لم تهدأ ثائرة الشعب المسلم في تركستان الشرقية طوال فترة الاحتلال الصيني لوطنهم .. فقد سجّل التاريخ العديد من الثورات الإسلامية التحرّرية التي قام بها أبناء تركستان الشرقية.. فبعد احتلال الصين لتركستان الشرقية في عام 1760 ميلادية .. قامت هناك ثورة إسلامية في عام 1863 ميلادية استطاعت تحرير تركستان الشرقية .. وتولى حكم هذه الدولة الإسلامية المستقلة في هذا الوقت " يعقوب خان با دولت " الذي أعلن مبايعته للخليفة العثماني " السلطان عبد العزيز خان" لكن السياسة الروسية والصينية .. قد اتفقتا على ضرورة القضاء على هذه الدولة المسلمة التي حصلت على استقلالها بعد جهاد مرير..وذلك لمعارضتهما وجود أي كيان إسلامي سياسي في هذه المنطقة من قارة آسيا.. فقامت الصين باحتلال تركستان الشرقية مرة أخرى بعد (13) عاماً فقط من هذا الاستقلال.
لقد ساهم شعب تركستان الشرقية في بناء صرح الحضارة الإنسانية العالمية منذ أقدم الفترات التاريخية .. فيرجع إلى هذا الشعب الفضل في اختراع حروف الطباعة من الخشب، وقاموا بطبع العديد من الكتب في مختلف المعارف والعلوم.. ذلك قبل أن تعرف ألمانيا هذا الاختراع..فقد أثبتت الحفريات التي قام بها المستشرق الأثري " فون لي كوك" بمدينة"طورفان " صحّة ذلك. كما عرف شعب تركستان الشرقية "التصوير الملون" منذ أقدم الفترات التاريخية .. في الوقت الذي عرفت فيه أوروبا هذا النوع من التصوير منذ وقت قريب.. كما أن خوف ملوك الصين من شعب تركستان الشرقية هو الذي دعاهم إلى بناء سور الصين العظيم.
تقول المصادر التاريخية لتركستان الشرقية: إنهم عرفوا الإسلام منذ عهد معاوية رضي الله عنه .. وقد أدى اعتناق حاكمها "عبد الكريم صادق بوغرا خان" للإسلام .. إلى دفع مسيرة المد الإسلامي هناك منذ عام 960 ميلادية .. حيث حملوا لواء الدعوة الإسلامية إلى الصين وإلى مناطق متعددة في قارة آسيا .. كما عرفوا اللغة العربية واستخدموا حروفها في كتابة لغتهم.
قضية تركستان الشرقية ليست من المشكلات الداخلية في النطاق الصيني التي لا يجوز التدخل فيها .. فتركستان الشرقية دولة إسلامية خالصة وقعت تحت الاحتلال الصيني وليست مقاطعة صينية كما أن قضية هذا الشعب المسلم ليست قضية من قضايا الأقليات المسلمة بأي حال من الأحوال.
الشعب المسلم في تركستان الشرقية يسعى للتخلص والتحرّر من فك الشيوعية المفترس ويصرّ أبناء هذا الشعب على تقديم التضحيات وتتويج الجهاد بدماء الشهداء حيث قدّم أكثر من مليون شهيد في ساحة الجهاد الإسلامي وكما حصلت تركستان الغربية على حريتها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي .. فإن تركستان الشرقية توأم تركستان الغربية تتوق إلى التحرّر. وما زالت لدى المسلمين هناك بارقة أمل وبقايا ثقة في العالم الإسلامي أن يؤيد جهاده ويبارك خطاه الساعية إلى التحرر .. لتعود تركستان الشرقية – من جديد – دولة إسلامية. ..
يتبع.............
راؤولينـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــا
|