اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-01-2010, 01:18 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 23
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

المطلب الثالث
الخوارق من غير الأنبياء
كرامات الأولياء :
من أصول أهل السنة والجماعة التصديق بكرامات (1) الأولياء ، وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات ، وأنواع القدرة والتأثيرات (2) .
وقد أنكر طوائف من المسلمين كرامات الأولياء ، ومن هؤلاء المعتزلة وحجتهم في دعواهم أنَّ خرق العادة لو صحَّ من غير الأنبياء لالتبس النبي بالولي ، ولم تكن المعجزة دليلاً على صدق الأنبياء (3) .
وقولهم هذا مردود ، لأن من كرامات الأولياء ما حدّث به القرآن وصحَّ ذكره في الأحاديث الصحيحة ، وتواتر النقل به ، والناس يشاهدون شيئاً منه في كل عصر ومصر .
والشبهة التي جاؤوا بها إنما تصحُّ إذا كان الولي يأتي بالخارق ويدَّعي النبوة ، وهذا لا يقع ، ولو ادعى النبوة لم يكن ولياً بل كان متنبئاً كذاباً (4) ، وقد أنكر الإمام أحمد على الذين نفوا كرامات الأنبياء ، ولم يصدفوا بها ، وضلَّلَهم (5) .
حكمة إعطاء الكرامة للولي :
يعطي الله بعض عباده أموراً خارقة للعادة إكراماً لهم لصلاحهم وقوة إيمانهم ، وقد يكون ذلك سداً لحاجتهم ، كالحاجة للطعام والشراب والأمن ، وقد يعطيهم ذلك لنصرة دينه ، ورفعة كلمته ، إحقاقاً للحق وإبطالاً للباطل (6) .
فمن ذلك ما حدثنا به القرآن الكريم من شأن مريم ، فقد كان يوجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف ، وفاكهة الصيف في الشتاء ، ( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ ) [ آل عمران : 37 ] .
ومن ذلك ما جرى لأصحاب الكهف حيث ضرب الله على آذانهم في الكهف ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعاً ، وحفظ الله أجسادهم تلك الدهور المتطاولة على النحو الذي حدثنا عنه في سورة الكهف .
ومن ذلك ما وقع لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك :
أمثلة من كرامات الأنبياء :
1- نور في العصا :
فمن هؤلاء أسيد بن حُضير ، وعباد بن بشر تحدثا عند النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة لهما ، حتى ذهب من الليل ساعة في ليلة شديدة مظلمة ، ثم خرجا من عند رسول الله ينقلبان ، وبيد كل واحد منهما عصيّة ، فأضاءت عصا أحدهما لهما حتى مشيا في ضوئها ، حتى إذا افترقت بهما الطريق أضاءت للآخر عصاه ، فمشى كل واحد منهما في ضوء عصاه حتى بلغ أهله (7) .
2- الطعام المبارك :
وهذا أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – يأتي معه بثلاثة أضياف من أهل الصفة ، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أمر المسلمين أن يضيّفوا هؤلاء ، وتركهم أبو بكر في منزله كي يضيفهم أهله ، وذهب هو إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، وجاء في ساعة متأخرة ، فقالت له امرأته : ما حبسك عن أضيافك ؟ قال : أو ما عشيتهم ؟ قالت: أبوا حتى تجيء ، فغضب ، وقال : والله لا أطعمه أبداً ، فحلفت المرأة أن لا تطعمه، وحلف الأضياف أن لا يطعموه ، قال أبو بكر : هذا من الشيطان ، فدعا بالطعام ، فأكل وأكلوا ، فجعلوا لا يرفعون لقمة إلا ربت أسفلها أكثر منها ، فقال لامرأته : يا أخت بن فراس ! ما هذا ؟ قالت : وقرة عيني إنها الآن لأكثر منها قبل ذلك بثلاث مرات، فأكلوا ، وبعث بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر أنَّه أكل منها . متفق عليه (8) .
فقد كان هذا إكراماً من الله لأبي بكر لفضله ، ولأنَّه لم يشتط في غضبه إذ حلف أن لا يأكل من الطعام ، وراغم الشيطان ، فأكرمه الله بذلك .
