جزاك الله خيرا وبارك فيك أستاذى الفاضل على هذا الموضوع
و اسمح لى ببعض التعليقات
و بالطبع ما أقوله هو مجرد رأى شخصى وليس فتوى دينية ، فالدين له علماؤه
أولا : أعتقد أنه لايحق لأحد تكفير أحد ، ولايمكن أن تكون حرية الرأى وتنوع الآراء سببا فى تكفير أحد ، و لا يمكن أن يكون الحكم فى انكار الجزء هو نفس الحكم فى انكار الكل ، و هذه المشكلة ليست وليدة اليوم ولكنها ظهرت بصور عديدة فى التاريخ الاسلامى وأشهرها واقعة اعتزال واصل بن عطاء حين أختلف مع أستاذه فى حكم مرتكب الكبيرة هل هو كافر أم أنه فى منزلة بين المنزلتين ، ولايقول بالحكم بالكفر الا فصيل واحد فقط دون الفرق والفصائل المتنوعة فى التاريخ الأسلامى .
ثانيا : مازلنا ندور فى حلقة مفرغة ، و هو اصرار البعض على الربط بين مفهوم الدين ومفهوم الفكر الانسانى ، الدين له أصول ونصوص لاتتغير ولاتتبدل أبدا ، أما الفكر الانسانى فهو نتاج بشرى قابل للتبديل والتغيير ، فما زال الكثير يحدثوننا أن العلمانية والليبرالية كفر ، فنقول لهم أن مفاهيم العلمانية والليبرالية تتبدل وتتغير وفقا لتطور العقل البشرى ، فهى تختلف من عصر لآخر ومن بلد لآخر ، فهى نتاج للعقل البشرى ، فالليبرالية المصرية تختلف عن الليبرالية الفرنسية أو الأمريكية و غيرها ، حتى و أن كان هناك البعض متأثرا بالليبرالية الغربية بما فيها من تعارض مع ثوابتنا ، فيمكن لنا بالنقاش والحوار أن نوضح له أن مايصلح للغرب لايصلح فى مجتمعاتنا ، فيمكنا أن نهذب من شرود الليبرالية والعلمانية لتتوافق مع مجتمعاتنا و مع قيمنا ، فنأخذ أفضل مافيها و نترك أسوأ مافيها .
ثالثا : نحن محتاجين دائما لنتاج العقل البشرى ولما وصل اليه الآخرون فى فلسفاتهم و علمهم ، فلكى يستوعب العقل المسلم التطور الحادث فى الكون لابد له من متابعة ماعند الآخرين ، فلاينكر أحد أن الآخرين قد سبقونا كثيرا فى كل مجالات الحياة العلمية والأنسانية و حقوق الأنسان فى القرون الأخيرة ، و بالطبع هذا لايلغى ولايتعارض مع مقولة أن ديننا شامل ويحوى فى داخله كل شئ ، نعم ديننا يكفل حقوق الأنسان من قبل أن تتطور البشرية ، ولكن المشكلة ليست فى الدين المشكلة تكون فى عقول المتدينين ، فكلما اذداد انفتاح المتدينون على العالم وعلى نتاج الفكر الانسانى اذداد وعيهم وفهمهم لدينهم ، فالقرآن مثلا تحدث عن كروية الأرض قبل اكتشافها علميا ، و لكن لم يعلم المسلمون شيئا عن كروية الأرض الا بعد اكتشافها علميا ، فما أريد قوله أن كون القرآن شامل ويحوى كل شئ بداخله فهذه المقولة لاتلغى احتياجنا للاطلاع على الثقافات الأخرى والحضارات الأخرى . فكلما اذداد وعينا اذداد فهمنا لديننا ، المعيار الوحيد أن مانتعلمه من الآخرين يكون محمود ومقبول شريطة ألا يتعارض مع أصول ديننا