اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #18  
قديم 26-01-2010, 07:39 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 23
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

قائد المعركة في الصراع
الدائر بين عالم الشياطين وعالم البشر
إبليس هو الذي يخطط للمعركة مع بني الإنسان ويقودها ، ومن قاعدته يرسل البعوث والسرايا في الاتجاهات المختلفة ، ويعقد مجالس يناقش جنوده وجيوشه فيما صنعوه ، ويثني على الذين أحسنوا وأجادوا في الإضلال وفتنة الناس .
روى الإمام مسلم في صحيحه عن جابر – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن إبليس يضع عرشه على الماء ، ثم يبعث سراياه ، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة ، يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا ، فيقولُ : ما صنعت شيئاً . قال : ثمّ يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال : فيدنو منه ، ويقول : نعم أنت ) (1) .
وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لابن صائد وقد لقيه في بعض طرق المدينة ؛ ( وكان يشك صلى الله عليه وسلم أنّه الدجال ) : ( ما ترى ) ؟ قال : أرى عرشاً على الماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ترى عرش إبليس على البحر ) (2) .
والشيطان له خبرة طويلة مديدة في مجال الإضلال ، ولذلك فإنّه يجيد وضع خططه ، ونصب مصايده وأحابيله ، فهو لم يزل حيّاً يضل الناس منذ وجد الإنسان إلى اليوم وإلى أن تقوم الساعة : ( قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون – قال فإنَّك من المنظرين – إلى يوم الوقت المعلوم ) [ الحجر : 36-38 ] .
وهو دؤوب على القيام بالشر الذي نذر نفسه له ، لا يكل ولا يمل ، ففي الحديث : ( إن الشيطان قال : وعزتك وجلالك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم ، فقال الرب : وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني ) . رواه أحمد والحاكم بإسناد حسن (3) .
جنود الشيطان من الجن والإنس :
والشيطان له فريقان من الجنود : فريق من الجان ، وفريق من بني الإنسان .
وقد سبق ذكر حديث إرساله سراياه من الشياطين لإضلال الناس ، وفي القرآن : ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك ... ) [الإسراء :64] فله جنود يهاجمون راكبين راجلين ، يرسلهم على العباد ، يحركونهم إلى الشر تحريكاً : ( ألم تر أنَّا أرسلنا الشَّياطين على الكافرين توزُّهم أزّاً ) [ مريم : 83 ] .
لكل إنسان قرين :
وكل إنسان له شيطان يلازمه لا يفارقه ، كما في حديث عائشة عند مسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلاً ، قالت : فغرت عليه ، فجاء ، فرأى ما أصنع ، فقال : ( ما لك يا عائشة ؟ أغرت ؟ ) فقلت : وما لي لا يغار مثلي على مثلك ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : ( أقد جاءك شيطانك ) . قالت : يا رسول الله ، أو معي شيطان ؟ قال : ( نعم ) ، قلت : ومع كل إنسان ؟ قال : ( نعم ) ، قلت : ومعك يا رسول الله ؟ قال : ( نعم ، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم ) (4) .
وروى مسلم عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما منكم من أحد إلا وقد وُكّلَ به قرينه من الجن ، وقرينه من الملائكة ) ، قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ قال : ( وإياي ، إلا أنّ الله أعانني عليه فأسلم ، فلا يأمرني إلا بخير ) (5) .
وفي القرآن : ( ومن يعش عن ذكر الرَّحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرينٌ ) [ الزخرف : 36 ] ، وفي الآية الأخرى : ( وقيَّضنا لهم قرناء فزيَّنوا لهم مَّا بين أيديهم وما خلفهم ) [ فصلت : 25 ] .
وللشيطان أتباع من الإنس اتخذوه وليّاً ، يسيرون على خطاه ، ويرضون بفكره ، مع أنه العدو الأول الذي يسعى في إهلاكهم ، وقبيح بالإنسان العاقل أن يتخذ عدوه وليّاً : ( أفتتخذونه وذريَّته أولياء من دوني وهم لكم عدوٌّ بئس للظَّالمين بدلاً ) [الكهف : 50] .
