|
#1
|
||||
|
||||
![]() الحضارة الإسلامية حضارة الأمانة
تميزت الحضارة الإسلامية عن غيرها من أنواع الحضارات بأنها حضارة أمانة مطلقة، فعندما قام علماء المسلمين بترجمة ونقل الكثير من علوم اليونان والفرس والهنود وغيرهم، فإنهم لم ينسبوا ما نقلوا لأنفسهم، وإنما إلى أصحابه الذين نقلوا عنهم، فهم يقولون أن هذا الأمر عند حالينوس كذا، وإن أرسطو قال كذا، عملاً بقوله تعالى: ![]() ![]() ![]() وهنا يبدو الفرق واضحاً بين رواج الحضارة الإسلامية من ناحية، وعلماء اليونان الذين نقلوا كثيراً عن غيرهم ونسبوه إلى أنفسهم من ناحية أخرى، وقد أثبتت الأبحاث الحديثة أن اليونانيين استقوا كثيراً من علومهم من قدماء المصريين ، ولم يشر اليونانيون لمصادر معلوماتهم ، وأثبتوها على أنها من اكتشافهم، وحتى الكثير من علماء أوروبا عندما أخذوا الحضارة الإسلامية فقد نسبوا كثيراً من الاكتشافات لأنفسهم، غير أن المخلصين منهم أثبتوا هذا الحق لعلماء المسلمين٣٤. |
#2
|
||||
|
||||
![]() الحضارة الإسلامية حضارة العدل ألزمت أسس الحضارة الإسلامية قادة المسلمين ، وقضاتهم ، وحكامهم بمراعاة العدل في المعاملة بين المسلمين، دون تمييز بين عناصرهم ، وفئاتهم ، وقومياتهم ، وطبقاتهم ؛ فالمسلمون كلهم سواء أمام الحق، وبين يدي القضاء، وإيجاد فرص العمل المتكافئة للجميع، وفي اقتباس العلم والمعرفة، فالتفاضل الذي تدعو إليه الحياة يقوم على التمايز بين الأفراد بخصائصهم الفردية الفطرية والمكتسبة٣٥. وشواهد مراعاة العدل بين الناس في نصوص الشريعة الإسلامية كثيرة جدّاً ؛ لنأت منها بالكليات الكبرى:
آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 07-03-2012 الساعة 10:37 PM |
#3
|
||||
|
||||
![]() منجزات الحضارة الإسلامية لقد بينا فيما سبق خصائص الحضارة الإسلامية ، والآن ننتقل بك إلى بيان منجزات الحضارة الإسلامية في شتى مجالات العلوم الطبيعية. لقد اعتنى المسلمون بالعلوم الطبيعية؛ حيث قاموا بترجمة المؤلفات اليونانية، ولكنهم لم يكتفوا بنقلها، بل توسعوا فيها، وأضافوا إليها إضافات هامة ؛ تعتبر أساس البحث العلمي الحديث، وقد قويت عندهم الملاحظة، وحب التجربة والاختبار، وفيما يلي نتحدث عن أهم المنجزات العلمية في الحضارة الإسلامية: ![]() |
#4
|
||||
|
||||
![]() علم الطب من فروع الطبيعيات صناعة الطب، وهي صناعة تنظر في بدن الإنسان من حيث يمرض ويصح؛ فيحاول صاحبها حفظ الصحة ، وبرء المرض بالأدوية والأغذية، بعد أن يتبين المرض الذي يخصُّ كل عضو من أعضاء البدن، وأسباب تلك الأمراض التي تنشأ عنها، وما لكل مرض من الأدوية٤٢. والدافع الرئيسي لاهتمام المسلمين بالطب والإبداع فيه الإشارات الطبية التي وردت في القرآن الكريم والأحاديث النبوية وهي كثيرة منها: قول الله سبحانه وتعالى: ![]() ![]() ![]() ![]() وقد توصل الأطباء المسلمون إلى أراء جديدة في الطب تخالف أراء القدماء في معالجة كثير من الأمراض، واستخدموا في مستشفياتهم الكاويات في الجراحة، ووصفوا صب الماء البارد لقطع النزف أو معالجة