3- سفينة والأسد :
وهذا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطأ جيش المسلمين بأرض الروم أو أسر ، فانطلق هارباً يلتمس الجيش ، فإذا هو بالأسد ، فقال : يا أبا الحارث ( كنية للأسد ) أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان من أمري كيت وكيت . فأقبل الأسد له بصبصة ( أي : تحريك بالذنب ) حتى قام إلى جنبه ، كلّما سمع صوتاً أهوى إليه، ثمَّ أقبل يمشي إلى جنبه حتى بلغ الجيش ، ثم رجع الأسد (9) .
صرخة في المدينة تدوي في الشام :
وهذا عمر بن الخطاب يبعث جيشاً ، ويؤمر عليهم رجلاً يدعى سارية ، وبينما عمر يخطب ، فجعل يصيح يا ساري الجبل ، فقدم رسول من الجيش ، فقال : يا أمير المؤمنين، لقد لقينا عدونا فهزمونا ، فإذا بصائح يصيح : يا ساري الجبل ، فأسندنا ظهورنا إلى الجبل ، فهزمهم الله تعالى (10) .
4- جملة من كرامات الأولياء :
وقد ذكر ابن تيمية جملة من هذه الكرامات غير ما تقدم نسوق إليك بعضها (11) :
فمن ذلك أن خبيب بن عدي كان أسيراً عند المشركين بمكة شرفها الله تعالى ، وكان يؤتى بعنب يأكله ، وليس بمكة عنبة .
وأم أيمن خرجت مهاجرة ، وليس معها زاد ولا ماء ، فكادت تموت من العطش ، فلما كان وقت الفطر ، وكانت صائمة سمعت حسّأً على رأسها فرفعته ، فإذا دلو معلق ، فشربت منه ، حتى رويت ، وما عطشت بقية عمرها .
والبراء بن مالك كان إذا أقسم على الله تعالى أبرَّ قسمه ، وكان الحرب إذا اشتدَّ على المسلمين في الجهاد يقولون : يا براء ، أقسم على ربّك ، فيقول : يا ربّ ، أقسمت عليك لما منحتنا أكتافهم ، فيعزم العدو ، فلما كان يوم القادسية ، قال : أقسمت عليك يا ربّ لما منحتنا أكتافهم ، وجعلتني أول شهيد ، فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيداً .
وخالد بن الوليد حاصر حصناً منيعاً ، فقالوا : لا نسلم حتى تشرب السمّ ، فشربه فلم يضره .
ولما عذبت (( الزبيرة )) على الإسلام في الله ، فأبت إلاّ الإسلام ، وذهب بصرها ، قال المشركون : أصاب بصرها اللات والعزى ، قالت : كلا والله ، فردّ الله عليهـا بصرها .
وتغيب الحسن البصري عن الحجاج ، فدخلوا عليه ست مرات ، فدعا الله – عز وجل – فلم يروه ، ودعا على بعض الخوارج كان يؤذيه فخر ميتاً . ولما مات أويس القرني وجدوا في ثيابه أكفاناً لم تكن معه قبل ، ووجدوا له قبراً محفوراً فيه لحد في صخرة، فدفنوه فيه ، بعد أن كفنوه في تلك الأثواب .
الاستقامة أعظم كرامة :
ليست الكرامة دليلاً على تفضيل هذا المعطى على غيره ، فقد يعطي الله الكرامة ضعيف الإيمان لتقوية إيمانه ، ومحتاجاً لسدّ حاجته ، ويكون الذي لم يعط مثل ذلك أكمل إيماناً وأعظم ولاية ، وهو لذلك مستغن عن مثل ما أعطي غيره ، ولذلك كانت الأمور الخارقة في التابعين أكثر منها في الصحابة ، وعلى هذا فلا ينبغي أن يشغل المرء نفسه بالتطلع إلى الكرامة ، ولا ينبغي له أن يحزن إذا لم يعطها ، وقد صدق أبو علي الجوزجاني وبرّ حين قال : " كن طالباً للاستقامة " ، لا طالباً للكرامة ، فإنَّ نفسك منجبلة على طلب الكرامة ، وربّك يطلب منك الاستقامة ، قال بعض من فهم قوله : وهذا أصل عظيم كبير في الباب ، وسرّ غفل عن حقيقته كثير من أهل السلوك والطلاب " (12) .
