|
||||||
| الجودة والإعتماد التربـوى كل ما يخص الجودة و الدراسات التربوية و كادر المعلم |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#11
|
|||
|
|||
|
كيف ينامون في البرد أستاذتي
دخلت يوماً قاعتي بعد العصر والجو بارد جداً في تلك الساعة . أخذت أرتب الفصل ثم أشرف على الحضور والغياب وأرى البرد قد أخذ من طالباتي الكثير . حزنت عليهن وتمنيت لوأستطيع أن أقدم لهن شيئاً فكم أُسر لرؤيتهن وقد عدن من العلم الى العلم . وسيعودون إلى حل واجباتهم وكان يومهم كله خير . وأثناء التسميع قرأت الدرس الجديد وكان حديثنا عن الجنة وكيف يَتكئ أهلها فيها وينعمون . وتنعم وجوههم . وكيف أن أهل النار يحترقون أو يأتيهم من حر جهنم ما يشوي وجوههم وجلودهم . فقامت صغيرةوقالت عندي سؤال . كيف ينام أطفال فلسطين في البرد ؟ قلت لها : لم تسألين ؟ قالت لي : لأني الآن أعاني من البرد وتعبانه!! قلت لها :ولم تسالين عنهم ؟ قالت لي: لأني رأيتهم أمس وهم بلا منازل ولا مساكن . ثم قالت : ولا أمهات ياأستاذة رأيتهم بالأمس يقولون إن أمهاتهم ماتوا . ثم قالت : كيف يعيشون الآن ؟ وكيف يرجعون إلى منازلهم بعد المدرسة ؟ من يطبخ لهم الطعام ؟ ومن يرتب لهم الملابس والمنزل ؟ ثم سألت أخرى : لو كان إخوانه ماتوا من سيلعب معهم ؟ ومن سيضحك معهم ؟ ومن سيساعده في ترتيب البيت ؟. ثم سألت أخرى قائلة : طيب والمدرسة متى يذهبون إليها ؟ ومن وين راح يروح للمدرسة بعد ما تهدم بيته؟ سكت لتردف قائلة : أكيد الجنة فيها له كل شيء ألسنا قرأنا عن نعيم أهلها وأنهم مسرورين ووجوهم جميلة ؟. فأجابتها أخرى قائلة : يمكن يذهب مع أمه وإخوانه هناك في الجنة بدون برد ولاحر ولاخوف . ويجمعهم ربي أحسن ويفرحون من جديد. لم أستطع أن أوقف الحوار فلقد عُهد على تلك الطالبة ذات الخيال الواسع أن تسأل بأحلامها وخيالها . لكن مثل هذ الجواب أدهشني و لكن مثل هذ الموقف أوقفني فماذا عساي أن أقول ؟ أببركت القرآن تفتح عقل الطلفة لتحمل هم المسلم ؟ أم ببركة أهلها الصالحين نالت فقه الواقع وتعرفت على حال من حولها . أم أنها إشارة لنا نحن المسلمين أن الأمة ما زالت بخير فلولا أن أهلها عاشوا ألم المسلمين في فلسطين لما نقلته لنا تلك الطفلة . ولا أريد أن أنسى أننا كل يوم في مجالس علم تحفها الملائكة وتغشاها الرحمة وتتنزل فيها السكينة ومن دعا فيها استجاب الله له . فلنقل يارب الفرج منك .. |
| العلامات المرجعية |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|