مطالب بعزل تهاني الجبالي

[أ/محمد ابراهيم]

تهاني الجبالي بين القضاء والفضاء! - د. حمزة زوبع

للقضاة مكانة عظيمة في قلوب الناس وإن اهتزت لبعض الوقت لكنهم احد أهم ركائز الدولة الحديثة، وبدون قضاء مستقل فلا معنى للحياة ناهيك عن الدولة .

بعض القضاة استهوتهم القنوات الفضائية فاستبدلوا بمنصة القضاء الشامخة ذات المنزلة الرفيعة منصة الفضاء ( بالفاء ) ذات الانتشار الواسع والصيت وربما الغنى أيضا.

ليس عيبا أو معيبا أن تكون للقضاة إطلالة اعلامية يتحدثون فيها للرأي العام عن شئون وهموم العدل في بلادنا، ويبصرونهم بما يتعين عليهم عمله في المواقف المختلفة ولكن أن يصبح القاضي حكمًا بالنهار وهو فوق منصة القضاء، وخصما بالليل فوق منصة ( الفضاء )، فهذه ازدواجية تثير البلبلة وتبعث على القلق على مصير العدل المنشود .

فكيف آمن على نفسي إن ظهرت في برنامج تلفزيوني مع المستشارة تهاني الجبالي وأنا معارض لما تقوله؟ كيف أعارضها بالليل وأقف أمامها بالنهار أو يكون عندها ملف قضية تخصني على سبيل المثال.
والعكس صحيح كيف ستنظر المستشارة تهاني الجبالي وهي كثيرة الظهور الاعلامي في قضية لمذيع أو مقدم برامج يستضيفها بكثرة ويشجعها على الحديث في أسرار العمل القضائي ويحثها على البوح بما دار في يوم قسم الرئيس في المحكمة الدستورية، وهي تقول وبكل قوة وصرامة لقد قلنا له "إن القسم سيذاع على الهواء مباشرة وأصرينا على ذلك". قالت ذلك وهي في حالة من النشوة بأنها انتصرت على الرغم من أن أمرًا مثل ذلك يعد سرًا لا ينبغي تمريره وبهذه السهولة لأنه يعني أنها وببساطة " كسرت إرادة الرئيس " وبالتالي على الجميع أن يصفق للمرأة التي فعلت ذلك!
تهاني الجبالي وقفت ضد الرئيس مرسي في الانتخابات وكانت صريحة وواضحة، ولا أدري كيف ستنظر قضايا محولة إليها للنظر فيها بصفتها نائبة رئيس مجلس الدولة وعضو المحكمة الدستورية العليا؟! كيف ستقضي في الخصومات الموضوعة بين يديها وهي تقف على الطرف الآخر وتعارض وبشدة هذا الطرف؟.
على تهاني الجبالي إما أن تتفرغ للعمل القضائي المهني مثلها مثل الآلاف من القضاة والمستشارين المحترمين أو تقدم استقالتها من العمل القضائي وتلتحق بالعمل الإعلامي مادامت ترى نفسها وجها إعلاميا، أو يمكنها الالتحاق بالمعارضة السياسية وأمامها مستقبل سياسي لا بأس به، أما منصة القضاء فلتذهب للقضاة المتفرغين.
http://www.klmty.net/2012/07/blog-post_4340.html