|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]()
يقولون أن الحقيقة والواقع غالبا ما يكونان أشد دهشة – أو صدمة- من الوهم والخيال، .. والواقع المصرى الحالى خير شاهد وملىء بالشواهد التى تؤكد هذه المقولة ، ومع ذلك أقول أن أحداث العنف التى وقعت فى منطقة ماسبيرو ليلة الأحد الدامى الماضى تفوق كل خيال مريض،
حتى خيال الكاتب الأمريكى ستيفن كينج - صاحب أشهر روايات الرعب والتى كتب أغلبها وهو تحت تأثير المخدرات بإعترافه هو- لا يستطيع ذهنه وخياله الجامح المريض أن يكتب سيناريو أشبه بما حدث فى مذبحة ماسبيرو، .. يعنى إيه واحد يقود عربة مدرعة حديثة تابعة للجيش المصرى وينطلق بها فوق عشرات المتظاهرين ؟!!!!، .. والقول بأن أحد الأشخاص قد سرقها وإنطلق بها هو تبرير ساذج غير مقبول وعذر أقبح من ذنب،.. يعنى إيه سرقها واحد من المندسين أو البلطجية؟ هى " توك توك" أو سيارة ميكروباس ؟. إن ماحدث فى مذبحة ماسبيرو كان فضيحة عالمية بكل المقاييس،.. فضيحة لمصر شاهدها العالم كله عبر شاشات التلفاز فى ذهول ورعب، .. فضيحة لا يمكن أن تمحوها كل أموال ميزانية مصر أو دخلها القومى، .. إحنا فين؟ فى مصر المحروسة،.. فى قاهرة المعز أم فى شيكاغو أو ديترويت؟!! إن ماحدث فى القاهرة فى منطقة ماسبيرو لم يحدث له مثيل فى مدينة شيكاغو الأمريكية فى العشرينيات من القرن الماضى على يد عصابات آل كابونى أو جون ديللنجر أو بونى وكلايد،.. لم يحدث له مثيل فى مدينة ديترويت فى حقبة السبعينيات على يد عصابة إيرول فلين الخطيرة!! من حق الشعب أن يعرف من هو زعيم العصابة – آل كابونى المصرى – الذى أطلق سراح عصابات البلطجية والمجرمين فى شوارع مصر ؟!، .. من حق الشعب أن يعرف وفى أسرع وقت من هو هذا " الوحش الآدمى" الذى قاد العربة المدرعة ليدهس بها المتظاهرين المدنيين؟ وهل تم القبض عليه أم لا ؟ ، وإذا كان قد تم القبض عليه فلماذا لم يعقد المجلس العسكرى أو وزير الداخلية مؤتمرا صحفيا لكشف الحقائق بدلا من هذا السكون المريب والصمت الرهيب؟!.. إذا كان قد ألقى القبض على هذا " الوحش الآدمى" دون إعلان رسمى فهذه مصيبة، وإذا لم يتم القبض عليه حتى الآن وهرب بجريمته الشنعاء فإن المصيبة أعظم، وعلى رئيس الوزراء ووزير الداخلية أن يقدما إستقالتهما فى الحال. إننى لا أستطيع أن أعفى السيد المشير طنطاوى وكل أعضاء المجلس العسكرى من المسئولية، لا أقول الكاملة ولكن التضامنية على الأقل، لأن المجلس العسكرى هو المسئول الأول منذ فبراير الماضى عن إدارة شئون البلاد، وحين أقول ذلك فإننى أيضا للحقيقة والإنصاف - أود أن أقر هنا بإحترامى وتقديرى للمشير طنطاوى ولكل أعضاء المجلس العسكرى الحاكم - لا لشخوصهم فأنا لا أعرف منهم أحدا بصفة شخصية - ، ولكن بشخصياتهم الإعتبارية ، ولدى أسبابى الوجيهة والموضوعية وأولها أن هؤلاء القادة العسكريين – شئنا أم أبينا – هم رموز المؤسسة العسكرية المصرية – أكبر مؤسسة فى مصر، وأكثرها إنضباطا فى المجتمع المصرى، سواء قبل أو بعد ثورة 25 يناير ،.. يجب ألا ننسى ونحن فى لحظات الإنفعال والغضب أن هؤلاء الجنرالات ليسوا ضباطا عاديين أو حتى لواءات عاديين،.. إنهم قادة جيوش وأفرع رئيسية للجيش المصرى، وعلى عاتقهم تقع مسئولية الحفاظ على الأمن القومى المصرى بمفهومه المباشر وهو حماية حدود الوطن ضد الأخطار الخارجية، وهى حدود لا تقل عن أربعة آلاف من الكيلومترات، كذلك الحفاظ على الأمن القومى المصرى بمفهومه الشامل الواسع والذى يمثل الأمن الإقتصادى والأمن العسكرى والأمن الإجتماعى والسياسى، .. هذا أولا وثانيا فهو أننى أعلم علم اليقين مدى ما يتمتع به الجيش المصرى فى الخارج من إحترام وتقدير، ولا أذيع سرا حين أقول إن معظم جنرالات الجيش الأمريكى يحترمون الجيش المصرى، ولا يرتاحون للتعامل مع جنرالات جيش الدفاع الإسرائيلى الذين يتهمهم جنرالات وكبار ضباط الجيش الأمريكى بالغرور والتعالى والغطرسة، وثالثا وأخيرا فإن الجيش المصرى هو خط الدفاع الأول والحصن الأخير للشعب المصرى، ولا ينبغى أن يكون ثمة تناقض بين الطرفين لأنهما فى الأصل طرف واحد. من ناحية أخرى وفى المقابل أقول إن إحترامنا جميعا للمؤسسة العسكرية فى مصر وللمجلس العسكرى لا يعنى أننا لا يمكن أن نوجه النقد البناء والإيجابى سواء لسيادة المشير أو أعضاء المجلس فيما يتعلق بالأمور والقضايا السياسية والإجتماعية والتى هى بعيدة كل البعد عن تخصصهم ومهامهم الأولية، وهذا – فى رأيى – يتطلب قدرا كبيرا من المكاشفة والصراحة والحوار بين المجلس العسكرى الحاكم والشعب المصرى ككل وليس فقط مع النخبة أو قادة أحزاب بعينهم ، ومن هذا المنطلق ، وبكل إحترام وتقدير، أود أن أسأل سيادة المشير طنطاوى والسادة أعضاء المجلس عددا من الأسئلة التى أعتقد أنها مشروعة: - ماذا تفعل هذه الدبابات والعربات المدرعة والمصفحة فى قلب شوارع القاهرة المزدحمة ، وفى مدن مصرية عديدة، خاصة أنها وكما أعلن بعض السادة أعضاء المجلس غير مزودة بالذخيرة الحية؟! - هل فكرتم فى التأثيرات السلبية لهذا المشهد –الدبابات والعربات المدرعة – على السياحة ورجال الأعمال والمستثمرين الأجانب وبالتالى على الإقتصاد المصرى؟ - هل هذه الأسلحة الثقيلة هى الأسلحة المناسبة للتعامل مع مشكلة الإنفلات الأمنى والبلطجية فى الشارع المصرى،وحماية المنشآت الحيوية للدولة؟ .. بالطبع لا ، وأنتم تعلمون أن حل هذه المشكلة والتعامل مع البلطجية والخارجين على القانون الذين يحملون أسلحة بيضاء ونارية يهددون بها حياة المدنيين الأبرياء العزل من السلاح يتطلب إستخدام ما يعرف فى دول الغرب بفرق ال SWAT Teams ( Special Weapons and Tactics) وهى كما تعرفون فرق قوات خاصة تتبع قوات الشرطة ، تحمل أسلحة خاصة ومدربة تدريبا خاصا ، وهى تتواجد 24 ساعة فى اليوم وطوال أيام الأسبوع وليس فى أوقات الطوارىء فقط ، فى كل المدن الرئيسية فى كندا وأمريكا ، وجاهزة للتدخل السريع خلال دقائق فى المواقف التى تتطلب إستخدامها، وهم يتواجدون فى عربات " فان" تحمل كلا منها فريقا يتكون من أربعة إلى ستة أفراد من الكوماندوز فى شوارع تورونتو ومونتريال وغيرها فى كندا وأمريكا، وهذه الفرق التى تحمل أسلحة خاصة وبنادق قناصة مزودة بأشعة الليزر لضمان دقة التصويب، ومعهم أجهزة رؤية ليلية تتعامل مع حوادث مثل الإرهاب وإختطاف الرهائن ، وجرائم السطو المسلح على البنوك والمبانى الحيوية الإستراتيجية ، وعصابات إجرامية مسلحة بأسلحة يستخدمها أفراد الجيش، والقبض على عصابات المافيا...