|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#27
|
||||
|
||||
![]()
و أنا استفيق من النوم ، و أشعر بنعومة الوسادة تحت خدي ، و سمك و دفء البطانية فوق جسدي ، و النور يخترق جفني ...
بقيت مغمض العينين ... حركت يدي فوق الفراش الدافئ الواسع ، و الوسادة الناعمة و أخذت أتحسسهما براحة و سعادة ... ابتسمت ، و يدي لا تزال تسير فوق الفراش ، و البطانية ، و الوسادة مداعبة كل ما تلامس ! أخذت نفسا عميقا و أطلقته مع آهة ارتياح و رضا ... كم كان النوم لذيذا ! و كم كنت أشعر بالكسل ! و الجوع أيضا ! آه ... ما أجمل العودة إلى البيت ... و الأهل ... فتحت عيني ببطء ، و أنا مبتسم و مشرق الوجه و على أي شيء وقعت أنظاري مباشرة ؟؟ على وجه أمي ! كانت والدتي تجلس على مقعد جواري ، و تنظر إلي ، و دمعة معلقة على خدها الأيمن ، فيما فمها يبتسم ! جلست بسرعة ، و قد اعتراني القلق المفاجئ و زالت الابتسامة و السعادة من وجهي ، و قلت باضطراب : " أماه ! ماذا حدث ؟؟ " والدتي أشارت بيدها إلي قاصدة أن أطمئن ، و قالت : " لا لا شيء ، لا تقلق بني " لكنني لم أزل قلقا ، فقلت مرة أخرى : " ماذا حدث ؟؟ " هزت أمي رأسها و مسحت دمعتها و زادت ابتسامتها و قالت : " لا شيء وليد ، أردت فقط أن أروي عيني برؤيتك " ثم انخرطت في البكاء ... نهضت عن سريري و أقبلت ناحتها و قبلت رأسها و عانقتها بحرارة ... " لقد عدت أخيرا ! لا شيء سيبعدني عنكم بعد الآن " ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ طبعا لم يستطع أحدنا النوم تلك الليلة ، غير وليد ! نام وليد في غرفة سامر ، إذ لم يكن لدينا أي سرير احتياطي أو غرفة أخرى مناسبة . أنا لا أستطيع أن أصدق أن وليد قد عاد ! لقد آمنت بأنه اختفى للأبد كنت اعتقد بأنه فضل العيش في الخارج حيث الأمان و السلام على العودة لبلدنا و الحرب و الدمار ... لكنه عاد ... و بدا كالحلم ! لا يزال طويلا و عريضا ، لكنه نحيل ! كما أن أنفه قد تغير و أصبح جميلا ! البارحة لم أتمالك نفسي عندما رأيته أمام عيني ... كم تجعلني هذه الذكرى أبتسم و أتورد خجلا ! " رغد ! كم من السنين ستقضين في تقليب البطاطا ! لقد أحرقتها ! " انتبهت من شرودي الشديد ، على صوت دانة ، و حين التفت إليها رأيتها تراقبني من بعد ، و قد وضعت يديها على خصريها ... ابتسمت و قلت : " ها أنا أوشك على الانتهاء " دانة حدقت بوجهي قليلا ثم قالت : " لقد احمر وجهك من طول وقوفك قرب النار ! هيا انتشليها و انتهي ! " أنا اشعر بأن خدي متوهجان ! و لكن ليس من حرارة النار ! انتهيت من قلي البطاطا ثم رتبتها في الأطباق الخاصة. مائدتنا لهذا اليوم شملت العديد من الأطباق التي كان وليد يحبها والدتي أصرت على إعدادها كلها ، و جعلتنا نعتكف في المطبخ منذ الصباح الباكر ! ربما كان هذا الأفضل فإن أحدنا لم يكن لينام من شدة الفرح ... و الآن هي بالتأكيد في غرفة سامر ! " دانه " كانت دانة تقطع الخضار لتعد السلطة ، و التفتت إلي بنفاذ صبر و قالت : " نعم ؟؟ " قلت : " هل كان وليد يفضل عصير البرتقال أم الليمون ؟؟ " رفعت دانة رأسها نحو السقف لتفكر ، ثم عادت ببصرها إلي و هزت رأسها أسفا : " لا أذكر ! حضّري أيا منهما " قلت : " أريد تحضير العصير الذي يفضله ! تذكري يا دانة أرجوك " رمقتني بنظرة غضب و قالت : " أوه رغد قلت لك لا أذكر ! اسألي أمي " وقفت أفكر لحظة ، و استحسنت الفكرة ، فذهبت مسرعة نحو غرفة سامر ! في طريقي إلى هناك صادفت والدي ... " إلى أين ؟ " استوقفني أبي ، فقلت بصوت منخفض : " أريد التحدث مع أمي " ابتسم أبي و قال : " إنها عند وليد ! " تقدمت خطوة أخرى باتجاه غرفة سامر ، إلا أن أبي استوقفني مرة أخرى " رغد " التفت إليه " نعم أبي ؟؟ " لم يتكلم ، لكنه رفع يده اليمنى و بإصبعه السبابة رسم دائرة في الهواء حول وجهه و فهمت ماذا يقصد ... انعطفت نحو غرفتي ، و ارتديت حجابا و رداءا ساترا ، ثم قدمت نحو غرفة سامر و طرقت الباب طرقا خفيفا ... سمعت صوت أمي يقول : " تفضل " ففتحت الباب ببطء ، و أطللت برأسي على الداخل ... فجاءت نظراتي مباشرة فوق عيني وليد ! رجعت برأسي للوراء و اضطربت ! و بقيت واقفة في مكاني ... أقبلت أمي ففتحت الباب " رغد ! أهلا ... أهناك شيء ؟؟ " قلت باضطراب : " العصير ! أقصد الليمون أم البرتقال ؟ " أمي طبعا نظرت إلي باستغراب و قالت : " عفوا ؟!! " كان باستطاعتي أن أرى وليد واقفا هناك عند النافذة المفتوحة ، لكني لا أعرف بأي اتجاه كان ينظر ! " هل أصنع عصير الليمون أم البرتقال ؟؟ " ابتسمت والدتي و قالت : " كما تشائين ! " قلت : " ماذا يفضل ؟؟ " و لم أجرؤ على النطق باسمه ! والدتي التفتت نحو وليد ، و كذلك فعلت أنا ، فالتقت أنظارنا لوهلة ... قالت أمي : " ماذا تفضل أن تشرب اليوم ؟ عصير البرتقال أم الليمون ؟ أم كليهما ؟ " ابتسم وليد و قال : " البرتقال قطعا ! " ثم التفتت والدتي إلي مبتسمة ، و قالت : " هل بقي شيء بعد ؟ " " لا ... تقريبا فرغنا من كل شيء ، بقي العصير ... و السلطة " " عظيم ، أنا قادمة معك " ثم استأذنت وليد ، و خرجت و أغلقت الباب . و عندما ذهبنا للمطبخ ، وجدنا سامر هناك ، و كان قد عاد لتوه من الخارج حيث أحضر بعض الحاجيات ... بادلانا بالتحية ثم سأل : " ألم ينهض وليد ؟ " قالت أمي : " بلى ! استيقظ قبل قليل " " عظيم ! أنا ذاهب إليه " و ذهب سامر مسرعا ، فهبت دانة واقفة و رمت بالسكين و قطعة الخيار التي كانت بيدها جانبا و قالت بانفعال : " و أنا كذلك " و لحقت به و هي تقول موجهة كلامها إلي : " أتمي تحضير السلطة ! " و في ثوان كانا قد اختفيا ... ماذا عني أنا ؟؟ أنا أيضا أريد أن أذهب إليه .... ! نظرت إلى أمي فقالت : " أنا سأقطع الخضار ، حضري أنت العصير ... ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|