اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-12-2009, 05:28 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 23
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

الأصل الخامس عندهم هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : وهذا الشعار الرنان الذي يفتن به كل إنسان ، يقصدون به الدعوة إلي أصولهم الخمسة ، فالمعروف عندهم هو من اعتنق أصولهم ، والمنكر عندهم هو مذهب السلف أهل السنة والجماعة ، وقد ساروا بهذا الأصل على مذهب الخوارج في الخروج على الحكام بالسيف .
ومن مبادئ المعتزلة الاعتماد على العقل كليا ، في الاستدلال لعقائدهم ، كأمر أساسي حتمي ، ثم بعد ذلك النظر في القرآن كدليل ثانوي ، قد يقبل وقد يعطل ، حسب القواعد الموضوعة بعقولهم وأهوائهم ، وكان من آثار اعتمادهم على العقل في إدراك العقائد ، أنهم كانوا يحكمون بعقول على جميع الأشياء بالحسن والقبح حتى الأحكام الشرعية ، ونحن علمنا في المحاضرات التي تناونا فيها الحديث عن العلاقة بين العقل والنقل أن الواجبات والمستحبات والمحرمات والمكروهات هذه الأربعة السيادة فيها للنقل للقرآن والسنة ، النقل هو الذي يحكم هنا بحسن الأشياء وقبحها ، والعقل تابع فيها للنقل ، يؤيده ويعضده ، وعمنا أن العاقل لن يجد في فطرته ما يعارض الشريعة الإسلامية ، أما إذا قُدم العقل على النقل في الواجبات والمستحبات والمحرمات والمكروهات من الأحكام ، فسوف تظهر البدعة في الإسلام ، وسوف تتغير ملامح الشريعة ، وتصبح ألعوبة في يد المبتدعين .
وأما دور العقل في الحكم على الأشياء بالحسن والقبح ، فهذا مقصور على المباح من الأحكام فقط ، فالقيادة والسيادة هنا للعقل ، والنقل يؤيده ويعضده ، ويعاونه ويساعده ، كما روي عند الإمام مسلم من حديث أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلي الله عليه وسلم قَال : أَنْتُمْ أَعْلمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ ، والمعتزلة نظرا لاعتمادهم على العقل أيضا عطلوا صفات الله كصفة الاستواء واليدين والعين ، وكذلك صفة المحبة والرضي والغضب والسخط ، ومن المعلوم أن المعتزلة تنفي كل أوصاف الله بحجة تمسكهم بالتوحيد ونفي التشبيه عن الله .
ولاعتمادهم على العقل أيضا ، طعن رؤساؤهم في أكابر الصحابة ، وشنعوا عليهم ورموهم بالكذب ، فقد زعم واصل بن عطاء : أن إحدي الطائفتين يوم الجمل فاسقة ، إما طائفة على بن أبي طالب وعمار بن ياسر والحسن والحسين وأبي أيوب الأنصارى أو طائفة عائشة والزبير ، وردوا شهادة هؤلاء الصحابة ، فقالوا : لا تقبل شهادتهم ، ومعلوم أن سبب الفتنة بين الصحابة في وقعة الجمل وصفين ، هم السبئية أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي .
وبسبب اعتمادهم على عقولهم القاصرة ، دون هداية من ربهم ، ورفضهم الاتباع لنبيهم ، تعددت فرقهم ، وكثر اختلافهم ، فيكفي وفق مذهبهم ، أن يختلف التلميذ مع شيخه في مسألة ، ليكُونَ هذا التلميذ صاحبَ فرقة قائمة ، فأبو الهذيل العلاف له فرقة ، خالفه تلميذه النظام فكانت له فرقة ، فخالفه تلميذه الجاحظ فكانت له فرقة ، والجبائي له فرقة ، فخالفه ابنه أبو هشام عبد السلام فكانت له فرقة أيضا وهكذا يختلفون في ضلالهم ويتنوعون في ابتداعهم ، يقول أبو عبد الله بن الحسين الرازى ، صاحب كتاب اعتقادات فرق المسلمين والمشركين : إعلم أن المعتزلة سبع عشرة فرقة ، الفرقة الأولي الغيلانية أتباع غيلان الدمشقي ، والفرقة الثانية الواصلية أتباع واصل بن عطاء الغزال ، وهو أول من قال إن الفاسق ليس بمؤمن ولا كافر ولا منافق ولا مشرك ، والفرقة الثالثة العمرية أتباع عمرو بن عبيد ، والفرقة الرابعة الهمثل لية أتباع أبي الهمثل ل العلاف ، والفرقة الخامسة النظامية أتباع إبراهيم بن سيار النظام ، والفرقة السادسة الثمامية أتباع ثمامة بن أشرس ، والفرقة السابعة البشرية أتباع بشر المرييسي بن معمر بن عباد السلمي ، والمزدارية أتباع أبي موسي المزدار وهو تلميذ بشر ، والهشامية أتباع هشام بن عمرو القوطي ، وقد كان يمنع الناس أن يقولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل ، لأنه لا يجوز إطلاق اسم الوكيل على الله تعالى ، والجاحظية ، أتباع عمرو بن بحر الجاحظ ، والجبائية اتباع أبي على محمد بن عبد الوهاب الجبائي ، والخياطية أتباع أبي الحسن عبد الرحيم الخياط ، وغيرهم الكثير والكثير ، وكل له ما يخصه من الضلالات العقلية ، لكنهم يقولون جميعا بالأصول الخمسة ، هذا ملخص موجز عن المعتزلة وأصوله ، تعالوا نري كيف ظهرت البدعة الكبري ؟
لما زاع أمر الجهم بن صفوان وانتشر خبره ، حتى تابع الفساق فكره وأيدوا حزبه ، سار على نهجه واصل بن عطاء ، فقد انضم إلي طريقته وسار على دربه بدعته ، وكذلك عمرو بن عبيد الذين ينسب إليهما مذهب المعتزلة كما تقدم ، فتأصلت فكرة الجهم عند المعتزلة ، في الاعتماد على العقل في إثبات الصفات أو نفيها ، وتشبعوا بالرغبة في تعطيل النصوص وردها ، بحجة أن إثباتها يدل على التشبيه وأنواع المحال ، وأن الدين لا يصح إلا بهذا بالتعطيل والضلال ، وقد بنوا على هذا الأصل نفي أوصاف الكمال ، واستحالت عندهم رؤية رب العزة والجلال ، فردوا الأخبار ، وأنكروا الآثار ، التي ثبتت في رؤية الله يوم القيامة ، وبنوا على ذلك أصولهم أيضا نفي صفة الكلام عن الله فجعلوه عاجزا عن الكلام بالقرآن ، بحجة أنه لو كان متكلما في زعمهم لكان له جارحة الفم واللسان ، وأن إثبات صفة الكلام تشبيه لله بالإنسان ، وقد استفحل أمرهم ، وكثر عددهم ، وانتشر في البلاد خبرهم ، وللأسف قربهم خلفاء الدولة العباسية ، متعللين لهم بأنهم ، كانوا يجادلون المخالفين من الزنادقة والجبرية ، والشيعة والمجوس مجادلة عقلية .
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:06 AM.