اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > التاريخ والحضارة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-01-2012, 09:22 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

قـيم إســلامية
الصدق

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّه وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )

عن عبد اللَّه ابن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال"عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند اللَّه صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند اللَّه كذابا"

عن أبي هريرةَ رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:

"آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خانَ" زاد في رواية "وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أنَّهُ مُسْلِمٌ"

قال عبد اللَّه رضي اللَّه تعالى عنه: وأنزل اللَّه تعالى تصديق ذلك في كتابه قوله تعالى {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّه لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ} إلى قوله: {وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}

عن مالك عن صفوان بن سليم أنه قال " قيل يا رسول اللَّه : أيكون المؤمن جبانا؟

قال : نعم

فقيل له : أيكون المؤمن بخيلا؟ قال : نعم

قيل له : أيكون المؤمن كذابا؟ قال لا "

عن عبادة ابن الصامت رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال"أضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم".

و قد جمع النبي صلى اللَّه عليه وسلم جميع الخيرات في هذه الأشياء وهي ستة.

وروى عن حذيفة بن اليمان رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: إن الرجل كان يتكلم بالكلمة على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فيصير بها منافقا، وإني لأسمعها من أحدكم في اليوم عشر مرات: يعني الرجل إذا كان يكذب كان ذلك دليلاً على نفاقه.

فالواجب على المسلم أن يمنع نفعه من علامات المنافقين، فإن الرجل إذا تعوّد الكذب يكتب عند اللَّه منافقا ويكون عليه وزره ووزر من اقتدى به.

عن سمرة بن جندب قال "كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا صلى الغداة أقبل علينا بوجهه فقال لأصحابه: هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا فيقص عليه ما شاء اللَّه أن يقص رؤياه عليه، وإنه قال لنا ذات غداة: هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا؟

فقلنا لا

قال لكني أنا رأيت الليلة: إنه أتاني اثنان وإنهما أخذا بيدي فقالا لي انطلق، فانطلقت معهما فأخرجاني إلى أرض مستوية فأتينا على رجل مضطجع وآخر قائم عليه بصخرة فإذا هو يهوي بالصخرة على رأسه فيثلغ بها رأسه فيتدهده الحجر، فيتبعه ويأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان فيعود عليه بمثل ذلك،

فقلت سبحان اللَّه ما هذا؟

فقالا لي انطلق، فانطلقت معهما حتى أتينا على رجل مستلق على قفاه وإذا آخر قائم عليه بكلّوب من حديد فإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشق شدقه حتى يبلغ إلى قفاه ومنخره، ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ذلك فلا يفرغ منه حتى يصح الجانب الأوّل كما كان فيعود إليه فيفعل به مثل ذلك.

قال: قلت سبحان اللَّه ما هذا؟

قالا لي انطلق، فانطلقت حتى انتهينا على بناء رأسه مثل التنور وأسفله واسع. قال: فاطلعت فإذا فيه رجال ونساء عراة فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أوقد ارتفعوا حتى يكادوا أن يخرجوا فإذا خمدت رجعوا فيها فلما جاءهم ذلك اللهب صوّتوا: يعني صاحوا،

فقلت سبحان اللَّه ما هؤلاء؟

قالا لي انطلق فانطلقنا حتى أتينا على نهر معترض فيه ماء أحمر مثل الدم فإذا فيه رجل يسبح وإذا على شاطئ النهر رجل قد جمع حجارة كثيرة قال فيأتيه السابح فيفغر: "أي يفتح" له فاه فيلقمه حجرا.

قال: قلت سبحان اللَّه ما هذا؟

فقالا لي انطلق، فأتينا على رجل فإذا هو حوله نار عظيمة يهشها ويسعى حولها

فقلت سبحان اللَّه ما هذا؟

فقالا لي انطلق، فانطلقنا فأتينا على روضة فيها من كل نَور الربيع فإذا بين ظهرني الروضة رجل طويل وإذا حول ذلك الرجل ولدن كثيرة من أكثر ما رأيتم قط

فقلت سبحان اللَّه ما هذا؟

قالا لي انطلق، فانطلقنا حتى انتهينا إلى دوحة عظيمة لم أر دوحة أعظم ولا أحسن منها فارتقينا فيها فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن من ذهب ولبن من فضة، فاستفتحنا باب المدينة ففتح لنا فدخلنا فيها فأخرجاني منها فأدخلاني دارا هي أحسن منها وأفضل، فبينما اصعّد بصري فإذا قصر أبيض كأنه ربابة بيضاء .

قالا: ذلك منزلك.

