نشطاء الانترنت يكثفون تحركاتهم للإفراج عن كاميليا ووفاء قسطنطين

[modym2020]

شرارة غضب بمسجد "عمرو بن العاص" لإطلاق سراح "كاميليا" ومحاكمة "شنودة"

تظاهر الالاف اثناء صلاة التراويح في عمرو بن العاص
استمرارا لمسلسل المظاهرات الأخيرة التي اشتعلت فى مختلف المحافظات احتجاجا على اختفاء كاميليا شحاتة زاخر زوجة كاهن دير مواس بالمنيا بعد أن تم تسليمها للكنيسة رغم إشهار إسلامها، تظاهر الألاف من المسلمين عقب صلاة التراويح أمس الاثنين أثناء إحياء ليلة القدر بمسجد عمرو بن العاص بمصر القديمة، مطالبين بالإفراج عن كاميليا ومحاكمة البابا شنودة بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

وناشد المتظاهرون من خلال لافتاتهم رئيس الجمهورية والسيدة قرينته بالتدخل لإنقاذ كاميليا شحاتة زاخر من القتل، على حد قولهم، مطالبين شيخ الأزهر ومفتى الجمهورية ووزير الداخلية ورئيس مجلس الشعب والمجلس القومى للمرأة والقومى لحقوق الإنسان بالتدخل لفك ما أسموه "بأسر الأخوات المسلمات".

وشهدت المظاهرة تواجد أمنيا مكثفا قام بتطويق المتظاهرين بكردون أمنى، حيث استمرت المظاهرة نصف ساعة فقط، وشهدت مشادات بين المتظاهرين بعضهم البعض بسبب رغبة البعض بالتظاهر خارج الكردون الأمنى، إلا أن الأغلبة رفضت ذلك مؤكدة أن وقفتهم سلمية.

وتوجه أفواج كبيرة من المتظاهرين الى المسجد الشهير الذي أم لصلاة التراويح فيه الشيخ محمد حبريل، وتفاعلوا مع الهتافات ، وحمل المتظاهرون اللافتات التي تتحدث عن محنة كاميليا وتطالب السلطات الرسمية بالتدخل للإفراج عنها ،
كما شهدت المظاهرة شعارات عنيفة منددة بالبابا شنودة لإصراره على عزل كاميليا وحبسها في أحد الأديرة.


بعض المتاظهرين يحملون لافتات لكاميليا
وتم توزيع اسطوانات كومبيوتر تحمل قصة كاميليا وما كتب عنها وشهادات الشهود إضافة إلى مطبوعات تحمل المضمون نفسه ، وأكد شهود عيان من موقع الحدث أن مظاهرة الأمس كانت أكبر من مظاهرة مسجد القائد إبراهيم في الاسكندرية ، وهي تلك التي شهدت حضور أكثر من عشرين ألف متظاهر .

كما شارك في مظاهرة "عمرو بن العاص" عدد كبير من النساء ، ولوحظ أنهن شاركن بالهتاف ـ للمرة الأولى ـ وأحيانا كن ينفردن بالهتاف المتعاطف مع كاميليا ومحنتها .

وكان الشيخ محمد جبريل قد تحدث في كلمة موجزة قبيل الصلاة داعيا المصلين إلى التزام الهدوء هذه الليلة ، باعتباره "ليلة مفترجة" حيث يعتقد كثيرون أنها الليلة المرجح كونها "ليلة القدر" ، كما تم الشروع عقب الصلاة مباشرة في افتتاح دروس دينية عبر مكبرات الصوت للتشويش على المظاهرة ، وفق تعليمات أمنية ، إلا أن المتظاهرين تمكنوا من الاحتشاد خارج المسجد وإكمال وقفتهم الاحتجاجية .
البابا يستنجد و"يهدد"

من ناحية أخرى، نقل موقع صحيفة "الشعب" ـ الموقوفة عن الإصدار ـ عن مصدر وثيق الصلة بالمقر البابوي قوله، أن البابا شنودة أجرى خلال الساعات الأخيرة اتصالات مكثفة مع أكثر من مسئول في جهات سيادية معبرًا فيها عن قلقه البالغ من تنامي الدعوات المطالبة بالكشف عن مصير كاميليا، المحتجزة داخل أحد الأديرة التابعة للكنيسة، حيث أصدر قرارًا بمنعها من الظهور، ودعا إلى ضرورة التصدي لتك التظاهرات المطالبة بإظهارها إلى العلن، وعدم السماح مجددًا بتنظيم تلك التظاهرات، التي أكد أنها لن تغير من موقفه ولن تثنيه عن قراره بعدم السماح بظهورها إلى أجل غير مسمى، بحسب ما نقل المصدر.

البابا شنودة ولوح البابا شنودة في اتصالاته بتنظيم تظاهرات مضادة داخل الكنيسة إذا لم تتحرك الدولة لوقف التظاهرات المناهضة للكنيسة، منتقدًا تعامل الدولة بـ "حنية" مع المتظاهرين الذين يطالبونه بالإفراج عن كاميليا، مطالبًا السلطات بقمع المظاهرات التي تندد به لأنها سببت له إحراجاً شديداً أمام شعبه، مذكرًا بأنه عمل في أكثر من مناسبة على تهدئة غضب المسيحيين ومنعهم من التظاهر داخل المقر البابوي، فضلاً عن رفضه السماح بتنظيم المظاهرات السياسية المناهضة للدولة ورموزها.

وأشار إلى موقفه قبل شهور حين أصدر أوامر بوقف المظاهرات التي نظمها بعض الأقباط في مقر الكاتدرائية بالعباسية ضد أحمد عز أمين التنظيم بالحزب "الوطني"، احتجاجًا على زيارته للنائب عبد الرحيم الغول في دائرته بنجع حمادي، حيث يتهم المسيحيون الأخير بأنه على صلة بالمشتبه بوقوفهم وراء عملية قتل ستة من الأقباط وشرطي مسلم عشية ليلة عيد الميلاد في يناير.

وكشف المصدر أن البابا أخد وعودًا رسمية من المسئولين الذي هاتفهم ببذل قصارى الجهد من أجل منع الإساءة إليه ، كما أوضح أن البابا رفض مجددا نصائح بعض الجهات التي اتصل بها والتي طلبت منه أن يظهر كاميليا شحاتة للرأي العام لتهدئة الخواطر وإزالة الاحتقان ، واعتبر البابا أن موضوع كاميليا هو شأن خاص بالكنيسة.
من جهته، قال الكاتب الصحفي المعروف فهمي هويدي أن الدولة أصبحت أضعف ما يكون وأن الكنيسة أصبحت أقوى ما يكون وهو ما يهدد بحدوث أزمة طائفية إذا استمرت الأحوال على ما هي عليه، واصفا الكنيسة بأنها "دولة داخل الدولة"، وأن استقواءها بالخارج أصبح مستفزا للشارع المصري وهو ما ظهر جليا من خلال هذه المظاهرات المشتعلة.