|
||||||
| الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
||||
|
||||
|
– رأيهُ في أخلاق سادتنا الكبراء !
طنطا في 29 يناير سنة 1916 أيّها الأخُ السلامُ عليكم ، وبعدُ ، فقد أخذتُ كتابكم وأنا على سفرٍ إلى مصر فلم أستطع الرد يومئذٍ ، وإنّي أشكرُ لكم عنايتكم فقد وفيتم بما فوق الأمل ِ – باركَ الله فيكم وفي إخلاصكم - . أمّا ما وصفتم من أمرِ صاحبكم – الرجل الكبير – الذي أمّلتَ أن تكبرَ به ! ، فكأنّكَ لمّا تعرف هؤلاءِ الكبراء ، ولم تقرأ قولهُ تعالى : (( ربنا إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا )) ، فلعنة ُ الله على كل 999 من الألف من هذه الفئةِ .... ! . إن الناس على خوفٍ وتوثّبٍ وكلّهم يفزعُ بنفسهِ ويفزعُ من نفسهِ ولعل اللهَ يُحدثُ بعد ذلكَ أمراً . حدّثني عنكم صاحبُ البيان ِ بما سرّني من أخلاقكم وشمائلكم وذلكَ ما كنتُ أتوسّمهُ ، فليتَ اللهيجعلكَ من كبار ِ الأغنياءِ أو يجعلَ في كبار ِ الأغنياءِ مثلكَ ، حتى لا نضيعَ ولا يضيعَ الأدبُ ، وآه من " ليتَ " هذه إنّها من أكبر علل الدنيا ! . أختمُ بإهدائكم طيّبَ التحيّاتِ وبالدعاءِ لكم ، واللهُ المستعانُ . والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته . الداعي مصطفى صادق الرافعي 9 – رأيه في مؤلفاته وطبعها طنطا في 30 يناير سنة 1916 أيُّها الأخُ الفاضلُ : السلامُ عليكم ، وبعدُ ، فقد كتبتُ إليكم أمس بعد حضوري من مصر ، لأنّي لبثتُ هناكَ أيّاماً لتنسّم الرَّوحِ الأدبي الذي اختصّت به تلك العاصمةُ الجميلةُ ..... ، أمّا ما أشرت إليهِ من طبع ِ كل ما أكتبهُ فليس ذلك من همّي ولا أنا ميّالٌ إليهِ ولا مبالٍ به ، وقد كان بعضُ أبناءِ عمومتي يستميلني كتباً ورسائلَ في معانٍ مختلفةً ، حتى اجتمعَ لهُ بعد ذلك جملةٌ صالحةٌ ، فأرادَ طبعها ولكنّي نهيتُهُ وأعلمتهُ أنّي أبرأ منها إذا هو نشرها . وهنا أشياءُ أخرى لا أريدُ أن أبوحَ بها ، ولكنها في الجملةِ أشياءُ أساعدُ بها رِفداً ، فينتحلها أهلها وينشرونها بأسمائهم وأنا بذلك راضٍ ومسرورٌ . وليتَ الزمانَ يهيءُ لي أسبابَ التفرّغِ للكتابةِ والشعرِ ، ويغنيني عن التكسّبِ من الوظيفةِ التي أنا فيها – وهي في المحكمةِ الأهليةِ هنا – ولكن ماذا أصنعُ والأمّةُ خاملةٌ كما ترونَ ، فلا تكادُ تقومُ بعيشِ أديبٍ واحدٍ ليخدمها مدّة عمرهِ ، دعنا من هذا الهمِّ فكم شيءٌ في مصر ضياعٌ والحمدُ للهِ ولا كفرانَ للهِ . وذكرت قطعة البخيلِ التي نُشرت في " البيانِ " فهذه القطعة صدرُ روايةٍ طويلةٍ ممّا يُنشرُ في " المساكينِ " ، وكذلك قصيدةُ ( على الكواكبِ الهاويةِ ) وهي أيضاً فصلٌ في المساكينِ ، وقد كنتُ نظمتها لحفلةِ الأوبرا ، ومن أجلِ ذلكَ لم أشرْ فيها إلى طلبةِ الأزهرِ ، بل جعلتها عامّةً كما رأيتمْ . كنتُ أحبُّ أن أطيلَ كتابي ولكن بي مرضاً من البردِ تتألمُ لهُ الصحيفةُ والقلمُ ، فأعتذرُ إليكم . والسلامُ عليكم . الداعي مصطفى صادق الرافعي 10 – يريدُ العملَ ولكنّهُ يجدُ العوائقَ طنطا في 23 مارس سنة 1916 أيّها الأخُ : السلامُ عليكم ورحمةُ الله ، وبعدُ ، فلقد تلقّيتُ كتابكم ويسرّني أن تكونَ لكم هذه الغيرةُ على الأدبِ وأهلهِ فإن ذلكَ ممّا يدلّ على أن لكم نفساً عظيمةً تبرزُ بمواهبها شيئاً فشيئاً ، حقّقَ اللهُ الأملَ فيكم ، وكان لكم بعونهِ وتوفيقهِ . وفي كتابكم فصولٌ : فأمّا الكلامُ عن الكتّابِ والشعراءِ فلهُ وقتٌ يأتي – إن شاءَ اللهُ – بعد أن يفرغَ الذرعُ لما هو أهمّ وأولى بالتقديم ِ . وإنّي أستشفُ من كتابكَ أنّكَ لا ترى صورتي من نفسكَ إلا في تقويمٍ فلكيّ ، فمتى ذكرتني قلتَ هو الآن يوشكُ أن يلقي قلمهُ من آخرِ صفحةٍ في كتابِ الشعراءِ ، وفي شهرِ كذا يكونُ قد أنجزَ ... وفي كذا يكونُ قد أنهى وهلمّ من هذا التنجيم ِ ، فأنا أريدُ أن أعملَ كثيراً ، ولكنّي أضجرُ وأمرضُ وأجدُ من العوائقِ أكثرَ ممّا أجدُ من الإرادةِ ، وفي الثلاثةِ الأشهرِ الأخيرةِ مرضتُ نحو ثلثيها ، فتركتُ المساكينَ وغيرَ المساكينِ واهتممتُ لنفسي . ثمّ إنّ هذا الكتابَ " المساكين " سيتأخرُ أكثرَ ممّا قدّرتُ لهُ ، ولا حيلةَ لي في ذلكَ ما دامت الدنيا كلّها تدورُ كالإعصارِ ، وممّا يسرّكم أن مشيل بك لطف الله اشتركَ منه في مئةِ نسخةٍ مرةً واحدةً ، ودفعَ ثمنها مع أنّي لم أطلبْ إليهِ ، ولكنّ بعضَ الأصدقاءِ عرضَ لهُ بذلكَ . فالكتابُ يتأخّرُ لا من ضعفٍ ولا من تقصيرٍ ولا من قلةٍ ، ولكن لأنّ الأعمالَ لا بدّ أن تتأخرَ في مطابعنا ، أو لأنّ كتابَ المساكينِ لا بدَّ أن يكونَ مسكيناً مثلهم ... فصبراً ... ، وأمّا الشيخُ علي فهو رجلٌ حقيقيٌّ كما وصف " البيانُ " ، ولو رأيتهُ لاستولى على نفسكَ ولأعجبكَ من جنونهِ العقلُ كلّهُ ... . وأمّا " ذكرى أبي العلاءِ " فلم أقرأهُ إلى الآن ، ولا أنا أميلُ إلى قراءتهِ ولكنّي اطّلعتُ على فصلينِ قصيرينِ ، أحدهما عن بغداد في " المقطمِ " ، والثاني عن نشأةِ المعرّي في مجلةِ " فتاةِ الشرقِ " . فإن كان كل ما في الكتابِ على هذا النمطِ فليسَ في الكتابِ إلا ... فإنّ فصلَ بغداد منقولٌ ببعضِ التصرّفِ عن " معجمِ ياقوت " ، ومع ذلكَ ففيهِ خطأ كبيرٌ ، لأنّ ياقوت وصفَ أموراً تتعلقُ ببغداد في مواد مختلفةٍ من معجمهِ ، وقصرَ طه في الاطلاعِ عليهِ ، ومن هنا تطرّقَ إليهِ الخطأ . والفصلُ الآخرُ حشفٌ وسوءُ كيلةٍ – كما يُقالُ – لأن آراءِ المؤلفِ ضعيفةٌ واهيةٌ ، ويخيّلُ إليّ أنَ أكبرَ غرضهِ في هذا التأليفِ أن يجيءَ بكلامٍ كثيرٍ يخرجُ في مجلدٍ ضخمٍ ، فهو يزن الكلامَ بالرّطلِ ... ومع ذلكَ فربّما كان الكتابُ مفيداً وربّما كان جيّداً ، ولكنّ الفصلينِ اللذينِ وقفتُ عليهما لا شيءَ ولا شيءَ . ولا يمكنكم أن تظفروا بكتابِ " الفلسفةِ النظريةِ " إلا من بيروت ... وهذا الكتابُ عميقٌ يحتاجُ إلى كدِّ الفكرِ ، على أنّهُ لم يطبعْ كلهُ لأنّهُ 12 جزءاً ، طُبعَ منه سبعةُ أجزاءٍ على ما أتذكرُ . أختمُ بطيبِ التحيّاتِ- إنّي كسولٌ في هذه الأيامِ وأراني في حاجةٍ إلى الكسلِ أيضاً - . والسلامُ عليكم ورحمة الله . من الداعي مصطفى صادق الرافعي
__________________
|
![]() |
| العلامات المرجعية |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|