دكان شحاته .. صرخة استغاثه : نظرة احمد رضا

[احمد رضا]

مُلخص الفيلم

يبدأ الفيلم بخروج شحاته " عمرو سعد " من السجنْ واستلامه ما تبقي من حياته قبل الدخول " سيرة أبو زيد الهلالي / بطاقة أبيه " حجاج – محمود حميدة " / ومُفتاح الدُكان " حيث تكمن قيمة الفيلم ..

تدور احداث الفيلم بعام 2013 م مُنذراً بقيام أزمة وفوضي عارمة قد عرضها " خالد يُوُسف " من خلال التلفاز الموجود بغرفة المأمور حيث أعلن المُذيع وصول أزمة الغذاء والبطالة في مصر لدرجة وصفها المرقبون بالخطيرة .. يُنهى ( شحاته ) إجراءات خروجه ويتجه للخارج ليبحث عن ما تبقي من رائحة أبيه " إخوات شحاته – أولاد الحج حجاج " فيتفاجئ بالفوضي العارمة التي حدثت بالفعل جراء إعتراض أهالي البلدة لقطار القمح وسرقة معظمة أمام ضعف من قوات الأمن .. ليسأل نفسه " عمرو سعد " – " إيه اللي بيحصل في البلد ده ؟ "

تتوالي أحداث الفيلم او لنكن أكثر دقة نتعرف علي الحاج ( حجاج – محمود حميدة ) بتنقية الفلاش باك التي تعجبني كثيراً حيث تدور الاحداث الأولي "بالصعيد" حيث تصف لحظة مولد شحاته والتي تَعَثرت كثيراً وموت أمه ليتحدد مصير شحاته بإنضمامه لإخواته الثلاثة ( ولدين وبنت ) من الزوجة القاهرية التي فرت من ( حجاج ) وفي اللحظات الأولي يظهر الإضطهاد ناحية شحاته لإهتمام الأب الزائد به " ربما لأن أمه صعيدية أصيلة " وكهدية وتقدير من صاحب الفيلا اليساري المثقف " عبد العزيز مخيون – الدكتور " قد منّ علي الأب الصديق والجنايني الخدوم بدُكان ولأن شحاته هو " وش السعد " فكان الدكان " دُكان شحاته – مُعبراً عن الوطن " ..

تمر الأيام وكَبُرَ أولاد الحاج ( حجاج ) ولم يتركهم البغض والكراهية لشحاته فعظم معهم وتمكن من قلوبهم باستثناء ( البنت ) الطيبة الضعيفة " نجاح – غادة عبد الرازق " ولم يقل إهتمام الأب بابنه صعيدي الأب والأم منذ ولادته فكان المُدلل دائماً .. يتعرض ( شحاته ) للظلم والإضطهاد من إخوته ولكنه لم يتخلي عن قول " دول إخواتي " طوال الأحداث .. ولن ننسي هذا الأب " الناصري " عندما قال له " حُط صورة الريس ( جمال عبد الناصر ) عشان تداري الشرخ " فيرد ( شحاته ) " الشرخ كبير أوي يابا " ليُنهى المشهد بـجملة " أهي تداري اللي تقدر عليه يابني ! "

تطور الاحداث سريعاً ويموت الأب ويبدأ الظلم الأكبر من الإخوة حيث زجوا بأخيهم " صعيدي الأم " بالسجن بتهمة تزوير ختم والده وبيعه لأملاكه .. والأمر لم يكن عبثاً بل كان يدفعه عرضاً مُغرياً من ابن صاحب الفيلا المهاجر الذي أتي من " أمريكا " بعد موت والده ليُنهى مسألة الميراث ويقوم ببيع الفيلا بما فيها " دُكان شحاته " الذي قُدِرَ بـ " 1.200.000 " جنية .. وليت الظلم يتوقف عند هذا الحد فالظلم قد شَمَلَ قلب شحاته المتمثل بـ ( بيسه – هيفاء وهبي – التي تُمثل أحلام الشعب المصري وطموحاته ) وحُبه الأكبر .. حيث قام الاخ الأكبر لشحاته بالزواج منها قهراً بالإتفاق مع اخيها " كرم غباوة " .. وتتوالي الميلودراما المُتمثلة في شاكلة أفلام ( خالد يُوُسف ) ويخرج ( شحاته ) من السجن .. قد تعتقدون أنه مثل جميع الأفلام " ينتقم .. ويحظي بحبيبته .. او ينتقم ولا يحظي بحبيبته " بل ما يُثير الأعصاب هُنا هو مدى مُسالمة وسلبية " عمرو سعد " في الإنتقام ممن نكلوا به ! فقد خرجَ ليبحث عن ما ذكرناه في البداية " ما تبقي من رائحة أبيه – إخواته "

