبْ!! *** عامل كاهليكَ الغريب الوفيّْ واقطع مِن الأهلِ الَّذي لا يفيْ وعِف زلالاً ليسَ فيه الشفا واشرب زعافَ السمّ لو تشتفيْ *** أحسن إلى الأعداء والأصدقاءْ فإنَّما أُنسُ القلوب الصفَاءْ واغفر لأصحابكَ زلاّتهمْ وسامح الأعداء تَمْحُ العِداءْ *** عاشرْ مِن الناسِ كبارَ العقولْ وجانبِ الجُّهّال أهلَ الفضولْ واشربْ نقيعَ السمّ مِن عاقلٍ واسكب علَى الأرضِ دواء الجَهولْ *** يا تاركَ الخمرِ، لماذا تلومْ! دعني إلى ربي الغفور الرحيمْ ولا تُفاخرني بهجرِ الطلى فأنتَ جانِ في سوِاها أثيمْ ****** أطفىء لظَى القلبِ ببرد الشرابْ فإنَّما الأيامُ مثلُ السحَابْ وعيشُنا طيف خيالٍ ، فَنلْ حظّكَ منهُ قبلَ فَوتِ الشبابْ *** بستانُ أيامك نامي الشجَرْ فكيفَ لا تقطفُ غَضَّ الثَّمَرْ اشرب فهذا اليوم إن أدبرتْ به اللَّيالي لم يعِدهُ القدرْ *** جادت بساط الروض كفُّ السحَابْ فنزّهِ الطرفَ وهاتِ الشرابْ فهذه الخضرةُ مِن بِعدنا تنمو علَى أجسادِنا في الترابْ *** وإن توافِ العشب عندَ الغديرْ وقَد كسَا الأرضَ بساطاً نضيرْ فامشِ الهوينى فوقهُ ؛ إنه غذّتهُ أوصالُ حبيبٍ طريرْ *** يا نَفسُ، قَد هدَّكِ حملُ الحزنْ يا روح،مقدورٌ فُراقُ البدنْ اقطف أزاهير المُنى قبلَ أنْ يجفَّ مِن عيشك غضّ الفننْ *** يحلو ارتشافُ الخمرِ عندَ الربيعْ ونشرُ أزهار الروابي يضوعْ وتعذّب الشكوى إلى فاتنٍ علَى شفا الوادي الخصيب الينيعْ *** فلا تَتبْ عن حسوِِ هذا الشرابْ فإنَّما تَندمُ بعدَ المتَابْ وكيفَ تصحو وطيور الرًّبى صدّاحةٌ والروض غضّ الجنابْ *** زخارفُ الدُنيا أساس الألمْ وطالبُ الدُنيا نديم الندمْ فكن خليَّ البال مِن أمرها فكلُّ ما فيها شقاءٌ وهَمّْ *** وأسعدُ الخلق قليل الفضولْ مَن يهجرُ الناسَ ويرضى القليلْ كأنهُ عنقاء عندَ السّهى لا بومةٌ تنعبُ بينَ الطلولْ *** مَن يحسبُ المالَ أحبَّ المُنى ويزرع الأرضَ يريد الغِنى يفارق الدُنيا ولم يُختَبرْ في كدَّهِ أحوال هذى الدُّنى *** سرى بجسمي الغض ِّماءُ الفناءْ وسار في روحي لهيبُ الشقاءْ وهمتُ مثلَ الريحِ حتى ذرَتْ تُرابَ جسمي عاصفاتُ القضاءْ *** يامَن يَحارُ الفَهمُ في قدرتكْ وتطلبُ النَفسُ حمى طاعتكْ أسكرَني الإثمُ ولكنّني صحوتُ بالآمال في رحمتكْ *** لم أشرب الخمَر ابتغاء الطرَبْ ولا دعتني قلّةٌ في الأدبْ لكنَّ إحساسي نزّاعٌ إلى إطلاق نفسي كانَ كلَّ السببْ *** أفنيتُ عمري في اكتناهِ القضاءْ وكشفُ ما يحجبهُ في الخفاءْ فلم أجد أسرارَهُ وانقضى عمري