ولقد خسروا باتخاذه ولياً خسراناً مبيناً : ( ومن يتَّخذ الشَّيطان وليّاً من دون الله فقد خسر خسراناً مُّبيناً ) [ النساء : 119 ] . خسروا لأن الشيطان سيدسّي نفوسهم ويفسدها ، ويحرمهم من نعمة الهداية ، ويرمي بهم في الضلالات والشبهات : ( والَّذين كفروا أولياؤهم الطَّاغوت يخرجونهم من النُّور إلى الظُّلمات أولئك أصحاب النَّار هم فيها خالدون ) [ البقرة : 257 ] ، وخسروا لأنه سيقودهم إلى النار : ( إنَّما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السَّعير ) [ فاطر : 6 ] ، وهؤلاء أولياء الشيطان يتخذهم الشيطان مطية وجنوداً ، ينفذ بهم مخططاته وأهدافه .
كيده وخذلانه لأوليائه :
يتولى كثير من الناس الشيطان ، ولكنه يكيد لهم ويوردهم الموارد التي فيها هلاكهم وعطبهم ، ويتخلى عنهم ، ويسلمهم ، ويقف يشمت بهم ، ويضحك منهم ، فيأمرهم بالقتل والسرقة والزنا ، ويدلُّ عليهم ، ويفضحهم ، فعل ذلك بالمشركين في معركة بدر ، عندما جاءَهم متمثلاً في صورة سراقة بن مالك ، ووعدهم بالنصر والغلب : ( وقال لا غالب لكم اليوم من النَّاس وإني جارٌ لَّكم ) [ الأنفال : 48 ] ، فلما رأى عدو الله الملائكة نزلت لنصرة المؤمنين ، ولى هارباً وأسلمهم ، كما قال حسان بن ثابت :
دلاهم بغُرُور ثمّ أسلمهم ××× إن الخبيث لمن والاه غرارُ
وكذلك فعل بالراهب الذي قتل المرأة وولدها ، فإنه أمره بالزنا ، ثمّ بقتلها ، ثمّ دلّ أهلها عليه ، وكشف أمره لهم ، ثمّ أمره بالسجود له ، فلما فعل فرّ عنه وتركه ، كما سيأتي بيانه .
وفي يوم القيامة يقول لأوليائه بعد دخوله ودخولهم النار : ( إِنِّي كفرت بما أشركتمون من قبل ) [ إبراهيم : 22 ] ، فأوردهم شرّ الموارد ، ثمّ تبرأ منهم كل البراءةَ .
وستأتي قصة ذلك يدّعي أنّه عالم روحاني ، وكيف تخلت عنه الشياطين بعد أن بلغ مبلغاً كبيراً من الشهرة ، فأصبح حائراً لا يدري ما يفعل .
الشيطان يجند أولياءَه لخدمته ومحاربة المؤمنين :
الناس فريقان : أولياء الرحمن ، وأولياء الشيطان . وأولياء الشيطان هم الكَفَرَة على اختلاف مللهم ونحلهم إنَّا جعلنا الشَّياطين أولياء للَّذين لا يؤمنون ) [الأعراف :27] .
والشيطان يسخّر هؤلاء لتضليل المؤمنين بما يلقونه من الشبه : ( وإنَّ الشَّياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنَّكم لمشركون ) [ الأنعام : 121 ] .
وما هذه الشبهات التي يقوم بها المستشرقون والصليبيون واليهود والملحدون إلا من هذا القبيل .
ويدفع الشيطان أولياءَه لإيذاء نفوس المؤمنين : ( إنَّما النَّجوى من الشَّيطان ليحزن الَّذين آمنوا ) [ المجادلة : 10 ] . فقد كان يدفع المشركين للتناجي حين وجود المسلمين على مقربة منهم ، فيظن المسلم أنه يتآمرون عليه ...
بل يدفعهم إلى حرب المسلمين وقتالهم : ( الَّذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والَّذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشَّيطان إنَّ كيد الشَّيطان كان ضعيفاً ) [النساء : 76] .
وهو دائماً يخوف المؤمنين أولياءَه : ( إنَّما ذلكم الشَّيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مُّؤمنين ) [ آل عمران : 175 ] ، وأولياؤه جمع كبير : ( ولقد صدَّق عليهم إبليس ظنَّه فاتَّبعوه إلاَّ فريقاً من المؤمنين ) [ سبأ : 20 ] .
--------------------------------
(1) رواه مسلم : 4/2167 . ورقمه : 2814 .
(2) صحيح مسلم : 4/2241 . ورقمه : 2025 .
(3) صحيح الجامع الصغير : 2/72 .
(4) رواه مسلم : 4/2168 . ورقمه : 2815 .
(5) رواه مسلم : 4/2168 ، ورقمه : 2814 .
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:18 AM.