#1
|
|||
|
|||
![]()
لقد منحت الحضارة الإسلامية أفضل الطرق والوسائل وأعدلها لكيفية اختيار الخلفاء والأمراء، وهذه السبل هي مما تفرَّدت به الحضارة الإسلامية عما سواها من الحضارات السابقة واللاحقة عليها، فأُولَى الآليات المبتكرة التي جاءت بها حضارتنا الإسلامية الخالدة، في مجال اختيار الخلفاء أو أصحاب المناصب العليا في الدولة الإسلامية، نجد الشورى، وليس هناك أدنى ريبة في أن الشورى مبدأ إسلامي خالص، ولأهمية قضية الشورى في الحضارة الإسلامية والإنسانية، فقد أفردنا لها مبحثًا مستقلاًّ.
ولكننا في حديثنا هنا نتحدَّث عن الأشكال المختلفة التي ابتكرها المسلمون لاختيار خليفتهم، ولا شكَّ في أننا نجد أن الخلفاء الراشدين، قد جاءوا إلى الخلافة عبر أربع طرق مختلفة، ولكنها مع اختلافها وتباينها، قد مَثَّلت لجمهور المسلمين أربع نظريات أو أمثلة شرعية يمكن من خلالها اختيار خليفة المسلمين أو إمامهم، وهذا التنوُّع في حقيقته هو مما قدمته الحضارة الإسلامية للإنسانية كلها في مجال اختيار الحاكم أو الزعيم. طرق اختيار الخليفة الطريقة الأولى: ومن أُولَى هذه الطرق أو الأمثلة الرائدة، نجد طريقة اختيار خليفة لرسول الله ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() الطريقة الثانية: وثاني هذه الطرق أو الأمثلة التي قَدَّمها المسلمون في المنظومة السياسية الحضارية ما قام به أبو بكر الصديق ![]() ![]() ![]() ولم يكن فِعْل أبي بكر ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() الطريقة الثالثة: وثالث هذه الطرق التي قَدَّمَتْها الحضارة الإسلامية في منظومة السياسة العالمية، ما رأيناه من ترشيح ممنهج من الخليفة عمر بن الخطاب ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ومن دون شكٍّ أن هذه الطرق التي اقترحها عمر ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() الطريقة الرابعة: والطريقة الرابعة التي تم اختيار الخليفة الراشد علي بن أبي طالب ![]() ![]() ![]() ![]() هذه الطرق المتنوِّعة هي مما قَدَّمته الحضارة الإسلامية كحلول ناجعة وشرعية لكيفية اختيار الحكام والرؤساء، وقد جمعت هذه الطرق بين أوقات مختلفة، وأحداث متنوِّعة؛ حيث جمعت بين السلم والهدوء، وبين الحرب والفتن، ولكن الجامع لهذه الآليات كان مبدأ الشورى والبيعة، وهذان الأمران سنُفْرِد لهما فصلين مستقلين، وكذلك الخلافة بالعهد والوراثة. والحق أن هذه الطرق الأربع في اختيار الحاكم -وغيرها من الطرق التي استحدثها المسلمون بعد عصر الخلفاء الراشدين- هو مما يُؤَكِّد على مرونة الشريعة الإسلامية، ومن ثَمَّ قدرة الحضارة الإسلامية على مواكبة المستجدات، وهذه المرونة هي مما تَفَرَّدَتْ به الحضارة الإسلامية على سواها من الحضارات الأخرى. د. راغب السرجاني
__________________
![]() |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|