اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > الأدب العربي

الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-04-2012, 01:02 AM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,603
معدل تقييم المستوى: 24
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

((3))
:: الرحله ::

ينزل الشباب من الحافله لمشاهده معالم سيناء وينتشروا فى
أرجاء المكان مستمتعين بالرحله

فوزى ينادى بأعلى صوته : محمد ....محماااااااااااد
يا رجب ..مشفتش محمد ....ايه محدش شاف محمد ؟
يظل يبحث حتى وصل الى محمد الواقف فى الشمس شارد
تماما واحدى ساقيه تستند على صخره والأخرى تغوص فى
رمال سيناء

فوزى : ايه يابنى انت دايما كده مدوخنى وراك .افتكرتك تهت
محمد : هه...بتقول حاجه
فوزى : لااااااااا دانت مش هنا خالص ...سرحان فى ايه ؟؟
محمد دون أن يحول عينيه عن السور السلكى الذى يبعد عنه
مئآت الأمتار : فى اللى ورا السور

ياعم احنا مالنا ومالهم, ماتخلينا فى اللى قدام السور أحسن
دا الستات هنا ايه ..قشطه
بالحق, البت داليا سألتنى عنك امبارح, انت كنت فين ؟
محمد : كنت باخد درس خصوصى
فوزى : درس خصوصى ؟فين ؟
محمد : فى السفاره
فوزى : سفارة ايه ؟
محمد : لا دى حاجات كبيره عليك, مش للى فى سنك
فوزى : والبت داليا ؟ دى سألتنى عليك كذا مره
محمد : يا عم أنا فاضيلها ؟ أنا ورايا مذاكره
داحنا فى سنه رابعه

فوزى : طول عمرك فى حكاية البنات دى بالذات قفل
مصوجر ...

والله مانت فالح
يالله .. يالله لاحسن الأتوبيس هايمشى
يسير محمد مع صديقه بضعة خطوات, ثم يلتفت ليلقى نظره
أخيره على السور, وتتوهج عينيه الخضراوين ببريق
عجيب...وكأنما اشتعل فيهما اللهب

فوزى يشده : يالله يابنى المشرف بينادى



((4))
::.الأم.::

قضى محمد أجازة نصف العام فى بيت جده ولم يخرج للتنزه
فى أى مكان على غير عادته حتى شارفت الأجازه على
الإنتهاء

الأم : مالك يا ضنايا ؟
انت متغير بقالك مده وانى مش عاوزه أكلمك
محمد : عشان قاعد فى البيت يعنى, أبدا يامه دانى بس
نفسى أقعد معاكى انتى وجدى, أصلكوا بتوحشونى قوى وانى
لوحدى هناك فى مصر

الأم بحنان : يا ضنايا يابنى..تحب اجى اقعد معاك فى مصر؟
محمد : ماينفعش يامه انى قاعد مع اصحابى, وبعدين هانت,
كلها كام شهر وتلاقينى عندك هنا على طول

حضرتيلى الشنطه يامه ؟
الأم : طبعا يا عين أمك, وفيها شرز تقيل زى ما طلبت
ولاونى مش عارفه لازمته ايه ؟ دا الشتا قرب يخلص
محمد : لا ماهى الدنيا ساعات بتبرد بالليل فى مصر
وقف محمد على باب البيت مودعا أمه مقبلا يديها
محمد :ادعيلى يامه ...ادعيلى جامد قوى
الأم تقول والدموع تحاول أن تهرب من عينيها :
قلبى بيدعيلك فى كل صلاه يا قلب أمك
محمد : لو غبت عليكى ماتقلقيش عليا.أصلى ناوى أجيبلك
هديه حلوه قوى معايا وانى راجع.أحلى هديه فى الدنيا

الأم وقد غلبتها دموعها : أنى هديتى انك تاخد بالك من
صحتك ومذاكرتك وترجعلى بسرعه

محمد : ماتقلقيش عليا يامه, هارجعلك ان شاء الله
هارجعلك بسرعه
ودعته الأم وهى تحاول التغلب على ذلك الشعور الغريب
بالإنقباض فى صدرها وحاولت أن تطمئن نفسها
سافر محمد الى القاهره .........
بعد عدة أيام رن جرس التليفون فى منزل الحاج طه حسن
الشرقاوى

ردت الأم على التليفون, وكان المتحدث فوزى
أيوه يا خالتى أم محمد ...محمد عندك ؟ عاوز أكلمه
الأم بلوعه : ايه! دا سافر مصر من كام يوم هو موصلش
عندك

فوزى مذعورا : لا ماوصلش, راح فين المجنون ده ؟
دى الجامعه كلها مقلوبه عليه, بكره بطولة الكنغ فو
والمدرب هايتجنن

الأم تبعد التليفون بحده شديده وتنظر الى احدى الصور
المعلقه على الجدار, تنظر اليها نظره غريبه وكأنما تطلب
منها المساعدة..!