الخوارق والأحوال الشيطانية (13) :
ضلَّ كثير من الناس عندما ظنوا أن كلَّ من جرت على يديه خوارق العادات فهو من أولياء الله الصالحين ، فبعض الناس يطيرون في الهواء ، ويمشون على الماء ، ونحو ذلك ، وهم من أفجر خلق الله ، بل قد يدَّعون النبوة ، مثل الحارث الدمشقي الذي خرج بالشام زمن عبد الملك بن مروان ، وادعى النبوة ، وقد أظهر أموراً خارقة للعادة ، فقد كانوا يضعون القيود في رجليه فيخرجها ، ويضرب بالسلاح فلا يؤثر فيه ، وتسبح الرخامة إذا مسحها بيده ، وكان يُري الناس رجالاً وركباناً على خيل في الهواء ، ويقول : هي الملائكة ، وهذا وأمثاله من فعل الشياطين ، ولذلك إذا حضر بعض الصالحين هذه الأحوال الشيطانية وذكر الله وقرأ آية الكرسي أو شيئاً من القرآن بطلت أحوالهم هذه ، فهذا الحارث الدمشقي الكذاب لما أمسكه المسلمون ليقتلوه طعنه طاعن بالرمح ، فلم ينفذ فيه ، فقال له عبد الملك : إنّك لم تسمّ الله ، فسمّي الله ، فطعنه فقتله (14) .
والمسيح الدجال تجري على يديه أمور خارقة للعادة تذهل من يراها وهو مع ذلك يدعى الألوهية .
فالخوارق ليست دليلاً على أن صاحبها ولي لله تعالى ، فالكرامة سببها الإيمان والتقوى والاستقامة على طاعة الله تعالى ، فإذا كانت الخارقة بسبب الكفر والشرك والطغيان والظلم والفسق فهي من الأحوال الشيطانية ، لا من الكرامات الرحمانية .
--------------------------------
(1) يعرف علماء التوحيد الكرامة بأنها أمر خارق للعادة غير مقرون بدعوى النبوة ، ولا هو مقدمة لها ، يظهر على يد عبد ظاهر الصلاح ملتزم لمتابعة نبي مكلف بشريعته ، مصحوب بصحيح الاعتقاد والعمل الصالح ، علم بها ذلك العبد أم لم يعلم ( لوامع الأنوار البهية : 2/393 ) .
(2) مجموع فتاوى شيخ الإسلام : 3/156 .
(3) شرح العقيدة الطحاوية : ص563 .
(4) المصدر السابق .
(5) لوامع الأنوار البهية : 2/393 .
(6) كثير من أهل الكلام لا يثبتون خوارق العادة إلا للأنبياء ، ولا يثبتونها لأحد غيرهم ( شرح الطحاوية ص 158) .
(7) مشكاة المصابيح : (3/197) ، وأخرجه أحمد في ((المسند)): 19/396 (12404) ، وأخرجه بنحوه البخاري : (465) و (3639) و(3805) .
(8) مشكاة المصابيح : (3/198) .
(9) قال التبريزي في مشكاة المصابيح : رواه في شرح السنة ، وقال المحقق : ورواه الحاكم بنحوه ، وقال : صحيح على شرط مسلم ، ووافقه الذهبي وهو كما قالا ( مشكاة المصابيح : 3/199 ) .
(10) قال التبريزي : رواه البيهقي في دلائل النبوة وقال محقق المشكاة : ورواه ابن عساكر بإسناد حسن نحوه .
(11) مجموع فتاوى شيخ الإسلام : 11/276-281 .
(12) مجموع فتاوى شيخ الإسلام : (11/320) .
(13) ارجع في هذا المبحث إلى كتاب أ.د. عمر الأشقر : عالم الجن والشياطين .
(14) راجع مجموع فتاوى شيخ الإسلام : (11/284-285) .
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:28 PM.