برنامج "جودة التعليم" ينطلق اليوم من الأزهر

[ndeem55]

ياأستاذ مكرم النبراوي بارك الله فيك

من خلال تعليقي على مشروع الصفر أعلى يدلك على استيعابي والحمد لله للأمر ، والحمد لله حصلت على مايربو عن مائة دورة في كافة التربويات وتقنياتها ، ودربت الكثير من المعلمين على ذلك أيضا ابان عملي موجها بالخارج ،وعن التفريق بين التدريب والتطبيق فلا عبرة بدراسة لا يعقبها تطبيق ، وإلا فغالب المعلمين حاصلون على شهادات تربوية ودرسوا الكثير من النظريات التربوية التي لم تر النور للتطبيق ، فماتت علومهم تحت جمود الأزهر وكذا التربية والتعليم ،
التدريب في الأزهر لن يأخذ مجراه الطبيعي حيث أن التدريب يلزمه انشاء مراكز تدريب متطورة ويستجلب لها أمهر التربويين للتدريب وهذا لم يوجد ، ثانياً رصد ميزانيات للتدريب ، تشمل المتدرب بتوفير وسائل التنقل وقبلها تهيئته نفسياً بإعطائه حقوقه المغتصبة ، فلابد من تهيئة الأرض قبل زرعها.

والتدريب لابد أن يزامنه تطبيق وبيئة التطبيق منهارة من حيث الطالب والمراقبين للعمل ليسوا كفاءات تربوية ،
وقبل كل هذا لابد أن تعرف أن التعليم مشروع قومي ، يجب أن توضع له خطط قومية استراتيجية لتطويره أولا ثم تأخذ طريقها للتنفيذ بعد توفير كل مستلزماتها ، وقد اطلعت على الخطة الماليزية في تطوير التعليم وكذا السنفافورية من أساتذة تربويين من كلا البلدين أثناء حضوري دورة في توظيف مهارات التفكير العليا ، وتحسين مهارات التعليم وبهرتني هذه التجربة ، وامكانات ماليزيا ابان وضع خطتهم لا تقارن مطلقا ،بمصر فمصر أفضل حالا منها بكثير.

لكن الشاهد أن الترقيع هذا لا ينفع في الأزهر والتربية والتعليم ، لابد من التخطيط الشامل لتطوير التعليم يشمل تطوير المعلم والبيئة الصفية والمناهج البالية بناء عن الأهداف الاستراتيجية للدولة في التعليم والأهداف الخاصة للأزهر معاً ويتم بانشاء لجان تربوية من أساتذة الجامعات ، ولا مانع من الاستفادة من تجارب دول اسلامية سبقتنا مثل ماليزيا . لكن تناسي كل الدمار الذي لحق بالأزهر ابان عهد المخلوع ، ثم محاولة الترقيع أو الترميم فقط فلن يجدي نفعاً .

أعتقد أنك أخي فهمت مقصودي وهو أن يبدأ الأزهر الأن برسم السياسات التطويرية والخطط، ثم يبدأ بالتنفيذ عندما تتحقق له الاستقلالية والميزانيات الكافية ، فما يفعله الأزهر ليس تطوير يناسب مرحلة بعد الثورة والتي نريد أن نرتقي بالأزهر وبمصر ونصير مثل باقي الدول المتقدمة ، وانما كان يناسب عهد المخلوع مبارك الذي كان من سيمته العطف على الناس بلقمة لقمة ونفس نفس .