الحميات، وعالجوا الأورام الأنفية وخياطة الجروح، وقطع اللوزتين، وشق أوراق الحلق، وقطع الأثداء السرطانية، وإخراج الحصاة من المثانة، وجراحة الفتق وجراحة العيون، وإخراج الجنين بالآلة، وإخراج العظام المكسورة، واستخدام المرقد (البنج أو المخدر)، كما فرقوا بين الحصبة والجدري. وقد عرف المسلمون الأوائل التخصص، فلم يسمحوا لأحد بممارسة الطب إلا بعد نجاحه في امتحان في كتب التخصص المعروفة، للتأكد من سعة ثقافة الطلاب النظرية والعملية، وللوثوق من مهارتهم ومقدرتهم على التشخيص والعلاج، قبل أداء اليمين، وحصولهم على شهادة مكتوبة تحدد لهم الأمراض التي يمكنهم مواجهتها وعلاجها. ومن التخصصات التي عرفها المسلمون طب الأمراض الباطنية، والجراحة، وطب العظام، وطب النساء، وطب الأطفال، وطب الأسنان، والطب النفسي والعقلي٤٥. منجزات الأطباء المسلمين : أضاف الأطباء المسلمون إلى ما ترجموه وورثوه عن اليونان وغيرهم فألفوا ، وابتكروا منجزات جديدة من أهمها:
|
#5
|
||||
|
||||
![]() علم الصيدلة
سماه العرب الصيدلة والصيدنة، والقائم به يُعرف بالصيدلي (أو الصيدناني) كما سمي بعلم المفردات أو العقاقير أو الأدوية٤٦. لم يكن عند اليونان الذين تأثر المسلمون بطبهم بصفة عامة أي التفريق بين الطب والصيدلة كعلم ومهنة، فأول من قام بهذا التفريق هم المسلمون؛ حيث جعلوا الصيدلة علماً مستقلاً٤٧. وقد اعتبر المسلمون المؤسسون الحقيقيون لهذا العلم، حيث إنهم ارتقوا به من تجارة العقاقير إلى علم أنشأوا له المدارس لتعليمه، والصيدليات لبيعه، كما وضعوا كتباً خاصة لتركيب الأدوية سموها (الأقراباذين) وكلمة أقرباذين كلمة يونانية الأصل، معناها (التركيب) أي تركيب الأدوية، وهي في عرفنا الحديث تقابل علم طبائع الأدوية وخصائصها المسمى بالفارماكولوجيا٤٨. وقد استنبط علماء المسلمين أنواعاً كثيرةً من العقاقير تدلنا على ذلك أسماؤها العربية، التي لا يزال بعضها مستعملاً لدى الغربيين، كما اكتشفوا أدوية جديدة منها: السنابكة، الكافور، الحنظل وجوز الهند٤٩. والسبب في تقدم الصيدلة عند المسلمين اتباعهم لتوجهات وإرشادات الآيات القرآنية والسنة النبوية الشريفة التي جاء فيها ذكر بعض الأدوية كقول عز وجل: ![]() ![]() ![]() ![]() |
#6
|
||||
|
||||
![]() علم الكيمياء
بعد أن عرفنا دور علماء المسلمين في علم الطب والصيدلة ننتقل بك الآن لتتعرف على دورهم في علم الكيمياء. اعتمد علماء المسلمين في معرفتهم لعلم الكيمياء على الكتب المترجمة من اليونانية، وعلى كتب علماء الإسكندرية بالذات، ولكنهم لم يقفوا عند حد نقل كتب القدماء، بل قاموا باكتشافات مهمة، فهم الذين أسسوا الكيمياء الحديثة بتجاربهم وملاحظاتهم الدقيقة ، ومستحضراتهم الهامة٥٢. ومن إضافاتهم الهامة في الكيمياء اكتشافهم القلويات، وروح النشادر، ونترات الفضة ونترات الصودا، وغير ذلك من أنواع المواد الكيمياوية مما تقوم عليه كثير من الصناعات الحديثة من صناعة الصابون، والورق والحرير٥٣. ومن أهم كتب الكيمياء التي ألفها علماء المسلمين : كتاب الأسرار ، وكتاب سر الأسرار، وكتاب الاستتمام.٥٤ |