وأحسستُ دبيب الفناءْ *** أطاَل أهل الأنَفس الباصرةْ تفكيرهم في ذاتِك القادرةْ ولم تزلْ ،يا ربّ، أفهامُهمْ حيرى كهذى الأنجمِ الحائرةْ *** لم يجنِ شيئاً مِن حياتي الوجودْ ولن يضير الكون أنَّي أَبيدْ وا حيرتي ما قالَ لي قائلٌ ماذا اشتعالُ الروح ! كيفَ الخمودْ!!! *** إذا انطوى عيشي وحانَ الأجلْ وسُدَّ في وجهيَ بابُ الأملْ قَرَّ حبَاب العمر في كأسهِ فَصَّبها للموتِ ساقي الأزلْ *** إن لم أكنْ أخلصتُ في طاعتكْ فإنّني أطمعُ في رحمتكْ وإنَّما يشفعُ لي أنّني قَد عشتُ لا أُشرك في وحدتكْ *** يا ربّ هيىء سببَ الرزق لي ولا تذقني منّةَ المُفضلِ وأبقنِ نشوانَ كيما أرى روحي نَجتْ مِن دائِها المعضلِ *** أفنيت عمري في ارتقابِ المُنى ولم أذق في العيشِ طعم الهنا وإنَّني أُشفقَُ أن يَنقَضي عمري وما فارقتُ هذا العَنا *** لم يبرحِ الداء فؤادِي العليلْ ولم أنل قصدي وحانَ الرحيلْ وفات عمري وأنا جاهلٌ كتابَ هذا الدهر جمَّ الفصولْ *** صفَا لكَ اليوم ورقَّ النسيمْ وجالَ في الأزهارِ دمع الغيومْ ورجّعَ البلبل ألحانهُ يقول:هيّا اطرب وخلّ الهمومْ *** الدرع لا تمنعُ سهمَ الأجلْ والمال لا يدفعهُ إن نزلْ وكلُّ ما في عيشنا زائلٌ لا شىءَ يبقى غيرَ طيب العملْ *** اللهُ يدري كلُّ ما تُضمرُ يعلمُ ما تُخفي وما تُظهرُ وإن خدعتَ الناس لم تستطعْ خدِاع مَن يَطوي ومَن يَنشرُ *** وإنَّما بالموت كلُّ رهينْ فاطرب فما أنتَ مِنَ الخالدينْ واشرب ولا تَحمل أسىً فادحاً وخلّ حملَ الهمِّ للاحقينْ *** رأيت خزّافاً رحاهُ تَدورْ يجدُّ في صوغِ دنانِ الخمورْ كأنهُ يخلطُ في طينها جمجمة الشاهِ بساق الفقيرْ *** تملَّكَ الناس الهوى والغرورْ وفتنةُ الغيدِ وسُكنى القصورْ ولو تُزال الحُجْبُ بانت لهمْ زخارفُ الدُنيا وعُقبى الأمورْ *** إن الَّذي تأنس فيه الوفاءْ لا يحفظ الودَّ وعهدَ الإخاء فعاشرِ الناسَ علَى ريبةٍ منهم ولا تُكثر مِن الأصدقاءْ *** زاد الندى في الزهرِِ حتى غدا مُنحنياً مِن حملِ قطر الندى والكُم قَد جمعَ أوراقَهُ فظلَّ في زهرِ الربى سيّدا *** وأسعد الخلق الَّذي يُرزقُ وبابهُ دونَ الورى مُطلقُ لا سيَّدَ فيهم ولا خادمٌ لهم ولكن وادعٌ مُطلق *** قلبي في صدري أسيرٌ سجينْ تُخجلهُ عِشرةُ ماءٍ وطينْ وكم جرى عزمي بتحطيمهِ فكانَ يَنهاني نداءُ اليقينْ *** مصباحُ قلبي يستمدُ الضياءْ مِن طلعةِ الغيدِ ذوات البهاءْ لكنّني مثلُ الفراشِ الَّذيْ يسعى إلى النّورِِ وفيهِ الفناءْ **** طبعي ائتناسي بالوجوه الحِسانْ وديدني