قلت ألا أدخله؟

قالا: أما الآن فلا وأنت داخله

ثم قلت إني رأيت هذه الليلة عجبا فما الذي رأيته؟

قالا: أمّا الأول الذي رأيته يثلغ رأسه بالحجر فإنه رجل يأخذ القرآن ثم يرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة

وأمّا الذي يشق شدقه إلى قفاه فإنه رجل يخرج من بيته فيكذب الكذبة فتبلغ الآفاق.

وأمّا الذي رأيته مثل التنور فإنهم الزناة والزواني.

وأما الذي يسبح في البحر فهو آكل الربا.

وأما الذي يسعى حول النار فإنه مالك خازن النار "أي جهنم"

وأما الرجل الطويل الذي رأيته في الروضة فإنه إبراهيم عليه السلام: وأما الولدان الذين حوله فكل مولود ولد على الفطرة

وأما الدار التي دخلت أوّلا فدار عامة المؤمنين.

وأما الدار الأخرى فدار الشهداء وأنا جبريل وهذا ميكائيل،

فقال رجل : وأولاد المشركين؟

قال وأولاد المشركين أيضاً يكونون عند إبراهيم عليه الصلاة والسلام"

وقد جاء في أطفال المشركين أخبار مختلفة. قال بعضهم: يكونون خدماً لأهل الجنة، وبعضهم من أهل النار والله تعالى أعلم.

و قد ذكر ناس من أصحاب عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: "أصدق الحديث كلام الله، وأشرف الحديث ذكر الله، وشر العمى عمى القلب، وما قلّ وكفى خير مما أكثر وألهى، وشر الندامة ندامة يوم القيامة، وخير الغنى عنى النفس، وخير الزاد التقوى، والخمر جماع الإثم، والنساء حبائل الشيطان، والشباب شعبة من الجنون، وشر المكاسب كسب الربا، وأعظم الخطايا اللسان الكذوب".

و عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: "الكذب لا يصلح إلا في ثلاث: في الحرب لأن الحرب خدعة. والرجل يصلح به بين اثنين، والرجل يصلح به بينه وبين امرأته".

وروى عن بعض التابعين أنه قال:

أعلم أن الصدق زين الأولياء، وأن الكذب علامة الاشقياء كما بين اللَّه تعالى في كتابه قال اللَّه تعالى {هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّه وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ. وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ المُتَّقُونَ. لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ}

وقد ذم الكاذبين ولعنهم فقال عز من قائل {قُتِلَ الخَرَّاصُونَ} يعني لعن الكذابون {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّه الكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ}.‏



__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-01-2012, 09:29 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

قـيم إســلامية

الكسب الحلال

( ما نبت من حرام .. فالنار أولى به )


قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعن عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ فيه ، وعن مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفيمَ أَنْفَقَهُ، وعن جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاَهُ".

عن ابى عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : " ثلاثة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: التاجر الأمين، والإمام المقتصد، وراعي الشمس بالنهار "

عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : " التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء "

قال بعض الحكماء: إذا لم يكن في التاجر ثلاث خصال افتقر في الدارين جميعا: أولها لسان نقي من ثلاثة : من الكذب واللغو والحلف،

والثاني قلب صاف من ثلاث : من الغش والخيانة والحسد،

والثالث نفس محافظة لثلاث الجمعة والجماعات وطلب العلم في بعض الساعات وإيثار مرضاة اللَّه تعالى على غيره.

و عن أبى هريرة رضالله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : " أربعة يبغضهم الله: البياع الحلاف، والفقير المختال، والشيخ الزاني، والإمام الجائر"

عن أبي ذر رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم قال "ثلاثة يحبهم الله : رجل كان في فئة فنصب نحره حتى يقتل أو يفتح الله عليه وعلى أصحابه،

ورجل كان له جار سوء يؤذيه فصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موت أو ضغن،

ورجل كان معه قوم في سفر أو سرية فأطالوا السري حتى أعجبهم أن يمسوا الأرض فنزلوا. فتنحى يصلي حتى يوقظ أصحابه للرحيل.

وثلاثة يشنؤهم الله: التاجر أو البياع الحلاف، والفقير المختال والبخيل المنان" ومعنى يشنؤهم : اى يبغضهم

وعن عليّ بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه أنه قال: التاجر إذا لم يكن فقيها ارتطم في الربا: يعني غرق في الربا، ثم ارتطم ثم ارتطم.

وعن عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: من لم يتفقه في الدين فلا يتجرنّ في أسواقنا.

عن جابر رضي اللَّه تعالى عنهما عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال"يا أيها الناس إن أحدكم لن يموت حتى يستكمل رزقه فلا تستبطئوا الرزق فاتقوا اللَّه وأجملوا في الطلب فخذوا ما حلّ لكم وذروا ما حرّم الله"

كان لأبي بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه غلام يأتيه كل ليلة بغلته طعاما يأكله، وكان أبو بكر رضي اللَّه تعالى عنه لا يأكله حتى يسأله من أين اكتسبه ومن أين أصابه.