#7
|
||||
|
||||
![]() العلوم الرياضية تشمل العلوم الرياضية علم الحساب والجبر والهندسة وعلم المثلثات٥٥. وقد وجه المسلمون جانباً كبيراً من اهتمامهم بالعلوم إلى الرياضيات، فذاعت دراستها لديهم ونبغوا فيها، وأضافوا إلى ما نقلوه عن اليونان والهنود الكثير مما لم يكن معروفاً من قبل٥٦. وإلى القرآن الكريم يعود نشاط المسلمين في هذا العلم، فقد أثار القرآن العقل الإنساني، وجعل معرفة هذا العلم وسائر العلوم فرضاً على الكفاية لارتباطها بحياة المسلمين الدينية والدنيوية، فقد كانوا في حاجة على الحساب والجبر لحساب المواريث والفرائض وغيرها، وإلى الهندسة لبناء المساجد وتحديد القبلة، وإلى المثلثات لبناء المآذن والمنائر والجسور وغير ذلك،٥٧ وفيما يلي بعض منجزاتهم في الرياضيات: أ. الحساب: لقد اقتبس المسلمون في بداية نهضتهم العلمية الأرقام الهندية كما أخذوا عنهم الصفر للدلالة على "لا شيء٥٨". ويرجع إلى علماء المسلمين إيجاد طريقة الإحصاء العشري، كما أنهم عرفوا الكسر العشري، وابتكروا الفاصلة للكسر العشري، وأحدثوا بذلك ثورة ضخمة في علم الحساب٥٩. وقد وضع العلماء المسلمون مؤلفات كثيرة في الحساب ، من أهمها كتاب "الفصول في الحساب الهندي"، و"مفتاح الحساب"، و "الرسالة المحيطة"، وقد قام الغرب بترجمة هذه الكتب. ب. علم الجبر: لم تتوقف إسهامات علماء المسلمين في مجال الرياضيات على الحساب، وإنما امتدت إسهاماتهم إلى بقية العلوم الرياضية، وفي مقدمتها علم "الجبر" الذي لا يزال محتفظاً باسمه العربي في مختلف لغات العالم٦٠. وقد أصبح علماً قائماً بذاته، وله قيمة كبرى معروفة في حل المسائل العويصة للرياضيات، وله أيضاً قيمة علمية في تسهيل كثير من شؤون الحياة٦١. ومن أهم إضافات المسلمين في علم الجبر استعمال الرموز التي تستخدم حتى اليوم، وهي (جـ) للجذر و (س) للمجهول و (م) للمربع المجهول، وثلاثة نقاط للتعبير عن النسبة. أما أشهر مؤلفات علم الجبر عند المسلمين فهو كتاب "الجبر والمقابلة" فكان منبعاً لعلماء المسلمين ، ولعلماء الغرب على حد سواء. ج. الهندسة : الهندسة فرع من فروع الرياضيات يؤدي إلى دراسة الأشكال من حيث الحجم والمسافة. وقد اهتم علماء المسلمين بهذا العلم؛ حيث قاموا بترجمة كتاب "الأصول" لاقليدس، وألفوا كتباً على مستواه أدخلوا فيها قضايا جديدة لم يعرفها القدماء، كما ابتكروا حلولاً لبعض المسائل الهندسية.٦٢ قسم المسلمون الهندسة إلى قسمين:
د. علم المثلثات:
لئن كان المسلمون مسبوقين في الهندسة، فإنهم من أوائل واضعي علم المثلثات، فإليهم يرجع الفضل في وضعه بشكل علمي منظم مستقل عن علم الفلك؛ وعلم المثلثات ببحث في الزوايا وعلاقتها بالأبعاد٦٣. وقد فاق علماء المسلمين في علم المثلثات غيرهم من العلماء؛ فهم أول من فَصَلُوا علم المثلثات عن علم الفلك، كما كانوا أول من استخدم الظلال، ظلال التمام والقواطع والجيوب، وجيوب التمام في قياس الزوايا والمثلثات٦٤. |
![]() |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|