شرِبُ عِتاق الدِنانْ فاجمع شتات الحظَّ وانعم بها مِن قبلِ أن تطويكَ كفّ الزمانْ *** تَعاقُبُ الأيام يُدني الأجلْ ومرّها يطويكَ طيّ السجِلْ وسوف تَفنى وهي في كرّهِا فقَضّ ما تغنمهُ في جذلْ *** لا تَشغل البَال بماضي الزمانْ ولا يؤاتى العيش قبلَ الأوانْ واغنم مِن الحاضرِ لذّاتهِ فليسَ في طبعِ اللَّيالي الأمانْ *** قيلَ لدى الحشر يكون الحسابْ فيغضب الله الشديدُ العقابْ وما انطوى الرحمن إلاّ علَى إنالةِ الخير ومنح الثوابْ *** كانَ الَّذي صوّرني يعلمُ في الغيبِ ما أجني وما آثمُ فكيفَ يجزيني علَى أنّني أجرمتُ والجرمُ قضًى مبرمُ *** هات اسقني كأس الطلى السلسلِِ وغنّني لحناً مع البُلبلِِ فإنَّما الإبريق في صبِّهِ يَحكي خرير الماء في الجدولِ *** الخمرُ في الكأسِ خيالٌ ظريفْ وهي بجوفِ الدنّ روحٌ لطيفْ أبعد ثقيل الظَّل عن مجلسي فإنَّما للخمَر ظِلٌّ خفيفْ *** بابُ نديمي ذو الثنايا الوضاحْ وبيننا زهرٌ أنيقٌ وراحْ وافتضَّ مِن لؤلؤِ أصدافها فافترَّ في الآفاقِ ثغرُ الصباحْ *** نارُ الهوى تمنعُ طيب المنامْ وراحةُ النفس ولذُّ الطعامْ وفاتر الحبُّ ضعيف اللّظى منطفىء الشعلةَ خابي الضرامْ *** القلبُ قَد أضناهُ عِشق الجمالْ والصدرُ قَد ضاقَ بما لا يُقالْ يا ربّ، هل يُرضيك هذا الظما والماءُ ينساب أمامي زُلالْ! *** خلقتني يا ربّ ماءً وطينْ وصغتني ما شئتَ عزاً وهَونْ فما احتيالي والَّذي قَد جرى كتبتَهُ يا ربّ فوقَ الجبينْ *** ويا فؤادي تلكَ دُنيا الخيالْ فلا تنؤ تحتَ الهمومِ الثِّقالْ وسلّم الأمرَ فمَحوُ الَّذي خطّت يدُ المقدار أمرٌ مُحالْ *** وإنَّما نحنُ رخاخُ القضاءْ ينقلنا في اللوحِ أنّى يشاءْ وكلُّ مَن يفرغ مِن دورهِ يُلقَى به في مستقّرِ الفناءْ *** رأيتُ صفّاً مِن دنانٍ سرى ما بينها همسُ حديثٍ جرى كأنّها تسألُ : أينَ الَّذي قَد صاغَنا أوباعَنا أو شرى *** سطا البلى فاغتالَ أهلَ القبورْ حتى غدوا فيها رُفاتاً نَثيرْ أينَ الطلى تتركني غائباً أجهلُ أمر العيشِ حتى النشورْ **** إذا سقاني الموت كأس الحِمامْ وضمَّكم بعدي مجال المُدامْ فأفردوا لي موضعي واشربوا في ذكرِ مَن أضحى رهينَ الرِّجامْ *** عن وجنة الأزهار شفَّ النقابْ وفي فؤادي راحةٌ للشرابْ فلا تَنمْ فالشمس لَمّا يزلْ ضياؤها فوقَ الربى والهضابْ *** فكم علَى ظهرِ الثرى مِن نيامْ وكم مِن الثاوينِ تحت الرغامْ وأينما أرمي بعيني أرى مشيّعاً أو لَهزةً للحِمامْ *** يا ربّ، في فهمك حَار البشرْ وقصَّر العاجزُ والمقتدرْ تَبعثُ نجواكَ وتبدو لهم وهُمْ بلا سمعٍ يعي أو بصَرْ *** بيني وبينَ النفس حربٌ سجَالْ وأنتَ يا ربي شديدَ المحُالْ أنتظر العفو ولكنّني خَجلانُ مِن علمك سوءَ الفعالْ *** شقَّت يدُ الفجر سِتارَ الظلامْ فانهض وناولني صبوحَ المُدامْ فكم تُحيّينا لهُ طلعةٌ ونحنُ لا نملكُ ردَّ السلامْ *** معاقرو الكأس وهم سادرونْ وقائمو اللَّيل وهم ساجدونْ غرقى حيارى في بحارِ الُنّهى والله صاحٍ والورى غافلونْ *** كُنّا فَصِرنا قطرةً في عُبابْ عشنا وعُدنا ذرّةً في الترابْ جئنا إلى الأرضِ ورحنا كما دبَّ عليها النملُ حيناً وغابْ *** لا أفضح السرّ لعالٍ ودونْ ولا أطيل القول حتى يبَينْ حالي لا أقوى علَى شرحها وفي حنايا الصدر سرّي دفينْ *** أولى بهذي الأعين الهاجدةْ أن تغتدي في أُنسها ساهدةْ تَنَّفَس الصبحُ فقم قبلَ أنْ تحرمهُ أنَفَاسنا الهامدةْ *** هل في مجالِ السكون شىءٌ بديعْ أحلى مِن الكأسِ وزهر الربيعْ عجبتُ للخمّار هل يشترى بمالهِ أحسنَ مما يبيعْ ! *** هوى فؤادي في الطلى والحبابْ وشجو أذني في سماعِ الربابْ إن يَصغِ الخزّافُ مِن طينتي كوباً فأترعها ببرد الشرابْ *** يا مدَّعي الزهدِ أنا أكرمُ مِنكَ ، وعقلي ثَمِلاً أحكَمُ تَستنزفُ الخلقَ وما أستقي إلاّ دمُ الكرم فمَن آثمُ؟!! *** الخمرُ كالوردِ وكأس الشرابْ شفّت فكانت مثل وردٍ مُذابْ كأنَّما البدر َثنا ضوءهِ فكان حول الشّمس منهُ نقابْ *** لا تَحسبوا أنّي أخاف الزمانْ أو أرهب الموت إذا الموت حانْ الموت حقٌ ؛لَستُ أخشى الردى وإنَّما أخشى فوات الأوانْ *** لا طيبَ في الدُنيا بغيرِ الشرابْ ولا شجيَّ فيها بغيرِ الربابْ فكّرتُ في أحوالهِا لم أجدْ أمتعُ فيها مِن لقاءِ الصحابْ *** عش راضياً واهجر دواعي الألمْ واعدل مع الظَالم مهما ظلَمْ نهايةُ الدُنيا فناءٌ فَعشْ فيها طليقاً واعتبرها عدمْ *** لا تأمل الخلَّ المقيم الوفاءْ فإنَّما أنتَ بدنيا الرياءْ تحمَّل الداء ولا تلتمسْ لهُ دواءٌ وانفردْ بالشقاءْ *** اليوم قَد طابَ زمان الشبابْ وطابتِ النفسُ ولذَّ الشرابْ فلا تَقُلْ كأس الطلى مُرّةٌ فإنَّما فيها مِن العيشِ صابْ *** وليسَ هذا العيش خلداً مقيمْ فما اهتمامي مُحدثٌ أم قديمْ سنَترك الدُنيا فما بالنا نضيّعُ منها لحظَات النعيمْ *** حتَّامَ يُغري النفسَ برقُ الرجاءْ؟!! ويُفزع الخاطَرَ طيف الشقاءْ هات اسقنيها لَستُ أدري إذا صعَّدتُ أنفاسي رددتُ الهواءْ *** دنياكَ ساعاتٌ سِراع الزوالْ وإنَّما العُقبى خلود المآلْ فهل تَبيع الخُلدَ يا