قال: جاء ذات ليلة بطعام فضرب يده إليه فأكل لقمة من غير أن يسأله

فقال الغلام : قد كنت تسألني كل ليلة غير هذه الليلة فإنك لم تسألني؟

قال : ويحك الجوع حملني، ويحك أخبرني من أين جئت به؟

قال : كنت رقيت لأناس في الجاهلية فوعدوني عليه عدة فرأيت عندهم وليمة فذكرتهم وعدهم الذي وعدوني فأعطوني هذا الطعام،

فاسترجع أبو بكر رضي اللَّه تعالى عنه عند ذلك ثم أخذ يتقيأ فكابد وجاهد نفسه أن ينزع اللقمة من بطنه فلم يقدر حتى اخضرّ واسودّ من الجهد فلم يقدر

فلما رأوا ما يلقي من المعالجة، قالوا : لو شربت عليه قدحا من ماء فأتى بعس من ماء فشرب ثم تقيأ فما زال يعالج نفسه حتى نبذها،

فقالوا : هذا من أجل هذه اللقمة. ؟؟

قال إني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول "إن اللَّه تعالى حرّم الجنة على كل جسد تغذى أو غذي بحرام".

و من أراد أن يكون كسبه طيبا فعليه أن يحفظ خمسة أشياء:

أوّلها : أن لا يؤخر شيئا من فرائض اللَّه تعالى لأجل الكسب ولا يدخل النقص فيها.

والثاني : لا يؤذي أحد من خلق اللَّه تعالى لأجل الكسب،

والثالث أن يقصد بكسبه استعفافا لنفسه ولعياله ولا يقصد به الجمع والكثرة.

والرابع أن لا يجهد نفسه في الكسب جدا.

والخامس أن لا يرى رزقه من الكسب ويرى الرزق من اللَّه تعالى والكسب سببا.

وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "من اكتسب مالا من مأثم فتصدق به أو وصل به رحما أو أنفقه في سبيل اللَّه تعالى جمع ذلك كله وألقى في النار".

وعن ابن مسعود قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم "لا يكسب عبد مالا حراما فيتصدق به فيؤجر عليه، ولا ينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، وإن اللَّه تعالى لا يمحو السيء بالسيء، ولكن يمحو السيء بالحسن"

وعن الحسن البصري رحمه اللَّه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال"إنما المال مال جالب وشر تجاركم المقيمون بين أظهركم الذين يمارونكم وتمارونهم وتحالفونهم ويحالفونكم"

وسئل النبي صلى اللَّه عليه وسلم عن أطيب الكسب قال "عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور الذي لا شبهة فيه ولا خيانة


وعن قتادة رضي اللَّه تعالى أنه قال: كان يقال التاجر الصدوق تحت ظلّ العرش يوم القيامة.‏


__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-01-2012, 09:34 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

قـيم إســلامية
الرضـــــا

( وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ )



قال الله تعالى : {وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}

يعني أن الله تعالى يعلم ما فيه صلاحكم وصلاح دينكم ودنياكم وأنتم لا تعلمون ذلك فارضوا بما قضيت لكم فإنكم لا تعلمون ما فيه صلاحكم

عَنْ اَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ـصلى الله عليه وسلمـ اَنَّهُ قَالَ "عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاَءِ وَاِنَّ اللَّهَ اِذَا اَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ"
عَنْ اَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّـ صلى الله عليه وسلم ـوَهُوَ يُوعَكُ فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهِ فَوَجَدْتُ حَرَّهُ بَيْنَ يَدَىَّ فَوْقَ اللِّحَافِ

فَقُلْتُ يَارَسُولَ اللَّهِ مَا اَشَدَّهَا عَلَيْكَ

قَالَ"اِنَّا كَذَلِكَ يُضَعَّفُ لَنَا الْبَلاَءُ وَيُضَعَّفُ لَنَا الاَجْرُ".

قُلْتُ يَارَسُولَ اللَّهِ اَىُّ النَّاسِ اَشَدُّ بَلاَءً ؟

قَالَ"الاَنْبِيَاءُ".

قُلْتُ يَارَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ مَنْ ؟

قَالَ"ثُمَّ الصَّالِحُونَ اِنْ كَانَ اَحَدُهُمْ لَيُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى مَايَجِدُ اَحَدُهُمْ اِلاَّ الْعَبَاءَةَ يُحَوِّيهَا وَاِنْ كَانَ اَحَدُهُمْ لَيَفْرَحُ بِالْبَلاَءِ كَمَايَفْرَحُ اَحَدُكُمْ بِالرَّخَاءِ"

عن ميمون بن مهران قال:

أمرني عمر بن عبد العزيز رضي اللَّه تعالى عنه أن آتيه في كل شهر مرتين،

فجئته يوماً فنظر إليّ من فوق حصن له فأذن لي قبل أن أبلغ الباب،

فدخلت كما أنا فإذا هو قاعد على بساط له وشاذكونة على قدر البساط وهو يرقع قميصاً له، فسلمت عليه فرّد عليّ السلام ولم يزل بي حتى أجلسني على شاذكونته ثم سألني عن أمرائنا وعن أمر شرطنا وعن جلاوذتنا وعن سجوننا وعن شعائرنا كلها، ثم سألني عن خاصة أمري،

فلما نهضت لأخرج قلت يا أمير المؤمنين : ما في أهل بيتك من يكفيك ما أرى؟

قال يا ميمون يكفيك من دنياك ما بلغك المحل نحن اليوم هاهنا وغداً في مكان آخر، ثم خرجت وتركته

عن قتادة رحمه اللَّه في قول اللَّه عز وجل {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ}

قال قتادة: هذا صنيع مشركي العرب أخبرنا اللَّه تعالى بخبث صنيعهم، فأما المؤمن فهو حقيق أن يرضى بما قسم اللَّه له، وقضاء اللَّه عز وجل خير من قضاء المرء لنفسه، وما قضى اللَّه لك يا ابن آدم مما تكره خير من قضائك بما تحب، فاتق اللَّه وارض بقضائه.

وقال بعض الحكماء: المنازل أربعة: عمرنا في الدنيا، ومكثنا في القبر، ومقامنا في الحشر، ومصيرنا إلى الأبد الذي خلقنا له:

فمثل عمرنا في الدنيا كمثل المتعشي في الحاج لا يطمئنون ولا يحلون الدواب والأثقال لسرعة الارتحال

ومثل مكثنا في القبر كمثل النزول في بعض المنازل يضعون الأثقال ويستريحون يوماً أوليلة ثم يرتحلون

ومثل مقامنا في الحشر كنزولهم بمكة وهو غاية الاجتماع لكل فريق من كل فجّ عميق يقضون النسك ثم يتفرّقون يميناً وشمالاً، كذلك يوم القيامة إذا فرغوا من المحاسبة افترقوا فرقاً إلى الجنة وفرقاً إلى السعير.



وقال شقيق بن إبراهيم رحمه اللَّه تعالى: سألت سبعمائة عالم عن خمسة أشياء فكلهم أجابوا بجواب واحد:

قلت: من العاقل؟

قالوا العاقل من لم يحب الدنيا،

قلت من الغني؟

قالوا الذي يرضى بما قسم اللَّه له.

قلت من الكيس؟

قالوا من لم تغره الدنيا،

قلت من الفقيه؟

قالوا الذي يمتنع من طلب الزيادة.

قلت من البخيل؟

قالوا الذي يمنع حق اللَّه تعالى من ماله.

ويقال: سخط اللَّه تعالى على العبد في ثلاثة أشياء

أحدها أن يقصر فيما أمر اللَّه تعالى،

والثاني أن لا يرضى بما قسم اللَّه تعالى له،

والثالث أن يطلب شيئاً فلا يجده فيسخط على ربه.

وينبغي للمؤمن أن يكون راضياً بما قسم اللَّه تعالى له فإن الرضا بما قسم اللَّه له من أخلاق الأنبياء والصالحين.

وروى عن أبي الدرداء رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال:

اثنتا عشرة خصلة من أخلاق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:

أولها أنهم كانوا آمنين بوعد الله

والثاني كانوا آيسين من الخلق

والثالث كانت عدواتهم مع الشيطان

والرابع كانوا مقبلين على أمر أنفسهم

والخامس كانوا مشفقين على الخلق

والسادس كانوا محتملين لأذى جميع الخلق

والسابع كانوا موقنين بالجنة: يعني إذا عملوا عملاً أيقنوا أن اللَّه لا يضيع ثوابهم ولا ثواب عملهم

والثامن كانوا متواضعين في مواضع الحق

والتاسع كانوا لا يدعون النصيحة في موضع العداوة

والعاشر كان رأس أموالهم الفقر: يعني كانوا لا يمسكون فضل المال وينفقون على الفقراء

والحادي عشر كانوا يديمون على الوضوء

والثاني عشر كانوا لا يفرحون بما وجدوا من الدنيا ولا يغتمون على ما فاتهم من الدنيا.

لكذلك فإن المؤمن يكون حاله عند الشدة وعند الرخاء واحداً ويكون راضياً بما قسم اللَّه له، وأما المنافق فلا يكون راضياً بما قسم اللَّه له فيطغى عند النعمة ويجزع عند الشدة، فينبغي للمؤمن أن يقتدي بأفعال الأنبياء والزهاد ولا ينبغي أن يقتدي بأفعال الكفار والمنافقين، وبالله التوفيق.‏
__________________

آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 03-01-2012 الساعة 09:51 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:15 AM.