الخ، ولدى هذه القوات الحق القانونى فى إطلاق النار الفورى بهدف القتل على المجرمين المسلحين إذا لم يستسلموا، وأعتقد أن مصر لديها هذا النوع من القوات الخاصة، مثل قوات مكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الداخلية بالإضافة إلى القوات الخاصة التابعة للقوات المسلحة، فلماذا لا يتم إستخدام هذه القوات؟! ، وإذا لم يتم إستخدامها الآن لحل مشكلة البلطجية والإنفلات الأمنى ، وفى ظل قوانين الطوارىء التى تم تفعيلها فمتى يتم إستخدامها؟! إن مهمة أى جهاز أمنى هى محاولة منع وقوع الجريمة قبل وقوعها، لا الإنتظار حتى حدوثها،.. ومن حقنا جميعا أن نسأل : أين رجال الأمن الوطنى والمباحث لتتبع المجرمين والبلطجية الذين يحملون أسلحة فى وضح النهار ويندسون بين المتظاهرين والمعتصمين والمضربين؟! أين كانوا أثناء سير مظاهرة الأقباط من شبرا وحتى منطقة ماسبيرو أمام مبنى التليفزيون؟! أيها السادة لا أحد يريد أن ينازل الجيش المصرى فى الميدان، لكن هناك من يحاول أن يحدث الوقيعة بين الجيش المصرى والشعب، وهناك من لديهم من الأموال والمليارات المنهوبة من يستطيع أن يهدد الإستقرار ليس فى بلد كمصر فحسب ، بل فى الولايات المتحدة نفسها، وقد تفتق ذهن بعض القوى الآثمة الشريرة على إفتراض أن أسهل طريق لضرب الإستقرار فى مصر هو إثارة النعرات والفتن الطائفية فى مصر - كما حدث فى لبنان والعراق والسودان – بين المسلمين والأقباط، وبين السلفيين والإخوان، وبين السلفيين والصوفية ..الخ، لكن تظل فى النهاية حقيقة أزلية ثابتة أنكم أيها الجنرالات قادة الجيش المصرى – جيش أحمس طارد الهكسوس، وجيش سليمان باشا الفرنساوى وجيش أكتوبر وحرب العاشر من رمضان، وخير أجناد الأرض، لكم مكانة خاصة وفريدة عند الشعب فتعاملوا مع هذا الخطر الداهم بالفهم والحزم ، وبوضع قوانين صارمة تجرم التحريض على الكراهية وإثارة الفتن سواء فى المساجد أو الكنائس أو أجهزة الإعلام كما فعلت كندا ودول أخرى أكثر ديمقراطية وحرية مننا..... أقباط إيه ومسلمين إيه وسلفيين إيه وفتنة طائفية إيه وزفت إيه؟!!! هى البلد ناقصة خراب؟!! المسلمون فى مصر هم فى الأصل أقباط ، والكل أقباط يعنى " مصريون "، والدولة المصرية وجدت قبل المسيحية والإسلام بنحو 3200 سنة ، وشعار ثورة يناير كان " إرفع رأسك فوق يا أخى انت مصرى"،.. وأعلنها صريحة دون أى لبس أو مواربة، ورغم أنف جميع المتطرفين فى مصر: لا المسيحية هى الحل، ولا الإسلام هو الحل،.. دولة المواطنة وسيادة القانون على الجميع دون تفرقة من المشير إلى الغفير هى الحل. مسعد حجازى كاتب صحفى مصرى – كندى |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|