غافلاً وتشتري دنيا المُنى والضّلالْ *** يامَن نسيتَ النار يوم الحسابْ وعِفَتَ أن تشربَ ماء المتَابْ، أخافُ إن هبَّت رياحُ الردى عليكَ أن يأنفَ مِنكَ الترابْ *** يا قلبُ،كم تشقى بهذا الوجودْ! وكلّ يومٍ لك همٌّ جديدْ وأنتِ يا روحي ماذا جنَتْ نفسي وأُخراكِ رحيلٌ بَعيدْ *** تناثرتْ أيام هذا العمرْ تنَاثُرَ الأوراق حول الشجرْ فانعم مِن الدُنيا بلذّاتها مِن قبلِ أن تسفيكَ كفّ القدرْ *** لا توحشِ النفسَ بخوف الظّنونْ واغنم مِن الحاضرِِ أمنَ اليقينْ فقد تساوى في الثرى راحلٌ غداً وماضٍ مِن أُلوف السنينْ *** مررتُ بالخزّاف في ضحوةٍ يصوغُ كوبَ الخمرِ مِن طينةٍ أوسعَها دعّاً فقاَلت لهُ هل أقفرَتْ نَفسُكَ مِن رحمةٍ *** لو أنّني خُيَّرت أو كانَ لي مفتاحُ باب القدر المقفلِ لاخترتَ عن دنيا الأسى أنّني لم أهبطَ الدُنيا ولم أرحلِ *** هبطتُ هذا العيش في الآخرينْ وعشتُ فيه عيشةَ الخاملينْ ولا يوافيني بما أبتغي فأينَ منّي عاصفات المَنونْ!!! *** حكمكِ يا أقدار عين الضّلالْ فأطلقيني هدّ نفسي العقالْ إن تُقصري النّعمى علَى جاهلٍ فلست مِن أهل الحِجا والكمَالْ *** إذا سقاكَ الدهر كأس العذابْ فلا تُبنْ للناس وقعَ المصابْ واشرب علَى الأوتارِ رنّانةً مِن قبلِ أن تُحطّمَ كأس الشرابْ *** لا بدَّ للعاشق مِن نشوةٍ أو خفّةٍ في الطبعِ أو جنّةٍ والصحو بابُ الحزن فاشرب تكنْ عن حــــالةِ الأيام في غفـــــلــــــةٍ *** أنا الَّذي عشتُ صريع العُقارْ في مجلسٍ تحييهِ كأسٌ تُدَارْ فَعُد عن نصحي ؛ لقد أصبحَتْ هذى الطلى كلّ المُنى والخيَارْ *** أعلمُ مِن أمري الَّذي قَد ظهَرْ واسْتَشِفَّ الباطن المستترْ عدمتُ فهمي أن تكنْ نشوتي وراءها منزلةٌ تُنتَظَرْ *** طارتْ بي الخمرُ إلى منزلٍ فوق السِّماك الشاهق الأعزلِ فأصبحَتْ روحي في نجوةٍ مِن طينِ هذا الجسد الأرذلِ *** سئمتُ يا ربي حياةَ الألمْ وزاد همّي الفقرُ لَمّا ألمّْ ربي انتشلْني مِن وجودي فقدْ جعلتَ في الدُنيا وجودي عدَمْ *** لم يخلُ قلبي مِن دواعي الهمومْ أو تَرضَ نفسي عن وجودي الأليمْ وكم تأدبتُ بأحداثهِ ولم أزل في ليلِ جهلٍ بهيمْ *** اللهُ قَد قدّر رزق العبادْ فلا تؤمّل نيلَ كلّ المرادْ ولا تُذِق نفسكَ مُرّ الأسى فإنَّما أعمارنا للنفادْ *** إن الَّذي يعرف سرّ القضاءْ يرى سواء سعده والشقاءْ العيشُ فانٍ فلندع أمرَهُ أكانَ داءً مسَّناً أم دواءْ *** يا طالبَ الدُنيا وُقِيتَ العثَارْ دع أمل الربح وخوف الخسَارْ واشرب عتيق الخمَر فهي التي