تعلم " بيسه " بذلك فتذهب حامله " ابنها – ابن اخوه " علي صدرها وتذهب إليه لتملأ عيونها بحبيبها الغائب وسرعان ما تفيق من هذا الوهم .. فتحكى له ماحدث وقصتها ومحاولتها في الانتحار تاره بمحاولة حرقها لنفسها .. وتاره أخري بقفزها من الدور السابع .. وزوجها من شخص .. منَ الشخص ؟ شحاته لم يكن يعلم حتي الآن ؟ قد ننسي شخصية " صبي غباوة – برص " الذي أصبح فتوة بدلاً من " غباوه " بعد رحيله وتقاسمه ثمن الدُكان .. وما فعله شحاته من أجله حيث انقذه من الموت نتيجة لمشادة بينه وبين عدة بلطجية .. ليلتفت الجمهور لشحاته كشخص قوى مما يُثير الحقد في قلب " بُرص " .. هذا الشخص هو نفسه من كان السبب بأن يعرف شحاته أن أخوه " سالم " قد تزوج خطيبته " بيسه " ومن خلال مراقبته لها يُمكنه الوصول لإخوته

ثار " شحاته " واتجه لبيت اخته التي عثرت عليه بعدما أخبرتها ( بيسه ) ليشاركهم بعض الغداء ويُمسك بصورة ( جمال عبد الناصر ) الملقية بجانب الأريكة ويمسح الغُبار عنها مُردداً " الله يرحمك يابا " ثم يعود ليسألها عن إخوته فترفض ذلك .. يأتي ( بُرص ) بالعنوان لـ ( شحاته ) كوفاءاً بالجميل ويُعلمه مكان إخويه الخائنين الحاقدين دائماً

ليجد فرح الابن الأكبر للأخ الأصغر ( طِلِبْ ) قائماً بالفعل مع جو من اللهو وطرقعات الرصاص الذي يُحيي العروسين .. يتجه ثائراً نحو أخيه الأصغر " ويضع يده بجيبه ليُخرج " السيرة الهلالية / بطاقة أبوه / مُفتاح الدُكان " ويبتسم بوجه ( طِلِبْ ) فيبادله الإبتسامه .. بينما يأتي أخيه الاكبر ( سالمْ ) من الخلف ليُشاهده علي تلك الوضعية فيُخرج مُسدسه ويضربه طلقة بظهره ! يقف الجمع مذهولاً وشحاته ينظر للخلف ليري أخيه يُمسك مُسدسه ليتلقي الرصاصة الثانيه بقلبه والثالثه بظهره مره أخري .. هُنا ينفجر الأخ الأصغر وأخو " بيسه " و " اخته " وينتحبون قائلين " لييييه بس ياساااااالم مكانش عايز حاجة .. ده معهوش سلاح ده معاه بطاقة ابوك ومفتاح الدُكان " يسقط شحاته أرضا حاملاً إياه أخيه الأصغر

تعلو أصوات نحيبهم تتجه الأخت للأخ الأكبر سالم الذي وقف مذهولاً كل ما يفعله سيل من الأقلام يميناً ويساراً من اخته .. تسمع " بيسه " ( معهوش سلاح ياسااااالم ليه تقتله ) فتهبط مسرعة لتحتضنه بشوق الحبيبة .. يدخل " بُرص " ومعه مجموعة من البلطجية ليُمسك بيد شحاته ويقول له " بُرص جه عشان ياخدلك بتارك ياشحاته " فيرد شحاته " أوعي " حتي يُقاطعه " بُرص " " ياعم دول ضاربينك بالنار " فيرد تبقي فيه من ابتسامة " أوعي تجربلهم .. دول إخواتي ياابن الكلب " يُعطيه ( برص ) شئ مُخدر ليضعه تحت لسانه كي لا يشعر بالألم .. يموت " شحاته " وتنطفئ عيونه بين أحضان الحبيبة والأخت والأخ الأصغر ( طِلِبْ ) .. تُشيعه صرخات تُفجر القلب .. يصرخ ( بُرص ) " أبقي مره لو سبت فيهم حد عايش " تُفتح الأسلحة البيضاء ويتعالي زئير البلطجية " !

بقلم / أحمد رضا
أسف لو فيه أخطاء فالرؤية وليدة اللحظة ومتعرضتش للتنقيح