|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#7
|
||||
|
||||
![]() ويصعب القول بأن الشيخ حفظه الله لم يصل علمه إلى وجود الحديث في السنن أو أنه لم يصح عنده؛ لأنه ذكر في جمعه وإحصائه اسم الله المحسن استنادا إلى الحديث الذي رواه الطبراني وصححه الشيخ الألباني من حديث أنس بن مالك t أن رسول الله e قال: ( إذا حَكمْتم فاعْدِلوا، وإذا قَتَلتم فأحْسِنوا؛ فإنَّ الله عَز وجَل محْسِن يحبُ الإحْسَان ) ([1]) . والمنهج العلمي يقتضي المساواة في الحكم، لأنه طالما أدخل الباحث في جمعه وإحصائه اسما واحدا محتجا فيه بحديث صحيح رواه الطبراني؛ فإنه من باب أولى لا ينبغي أن يترك حديثا ثابتا صحيحا رواه أصحاب السنن لا سيما وهو مشتمل على أربعة أسماء وردت مطلقة معرفة، ودالة بالمطابقة على ذات الله وأوصاف الكمال التي اتصف بها رب العزة والجلال، وإلا اعتبر ذلك خللا علميا وقصورا منهجيا . كما أن هذا الحديث الذي تركه الشيخ حفظه الله من الشهرة بمكان فهو الدليل الوحيد على اسمين مشهورين ضمن ما أدرجه الوليد بن مسلم عند الترمذي من الأسماء التي يحفظها الناس منذ أكثر من ألف عام، وهما القابض والباسط؛ فلم يردا في القرآن أو السنة اسمين إلا في هذا الحديث . ومن الأسماء التي تركها الشيخ عبد المحسن أيضا اسم الله الجواد والمالك مع ثبوت هذه الأسماء في صحيح السنة، وأدخل حفظه الله في المقابل اسم الله الهادي والحافظ والكفيل والغالب والمحيط مع كونها وردت مضافة أو مقيدة، ويلزمه على ذلك إحصاء جميع ما تركه من أنواع المضاف المقيد في القرآن والسنة، وعلى أي حال فقد وافق جمعه ثلاثة وتسعين اسما من الأسماء التي وردت في بحثنا ([2]) . وفي أطروحته العلمية المتميزة التي تناول فيها دراسة أسماء الله الحسنى استبعد الشيخ عبد الله صالح الغصن حفظه الله اسم الله المعطي والمالك والسيد والمسعر وأدخل بدلا منها اسمه العالم والهادي والمحيط والحافظ والحاسب، مع أن ما استبعده ثابت صحيح مطلق، وما أدخله في جمعه وإحصائه مضاف أو مقيد ([3]) . ويبدوا أن ضابط التقييد والإطلاق عنده فيه نظر حيث يقول في الفصل الثاني المعنون بضوابط في تمييز الأسماء الحسنى عن غيرها، البند الرابع: ( ما ورد مقيدا أو مضافا من الأسماء في القرآن أو السنة فلا يكون اسما بهذا الورود مثل اسم المنتقم فلم يرد إلا مقيدا في قوله تعالى: } إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ { [السجدة:22]، وفي قوله: } إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ { [إبراهيم:47]، وما ورد مضافا مثل قوله تعالى: } عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ { [الرعد:9]، وقوله تعالى: } اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا { [البقرة:257]، فلا يؤخذ الاسم من هذا الورود المضاف لكن يؤخذ من آيات أخر، فيؤخذ اسم العالم من قوله تعالى: } وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ { [الأنبياء:81]، ويؤخذ اسم الله الولي من قوله تعالى: } وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ { [الشورى:28]، وإذا ورد في الكتاب والسنة اسم فاعل يدل على نوع من الأفعال ليس بعام شامل فهذا لا يكون من الأسماء الحسنى لأن الأسماء الحسنى معانيها كاملة الحسن تدل على الذات، ولا تدل على معنى خاص؛ مثل مجري السحاب هازم الأحزاب الزارع الذارئ المسعر ) ([4]) . ومما يلاحظ أنه حفظه الله جعل كل اسم مضاف أو مقيد غير داخل في جمعه وإحصائه كمنهج ملزم للتعرف على الأسماء الحسنى، وهذا بالفعل شرط من الشروط المعتمدة في البحث والتي قام عليها الدليل، لكن الشيخ حفظه الله لم يطبق هذا المنهج في جميع الأسماء التي جمعها أو حتى الفقرة السابقة التي ذكرها، فمن الأسماء التي أدخلها اسم الله العالم والهادي والمحيط والحافظ والحاسب وهي مضافة أو مقيدة، أما العالم والمحيط فالتقييد اللفظي بالباء ظاهر فيهما، وهذه الأسماء مقيدة أيضا بحال الكمال لاحتمال معنى الباء الحلول والظرفية كما في قوله: } وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ { [الأنبياء:81]، وقوله U: } وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً { [النساء:126] . وأما اسمه الهادي فقد ورد في جميع المواضع مقيدا بالإضافة كما في قوله: } وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيرا ً { [الفرقان:31]، والمعنى كفاك ربك هاديا لك ونصيرا، نصب على الحال أو التمييز أي يهديك وينصرك فلا تبال بما عاداك ([5])، وما قيل في اسم الله الهادي يقال أيضا في اسمه الحاسب؛ فقد ورد مقيدا في قوله: } وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ { [الأنبياء:47]، وقوله: } أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ { [الأنعام:62]، وأما اسم الله الحافظ فلم يرد مطلقا وإنما ورد مقيدا في نصوص كثيرة كقوله: } إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ { [الحجر:9]، وقوله عز وجل: } فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ { [يوسف:64] . 1. الطبراني في المعجم الكبير الأحاديث من (7114) إلى (7123)، وانظر تصحيح الألباني للحديث في صحيح الجامع (494)، وانظر قطف الجنى الداني ص90 . 2. قطف الجنى الداني ص85 : ص92 . 3. أسماء الله الحسنى ص186:175، نشر دار الوطن الرياض الطبعة الأولى 1417 . 4. السابق ص137:136 . 5. انظر تفسير القرطبي 13/28، وتفسير ابن كثير 3/318، وتفسير الطبري 19/10 . |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|