نجوم هذه الايام :نظرية دراع مرسي

[عاشقة الموج]

أخذت أبحث عن معنى (دراع مرسى ) فلم أجد غير تلك المقالة و ها هى بين أيديكم

كتبهاأ.الأنصاري ، في 24 مايو 2009 الساعة: 10:10 ص



سمعتها منذ صغري وكنت أرددها أحيانا دون أن أفهمها، لكن بعد محاولات قليلة للاستيعاب عرفت أنها الحكم في عالمنا، جمله خفيفة الظل قالها الفنان سعيد صالح في مسرحيته (مدرسة المشاغبين) " مادام جاب سيرة دراع مرسي يبقى بيتكلم صح."
أعتقد أن الفنان لو عرف وقتها أن جملته هي الحصان الرابح والمبدأ في النجاح في زمننا هذا كان اتجه مسرعا لتسجيل حقوق ملكيتها الفكرية وباع حق العمل بها بأعلى سعر.. نعم باعه باعلى سعر.
ببساطة شديده لو دارت أعيننا وعقولنا في مجالات الحياة من حولنا لوجدينا أن (دراع مرسي) هو الحكم دائما في كوننا نتكلم الصواب أو الخطأ وفي عدد مناصرينا واتباعنا المصدقين لما نقوله حتى وإن كنا لا نؤمن بما نقول.
مثلا.. حتى تكون قائد رأي ناجح سياسيا في ( مصر) يجب أن تلتزم في خطبك التلفزيونية والأذاعية والصحفية وحتى إذ قدمت فيلما أو عمل مسرحي بالكلام عن نقطتين هما (دراع مرسي) الاولى عن فساد الإدارة الحاكمة وحجم الأموال التي سرقها الرئيس وأولاده وكبار رجال الأعمال والظلم الذي تعاني منه الطبقات الناجحة (في الوقت الذي ربما تكون أنت مرتبح من هذا الفساد)، وثانيا أن تدعو لقطع التعاملات والعلاقات كافة مع اسرائيل وتهدد بأنك تعرف الاتفاقات الخفيفة التي تتم معها وتلعن وتسب وربما تتف على الخونة المتعاملين مع أسرائيل، هاتان النقطتان تضمنا لك أعداد هائلة من المناصرين والتابعين والذين يضعونك قدوة في حرية الرأى لهم والأمثلة على هذا النجاح المرتبط (بدراع مرسي) هنا كثير ومنهم الصحفي المشهور صاحب الجريدة الاسبوعية والذي عادة ما يملك وثائق تدين من لا ترضى عنهم الحكومة وغالبيتنا تعلم من أين له هذا، وأيضا المحامي صاحب أعلى معدل عالمي في السب وإلقاء التهم كونه يعلم الأمور الخفية التي لا يعلمها غيره ولدية أيضا وثائق، وبالطبع لا ننسى المحامي الأخر وعضو مجلس الشعب الذي يقيم شهرته على تاريخ غيره ويضع حذائه في مقدمة تعاملاته ومن المؤكد أن لديه أيضا وثائق.
كثيرا ممن يحاولن تفهم الأمر يتعجبون من القاعدة الجكاهيرية التي تصدق أقول مثل هؤلاء القادة وتؤمن بكونهم مدافعين عن حقوق الطبقات الكادحه، إلا أن الأمر ببساطة يكمن في أن كلا منا بداخلة رغبة في الصراخ بأعلى صوته من ظلم معين يقع عليه، لذا عندما نجد شخص قادر على الصراخ الفعلي ننساق وراءه دون حتى أن نفكر في من هولانه ببساطة لعب على (دراع مرسي) الخاص بنا وبالتالي فإن كل كلامه (صح)، هذا بالضبط ما فعله سعيد صالح كع عادل إمام عندما قال في المسرحية كلام لا معنى له إطلاقا إلا أنه أتي في نهاية كلامه بذكر دراع مرسي لذا أكد مرسي على الفور أن كل ما قاله (صح) لأنه تحدث عن ذراعه.
ومثل أخر.. روى صديق لي في العمل لبناني يدعى جورج جعجع حكاية عن زوج خالته الذي نزح بأسرته أثناء الحرب في لبنان إلى أحد القرى البسيطة وهناك ولكسر حاجز الملل ألف مسرحية وأنشاء مسرح في القرية وعرضها عليه ونالت إعجاب الناس كثير، لذا اتجه بها إلى المؤلف اللبناني الكبير نبية أبوالحسن مؤلف مسرحية (كاسك يا وطن) وعرضها عليه والذي أبدى اعجابه بها كعمل أبدي إلا أنه أخبره أنها مشروع مسرحي فاشل لا يمكن عرضه لأنه لم يتحدث عن (دراع مرسي) في ذلك الوقت والذي يضمن نجاح أي شخص يكتب أو يتحدث عنه وهو مشاكل الجنوب اللبناني مع إسرائيل (على الرغم من النعيم المادي الذي يعيشه أهله).
الغريب اننا جميعا شاهدنا مسرحية (مدرسة المشاغبين) وسمعنا عن دراع مرسي ووطيفه أنه لو جاء ذكره في أي كلام "يبقى الكلام صح"، لكن غالبيتنا لم ينتبه إلى كون دراع مرسي موجود معنا في كل شيء، وربما يكون من يتحدثون عنه موظفون من قبل فاسدين بهدف جمع الجماهير حولهم حتى ييصدقوهم ويؤمنوا بهم وتظل عقول الناس تأهه في فراغات من الصراخ والخطب الرنانة حتى لا ننتبه للطريق الصحيح للدفاع عن أنفسنا.
كيف أكون قائد رأي مدافع عن الحقوق وذمتي ولساني يحتاجان إلى مطهر قوي المفعول، كيف أنقد الفساد وأحشد الناس بجهلهم ورائي وأنا بداخلي فاسد ولا يوجد أمام عيني إلا مصلحتى، كيف أدعوا لاحترام الأخر وأنا أضع السباب والحذاء في مقدمة كلامي.
أثناء تصفحي لأحد المدونات والتي وجدت عليها تعليقات عدة مؤيدة لكلام صاحبها عن الرئيس مبارك وانتقاده له، الغريب أن الكاتب كان محترف في استخدام ألفاظ من نوع ( أبن دين…، وأصل أمه كانت …، ويلعن …، وعائله كلها بنت …) وغيرها من الطلمات التي توضح مدى زيف وفقر كاتبها، والأغرب أن الردود عليه كانت توافقه الرأي نفسه وتدعمة بكلمات مشابهه.
تحياتي للفنان الجميل سعيد صالح وإلى (دراع مرسي) الذي سنستمر في الانسياق وراءه.. هذه وجهة نظر.

أقعدوا بالعافيه!!

http://ansariat.maktoobblog.com/7388...1%D8%B3%D9%8A/