تفكَّ عن نفسك قيد الإسارْ *** الكأس جسم روحهِ الساريةْْ هذى السُّلافُ المزّةَ الصافيةْْ زجاجُها قَد شفَّ حتى غدا ماءً حوى نيرانها الجاريةْْ *** قَد ردّد الروضُ غناءَ الهزارْ وارتاحتِ النفسُ لكأس العُقارْ تبّسمَ النّورُ فقمْ هاتِها نثأرُ مِن الأيامِ قبلَ الدمارْ *** بي مِن جفاءِ الدهر هَمٌ طويلْ ومِن شقاءِ العيش حزنٌ دخيلْ قلبي كدنٍّ الخمرِ يجري دماً ومقلتي بالدمعِ كأسٌ تسيلْ *** وكلّما راقبتُ حال الزمنْ رأيتهُ يحرمُ أهلَ الفطنْ سُبحان ربي ؛ كلّما لاحَ لي نجمٌ طوتْهُ ظُلماتُ المِحَنْ *** ماذا جنينا مِن متاعِ البقاءْ ؟!! ماذا لقينا في سبيلِ الفناءْ ؟!! هل تُبصر العين دُخان الأُلى صاروا رماداً في أَتونِ القضاءْ! *** تلكَ القصورُ الشاهقاتُ البناءْ منازلُ العزِّ ومجلى السناءْ قَد نعَبَ البومُ علَى رسمِها يصيحُ : أينَ المجد ، أينَ الثراء! *** هوّنْ علَى النفسِ احتمَال الهمومْ واغنم صفَا العيش الَّذي لا يَدومْ لو كانتِ الدُنيا وفَتْ للأُلى راحوا لمّا جاءكَ دور النعيمْ *** وإنَّما الدهرُ مُذيق الكروبْ نعيمهُ رهنٌ بكفّ الخطوبْ ولو درى الهمّ الَّذي لم يجىءْ دنيا الأسى لاختار دارَ الغيوبْ *** صُبَّتْ علينا وابلاتُ البلاءْ كأنّنا أعداءُ هذا القضاءْ بينا تَرى الإبريق والكأس قَدْ تَبادلا التقبيل حَول الدماءْ *** تفتّح النوَّار صبّ المدامْ واخلَع ثيابَ الزهدِ بينَ الأنامْ وهاتِها مِن قبلِ سطوِ الردى في مجلسٍ ضمَّ الطلى والغرامْ *** حَارَ الورى ما بين كفرٍ ودينْ وأمعنوا في الشكِّ أو في اليقينْ وسوف يدعوهم مُنادي الردى يقولُ ليسَ الحق ما تسلكونْ *** نَصبتَ في الدُنيا شِرِاكَ الهوى وقلت أجزي كلّ قلبٍ غوى أتنصب الفخَّ لصيدي وإن وقعتُ فيه قلتَ غاصٍ هوى *** أنا الَّذي أبدعتُ مِن قدرتكْ فعشتُ أرعى في حمى نعمتكْ دعني إلى الآثامِ حتى أرى كيفَ يذوب الإثمُ في رحمتكْ!!! *** إن تُفصل القطرةُ في بحرها ففي مَداهُ منتهى أمرها تقاربتْ يا ربّ ما بيننا مسافةَُ البُعد علَى قدرها *** وإنَّما الدُنيا خيالٍ يزولْ وأمرنا فيها حديثٌ يطولْ مشرقها بحرٌ بعيد المدى وفي مداهُ سيكون الأفولْ *** جهلتِ ،يا نفسي،سرّ الوجودْ وغبتِ في غورِ القضاء البعيدْ فصوَّري مِن نشوتي جنّةً فربما أُجزَ دارَ الخلودْ *** يا ورد أشبَهتَ خدود الحِسانْ ويا طلى حاكيتَ ذوب الجُمانْ وأنتَ ،يا حظَّي، تَنكَّرْتَ لي وكُنتَ مِن قبلُ الأخَ المستعانْ *** أولى بكَ العشق وحسوِ الشرابْ وحَنَّةُ النّاي ونوح الربابْ فأطلق النفسْ ولا تتصلْ بزخرُف الدُنيا الوشيك الذهابْ *** لا تَشغل البَال بأمر القدَرْ واسمع حديثي يا قصير النظَرْ تنحَّ واجلسْ قانعاً وادعاً وانظر إلى لعبِ القضاء بالبشرْ *** يا قلبُ إن ألقيتَ ثوب العناءْ غدوتَ روحاً طاهراً في السماءْ مقامك العرش ترى حطَّةً أنكَ في الأرضِ أطلتَ البقاءْ *** إن الَّذي يَذبل زهر الربيعْ ينثر أوراقَ وجودي الجميعْ والهمُّ مثل السمّ ترياقهُ في الخمرِ فاشرب قدر ما تستطيعْ *** زجاجةُ الخمر ونصف الرغيفْ وما حوى ديوان شعرٍ طريفْْ أحبُّ لي إن كُنتَ لي مُؤنساً في بلقعٍ مِن كلّ مُلكٍ منيفْ *** أتَسمع الديكَ أطاَل الصياحْ وقَد بدا في الأفقِ نور الصباحْ ما صاحَ إلاّ نادباً ليلةً ولَّتْ مِن العمرِ السريع الرواَحْ *** علامَ تشقى في سبيلِ الألمْ ما دمتَ تدري أنكَ ابنُ العدمْ الدهرُ لا تجري مقاديرهُ بأمرنا فارضَ بما قَد حكَمْ *** تحملُ الداء كبير الرجاءْ أنكَ يوماً ستنال الشفاءْ واشكرْ علَى الفقر الَّذي إن يُردْ أصبحتَ موفور الغِنى والثراءْ *** ليتك يا ربي تُبيد الوجودْ وتَخلق الأكوان خَلقاً جديدْ فتُغفلَ اسمي أو تزيد الَّذي قدّرتَ لي في الرزقِ بين العبيدْ *** وصلتني بالنفس منذُ القدمْ فكيفَ تفري شملَنا الملتئمْ وكُنتَ ترعاني فماذا دعا إلى اطراحي للأسى والألمْ *** هات الطلى فالنفس عمّا قليلْ توشكُ مِن فرطِ الأسى أن تسيلْ عساي أنسى الهمَّ في نشوتي مِن بعدِ رشفي كأسها السلسبيلْ *** يا ساقيَ الخمرِ، أفق هاتها ثمَّ اسقني سائلَ ياقوتها فإنَّها تبعثُ مِن روحها نفسي وتحيي ميّتَ لذّاتها *** صُبَّ مِن الإبريقِ صافي الدماءْ واشرب وهاتِ الكأسَ ذات النقاءْ فليسَ بين الناس مَن ينطويْ علَى الَّذي في صدرها مِن صفَاءْ *** أينَ طهور النفس عفُّ اليمينْ وكيفَ كانتْ عيشةَ الصالحينْ إن كُنتَ لا تَغفر ذنبي فما فضلُكَ يا ربي علَى العالمينْ!!! *** أبدعتَ فينا بيَّنات العِبَرْ وصغتنا يا ربّ شتّى الصورْ فهل أطيق اليوم محوَ الَّذي تركتهُ في خلقتي مِن أثرْ! *** طبائعُ الأنفس ركّبتَها فكيفَ تجزي أنفساً صغتَها وكيفَ تُفني كاملاً أو ترى نقصاً بنفسٍ أنتَ صوّرتها *** تُخفي عن الناس سنَا طلعتكْ وكلُّ مافي الكون مِن صنعتكْ فأنتَ مجلاهُ وأنتَ الَّذي تَرى بديع الصُنع في آيتكْ *** يا ربّ، مهّد لي سبيلَ الرشادْ واكتب لي الراحةَ بعدَ الجهادْ وأحييِ في نفسي المُنى مثلما يُحيي مواتَ الأرض صوبُ العهادْ *** لن يرجعَ المقدار فيما حكَمْ وحملُكَ الهمّ يُزيد الألمْ ولو حزنتَ العمر لن يَنمَحيْ ما خطّهُ في اللوحِ مُرّ القلمْ *** ولّى الدجى .