|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#15
|
||||
|
||||
![]()
أرجو أن تقرأوا الرد جيدا وتفكروا به بكل عقل ومنطق
أولا من نحن حتى نملك القدرة ليفتي بما هو حلال و ما هو حرام ، إن المرجع الصادق بالنسبة للمسلم في كل الأحوال هو كتاب الله و سنة رسوله ، و ما عدا ذلك يظل من الأشياء التي تحتمل الصدق و الخطأ ، و لقد بين الله ماهية الإيمان ، و ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الحياء شعبة من الإيمان ، و لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها و لقد ذكر أن الله أيضاً حيي فاقرأ إن شئت : وقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله -عز وجل- حَيِي ستِّير، يحب الحياء والستر) [أبوداود والنسائي وأحمد]. فلم يرد لنا على لسانه صلى الله عليه وسلم كلمة واحدة تخدش الحياء ، ولم يرد حديث واحد يفصل العلاقات بين الرجل و المرأة تفصيلاً لا بالكثير و لا بالقليل مما يطالب به هؤلاء الكتاب المنحرفون و لا أجد تسمية أنسب من هذه لهم . تعال لنقرأ قول الله تعالى في سورة يوسف ، (وراودته التي هو في بيتها عن نفسه ، وغلقت الأبواب و قال هيت لكَ قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون (23)و لقد همت به وهم بها لولا أن رءا برهن ربه ، كذلك لنصرف عنه السوء و الفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ) فهل ورد بالسورة ما يخدش الحياء ؟ أو جاء بها كلمات مما يتشدق به أدعياء الأدب في وقتنا الحالي لو كان الأمر يحتمل التفصيل لوجدنا له تفصيلاً في كتاب الله عز وجل ،إن مجرد الزج بهذه الحادثة في كتابٍ كهذا يدعو إلى إفشاء الرذيلة و الفاحشة لهو بحد ذاته جريمة لا تغتفر للكاتب ،فهذه الحادثة جاءت بالقرآن كموعظة لم يكن غايتها عرض موقف لاشباع غرائز النهمين و لكن الغرض أسمى من ذلك فهو بيان الحق و قدرة الله عز وجل و الإعجاز في إظهار براءة سيدنا يوسف من اقتراف الفاحشة ، فجاءت المعاني في دائرة ضيقة و باسلوب غاية في الرقي و الأدب و انظر إلى قول الله عز وجل مخاطباً سيدنا يوسف ( يوسف أعرض عن هذا) أي اضرب عن هذا صفحاً أي لا تذكره لأحد ، إنها المبالغة في كتمان الأمر لأنها أمور حساسة جداً و الخوض فيها يشيع الفاحشة و الإسلام يحرم الأمور بمقدار المفسدة الحاصلة منها و أظنك تعلم أن الفساد و المضرة الحاصلة من جراء تناول هكذا أمور هي أكثر بكثير من الفوائد إن وجدت ، و لا أظن أن هناك فوائد من الجهر و تفصيل هكذا أمور اقرأ هذا الحديث معي أيضاً : وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، عوراتنا ما نأتي وما نذر؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (احفظ عورتك إلا من زوجك أو ما ملكت يمينك). فقال السائل: يا نبي الله، إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن استطعتَ أن لا يراها أحد، فلا يرينَّها). قال السائل: إذا كان أحدنا خاليًا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فالله أحق أن يستحيا منه من الناس) [أبوداود والترمذي وابن ماجه]. فهل تجد هنا أي اشارة تبيح لكَ أو لغيرك أن يتحدث و يفصل و يكتب كما يحلو له ، أو أنه لم يكفكم ما يعرض على شاشات التلفاز مما تشمئز له النفس السوية فصرتم تطالبون أيضاً بعرضه في الكتب و جعله مادة تدرس في المدارس و الجامعات و الأكاديميات و كأنه لم يعد ينقصنا من العلوم إلا هذه فوصلنا كغيرنا للقمر و حاربنا النجوم ، فلم يتبق إلا هذه النقطة لنكتمل بها و لا أظن إلا أنه لا يكتمل بالنقائص إلا كل ذي عقلٍ ناقص، و لتنظر فقط للاسم الذي ألحق بنتاج الفكر الإنساني ( أدب) و هو من التأديب و أولى بالإنسان أن يمرن أخلاقه على الفضيلة و الحياء و لو كان ما يدعو إليه الكاتب حلالاً بأي وجه من الوجوه أراد فما معنى قوله صلى الله عليه و سلم : (إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يُفْضِي إلى امرأته، وتُفْضِي إليه ثم يَنْشُرُ سرها) [مسلم وأبوداود]. وسماهم الرسول صلى الله عليه و سلم / المجاهرين / فقال صلى الله عليه وسلم : (كل أمتي معافًى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة، أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره ربه، فيقول: يا فلان، قد عملتُ البارحة كذا وكذا. وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه) [البخاري]. هذا و قد تحدث للبعض بما يدور بينهما فكيف بمن يتحدث بمجال أوسع و بتفصيل أكبر و لجمهور أكثر ، فكيف نجيز الآن الحديث و بأي ذريعة ؟ إن الأعذار الواهية التي يقول بها هؤلاء لهي عذرٌ أقبح من ذنب ، أما أن العلماء قد تحدثوا في العصور السالفة ، فيبقى العلماء بشر غير منزهين عن الخطأ و لا تنسى أن زمانهم غير زماننا ، فهذا زمن انتشر به في جميع وسائل الإعلام كل ما يحط من قيمة الإنسان ويساعد على امتهان كرامته و إنسانيته و لم يبق غير الأدب و الذي يصارع الكثيرون لتلويثه أيضاً و تدنيسه و لم يتبق لنا غير أن ندعو الله أن يرحمنا مما هو آت .
__________________
![]() |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|