اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #2  
قديم 27-12-2009, 02:54 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 22
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

وكان الأمراء في كل يوم يحضرون عنده ، ويبلغونه عن الخليفة السلام ، ولا يدخلون عليه حتى يخلعوا ما عليهم من المثل نة والسلاح ، وبعث إليه الخليفة بالمفارش الوطيئة وغيرها ، فاعتذر إليه في قبولها ، وأراد منه الخليفة أن يحدث الناس ، عوضا عما فاتهم منه ، في أيام المحنة وما بعدها من السنين الطولية ، وكان الخليفة يبعث إليه في كل يوم ، مائدة فيها ألوان الأطعمة والفاكهة والثلج ، والخليفة يحسب أنه يأكل من ذلك ، ولم يكن يأكل من ذلك شيئا بالكلية ، بل كان صائما يطوي الأيام بالصوم ، ولما استمر ضعفه ، جعل المتوكل يبعث إليه الطبيب لينظر في مرضه ، فرجع إليه الطبيب وقال : يا أمير المؤمنين ، إن أحمد ليس به علة في بدنه ، وإنما علته من قلة الطعام ، وكثرة العبادة والصيام ، فسكت المتوكل .
فطلب الإمام أحمد أن يرده الخليفة المتوكل إلي بغداد ، فاستجاب له الخليفة ، وهو غير راض ، وظل يرسل له الأموال وأحمد يردها ولا يقبلها ، أو يتصدق بها ولا يأخذ منها شيئا ، وقد قال بعض الأمراء للمتوكل : إن أحمد لا يأكل لك طعاما ، ولا يشرب لك شرابا ، ولا يجلس على فرشك ، ويحرم ما تشربه ، فقال : والله لو قام المعتصم من قبره ، وكلمني في أحمد ، ما قبلت منه ، وجعلت رسل الخليفة تفد إليه في كل يوم ، تستعلم أخباره وكيف حاله ، وجعل يستفتيه في أموال ابن أبي داؤد ، فلا يجيبه بشيء .
وقد كتب رجل من المعتزلة ، رقعة إلي المتوكل يقول فيها : يا أمير المؤمنين ، إن أحمد يشتم آباءك ويرميهم بالزندقة ، فكتب فيها المتوكل ، أما المأمون فانه خلط الحق بالباطل ، فسلط الناس على نفسه ، وأما أبي المعتصم ، فإنه كان رجل حرب ، ولم يكن له بصر بالكلام ، وأما أخي الواثق فإنه استحق ما قيل فيه ، ثم أمر أن يضرب الرجل ، الذي رفع إليه الرقعة ، مائتي سوط ، فأخذه عبد الله بن إسحاق ابن إبراهيم ، فضربه خمسَمائة سوط ، فقال له الخليفة ، لم ضربته خمسمائة سوط ؟ فقال : مائتين لطاعتك ، ومائتين لطاعة الله ، ومائة لكونه قذف الشيخ الصالح أحمد بن حنبل .
وقد كتب الخليفة المتوكل إلي أحمد ، يسأله عن القول في القرآن ، سؤال استرشاد واستفادة ، لا سؤال تعنت ولا امتحان ولا عناد ، فكتب إليه أحمد رحمه الله رسالة حسنة ، فيها آثار عن الصحابة وغيرهم ، قال عبد الله بن أحمد : كتب عبيد الله بن يحيي بن خاقان إلي أبي ، يخبره أن أمير المؤمنين أمرني أن أكتب إليك أسالك عن القران ؟ لا مسالة امتحان لكن مسالة معرفة وتبصرة ، فأملي أبي إلي عبيد الله بن يحيي ، بسم الله الرحمن الرحيم أحسن الله عاقبتك في الأمور كلها ، ودفع عنك المكاره برحمته ، قد كتبت إليك رضي الله عنك ، بالذي سال عنه أمير المؤمنين في القران ، وإني أسال الله أن يديم توفيق أمير المؤمنين ، فقد كان الناس في خوض من الباطل ، واختلاف شديد ينغمسون فيه حتى أفضت الخلافة إلي أمير المؤمنين ، فنفي الله به كل بدعة ، وانجلي عن الناس ما كانوا فيه من الذل ، وضيق المحابس فصرف الله ذلك كله ، وذهب به بما مكن به أمير المؤمنين ، ووقع ذلك من المسلمين موقعا عظيما ، ودعوا الله لأمير المؤمنين ، وأسأل الله أن يستجيب في أمير المؤمنين صالح الدعاء ، وأن يعينه على ما هو عليه ، فقد ذكر عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : ( لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فإنه يوقع الشك في قلوبكم ) .
واشتد المرض على الإمام أحمد بن حنبل ، قال ابنه صالح بن أحمد : كان مرضه في أول ربيع الأول سنة مائتين وواحد وأربعين ودخلت عليه يوم الأربعاء ثاني ربيع الأول وهو محموم ضعيف ، ضيق النفس ، واجتمع الناس من الأكابر والعامة بالآلاف ، اجتمعوا حول بيته لعيادته ، وكتب الإمام أحمد وصيته ، جاء فيها : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصي به أحمد بن حنبل ، أوصي أنه يشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدي ودين الحق ، ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، وأوصي من أطاعه من أهله وقرابته ، أن يعبدوا الله في العابدين ، وأن يحمدوه في الحامدين ، وأن ينصحوا المسلمين ، وأوصي أني قد رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ، وأوصي بالصدقة من ماله على من شاء .. ثم استدعي بالصبيان من ورثته ، فجعل يدعو لهم ، وكان قد ولد له صبي قبل موته بخمسين يوما ، فسماه سعيدا ، وكان له ولد آخر اسمه محمد ، قد مشي حين مرض ، فدعاه والتزمه وقبله ، ثم قال : ما كنت أصنع بالولد على كبر السن ؟ فقيل له ، ذرية تكون من بعدك يدعون لك ، فجعل يحمد الله تعالى ) .
وقال المروذى مرض أحمد تسعة أيام ، وكان ربما أذن للناس فيدخلون عليه ، أفواجا يسلمون ويرد بيده ، وتسامع الناس بمرضه وتكاثروا على بيته ، وسمع السلطان بكثرة الناس فوكل الحرس ببابه ، وعلى أبواب الشوارع المؤدية إلي بيته ، من شدة الزحام وترتبا للنظام ، فكان الناس في الشوارع والمساجد حتى تعطل بعض الباعة ، وكان الرجل إذا أراد أن يدخل عليه ، ربما دخل من بعض الدور وطرز الحاكة وربما تسلق ، وجاء أصحاب الأخبار فقعدوا على الأبواب ، وجاءه حاجب الأمير ، فقال : إن الأمير يقرئك السلام ، وهو يشتهي أن يراك ، فقال : هذا مما اكره وأمير المؤمنين قد أعفاني مما أكره ، قال صالح بن أحمد : ودخل على أبي مجاهد بن موسي ، فقال : يا أبا عبد الله ، قد جاءتك البشري ، هذا الخلق يشهدون لك ، ما تبالي لو وردت على الله الساعة ، وجعل يقبل يده ويبكي ، ويقول : أوصني يا أبا عبد الله ، فأشار إلي لسانه .
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:48 AM.