قم هات كأسَ الشرابْ كأنَّما الياقوت فيها مُذابْ واحرق مِن العودِ بخوراً وخذْ مِن غصنهِ المعطار واصنع ربابْ *** الخمرُ توليكَ نعيم الخلودْ ولذّة الدُنيا وأُنس الوجودْ تُحرقُ مثل النار لكنّها تجعلُ نار الحزن ماءً برودْ *** عيشيَ مِن أجلِ الطلى مستحيلْ فإنَّها تشفي فؤاديْ العليلْ ما أعذب الساقي إذا قالَ لي: تناولِ الكأس،ورأسي يميلْ! *** أولى بهذا القلب أن يخفقا وفي ضرامِ الحبّ أن يُحرَقا ما أضيعَ اليوم الَّذي مَرّ بي مِن غيرِ أن أهوى وأن أعشقا! *** سارعْ إلى الّلذات قبل المَنونْ فالعمر يطويهِ مرور السنينْ ولَستُ كالأشجار إن قُلّمتْ فروعها عادت رطاب الغصونْ *** إنَّ الأُلى ذاقوا حياةَ الرغدْ وأنجزَ الدهرُ لهم ما وعَدْ قَد عصفَ الموت بهم فانطووا واحتُِضنوا تحتَ تراب الأبدْ *** نفسي خلت مِن أُنسِ تلكَ الصحابْ لما غدوا ثاوينَ تحتَ الترابْ في مجلس العمر شربْنا الطلى فلم يفقْ منّا صَريعُ الشرابْ *** ولَستُ مهما عشتُ أخشى العدَمْ وإنَّما أخشى حياةَ الألمْ أعارني الله حياتي وعنْ حقوقهِ استرداد هذا النسَمْ *** قالوا امتنعْ عن شُربِ بنت الكرومْ فإنّها تورثُ نارَ الجحيمْ ولذّتي في شربِها ساعةً تعدلُ في عينيّ جِنان النعيمْ *** إن دارتْ الكأسُ ولذَّ الشرابْ فكنْ رضيَّ النفس بين الصحابْ واشرب فما يجدُ بكَ هجرُ الطِّلى إن كانَ مقدوراً عليكَ العذابْ *** شيئان في الدُنيا هما أفضلُ في كلّ ما تنوي وما تعملُ لا تتّخذ كلَّ الورى صاحباً ولا تنل مِن كل ما يؤكلُ *** لو كانَ لي قدرةَ ربٌ مجيدْ خَلَقتَ هذا الكون خَلقاً جديدْ يكون فيهِ غير دُنيا الأسى دُنيا يعيشُ الحر فيها سعيدْ *** إذا بلغتَ المجد قالوا زنيمْ وإن لزمتَ الدار قالوا لئيمْ فجانب الناس ولا تلتمسْ معرفةً تُورث حَمل الهمومْ *** خيرٌ لي العشق وكأس المدامْ مِن ادعاءِ الزهد والاحتشامْ لو كانت النار لمثلي خلَتْ جنّات عدن مِن جميعِ الأنامْ *** عبدكَ عاصٍ أينَ مِنكَ الرضاءْ وقلبهُ داجٍ فأينَ الضياءْ إن كانت الجنّةُ مقصورةً علَى المطيعين فأينَ العطاءْ!!! *** أهل الحِجا والفضل هذى العقولْ قَد حاولوا فهَم القضاء الجليلْ فحدّثونا بعض أوهامهمْ ثم احتواهمْ ليلُ نومٍ طويل *** يا عالمَ الأسرار علمَ اليقينْ يا كاشف الضّرَ عن البائسينْ يا قابل الأعذار فِئِنا إلى ظلّك فاقبلْ توبةَ التائبينْ مع تحياتى (طالب ادبى) اولى اداب لغة فرنسية |
العلامات المرجعية |
|
|