___________________
تابعونــا...
__________________

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-04-2012, 05:05 PM
الصورة الرمزية مسلمة متفائلة
مسلمة متفائلة مسلمة متفائلة غير متواجد حالياً
طالبة بالأزهر الشريف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,603
معدل تقييم المستوى: 24
مسلمة متفائلة is on a distinguished road
افتراضي

(5)
:: التيه ::

أعاد محمد النظر فى الخريطه للمره العشرين ثم نظر الى
البوصله ....كان يحاول تحديد موقعه بدقه

لقد عبر السور خلسه فى الليل أى من عدة ساعات مرت اذا
لابد أن يكون فى رفح

لكن ............................
انتابه شعور قوى أن هناك شئ خطأ
ظل يرتب أوراقه وخرائطه وأعياه البحث عن أى علامات فى
الطريق

كان شعوره أن هناك شئ خطأ يزداد ويزداد
حتى تأكد حدسه بما لا يدع مجالا للشك
تأكد مع صوت سياره قادم يشق الصحراء
اختبأ بسرعه حتى يتبين ما هو الشئ القادم
أطل بعينيه من مخبأه ليتأكد ظنه عندما رأى السياره تحمل
جنود يضعون شارات تحمل شكل مميز لنجمه زرقاء
اعتقد محمد زمنا طويلا أن الخوف هو ذلك الشعور الذى
ينتابه كلما غضب منه جده

لكنه أدرك أخيرا ومن خلال تجربه حقيقيه أن هناك فرق كبير
بين الخوف والهيبه

وكانت هذه هى أول تجربه له مع الخوف
تسارعت دقات قلبه, وارتجفت أوصاله
وجرى عرقه كالأنهار ......
وبدأ يسأل نفسه
يا وقعتك السوده يا محمد
ياترى لو العربيه وقفت هنا هايحصل ايه
ياترى لوحد منهم لمحك هايعملوا فيك ايه

بدأ يقوى من عزيمته
جرى ايه يله, ما تسترجل ....هى موته ولاأكتر
هاتعيط من أولها؟

لكن ما كان يخاف منه لم يحدث ابدا ...وسارت السياره فى
طريقها حتى توارت عن الأنظار

التقط محمد أنفاسه ........وبدأ يدرس أبعاد الموقف
لقد أخطأ فقط فى بضعة كيلوا مترات
بضعة كيلوا مترات ألقته بعيدا عن هدفه ... فى قلب الصحراء
فى مكان مجهول , لايدرى من أين يأتى الخطر
أخذ يردد آيات وأدعية الكرب كما علمته أمه
أمسك بالخريطه للمره ال............لم يعد يستطيع العد
قال بغيظ : حتى الخرايط مغشوشه ؟ مزق الخريطه بمنتهى
الغيظ

وبعدين يا محمد ؟هاتعمل ايه دلوقتى ؟
........ظل يفكر حتى غابت الشمس وأظلمت الدنيا
تدثر بالبلوفر الصوف الذى وضعته أمه مع الملابس
لكن هيهات أن يدفع عنه البرد ..كان البرد قارس
ولم يكن باستطاعته أن يشعل نار ...فهو لا يعرف أين هو
بالتحديد ولا من الذى يمكن أن يرى ضوء النار

قضى الليل مستيقظا من شدة البرد والخوف
أشرقت الشمس أخيرا......وبعد أن صلى الفجر
استسلم لقدر الله
بدأ ينظم أفكاره..أخرج كل أغراضه من الحقيبه وبدأ يفتشها
بمنتهى الدقه والتأنى وكلما وجد علامه أو ورقه أو كلمه تدل
على هويته مزقها ودفنها فى الصحراء بعنايه

بعدها خلع ملابسه قطعة قطعه وفتشها مثل الأغراض
مر وقت طويل قبل أن ينتهى من مهمته
توكل على الله...............
وبدأ يسير فى الصحراء على غير هدى...يحاول أن يجد أى
علامه

بدأ الطعام ينفذ والماء يقل
ولا يلوح له أى أمل فى الأفق
مر يوم ..........والثانى ..............والثالث........
وكلما نفذ منه شئ يدفنه فى الرمال حتى لايجده أحد
انتهى الطعام والماء تماما......................
لكنه لم يجد بدا من السير والا.فسوف يموت فى الصحراء
تخفف من حمله ودفن حقيبته وأغراضه, ثم الساعه, ثم
النظاره الشمسيه..........

لم يبق معه شئ
بدأ يجف جسده ...خلع قميصه ووضعه على رأسه ليحميه
من الشمس

بدأ جسمه ينهار من التعب والإعياء والعطش والجوع ...
.سقط القميص وهو يجر نفسه جرا
سقط على الأرض, ولاح له شبح الهلاك ......
انهارت مقاومته تماما
خيل اليه انه يسمع صوت سياره قادم من بعييييييييد
ضاع من عينيه ضوء النهار....وسقط فى قاع بئر مظلم

___________________
تابعونا ...
__________________

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:42 AM.