المقامة الرمضانية
بقلم/ اللبق معلمٌ مصري
حدثنا ابن العميد حديثَا تطرب له الآذان ’ ويشتاق إليه الفؤاد’ ويزرع في القلب حب الرحمن؛ لأنه يدغدغ المشاعر والوجدان .ذلك والناس مجتمعون’ متلهفون’ للمذياع منصتون ؛ فالليلة سيعلن البيان بعد استطلاع الهلال وقد ساد الهدوء المكان ’ وتقدم ابن العميد يخاطب أفئدة العاشقين يذكي فيهم جذوة الحنين فاستهل الكلام بتوحيد الواحد الأحد الدِيان ثم الصلاة والسلام على المبعوث رحمة للأنام ثم قال:" ولما أهل علينا شهر رمضان شهر الخير والإحسان وظهرت في الآفاق أنواره ’ وامتلاء الكون بأسراره ’أسرعنا الخطى نحو البيت الحرام ’فجلسنا نذكر الرحمن ’ ونتدارس القرآن ’ ونتدبر ما جرى في سالف العصر والأوان’ وما آل إليه الحال وصار عليه المآل .واجتمعنا أمة القرآن في المسجد الحرام شيبة وفتيان’ وهناك النساء والأطفال’ واكتسينا بحلة رمضان؛ بالنهار صائمون’ وبالليل قائمون’ وبالأسحار مستغفرون ’ولربنا ساجدون تائبون عابدون’ نرجو رحمته ونخشى عذابه’وفدنا من كل فج عميق لنعتكف في البيت العتيق ’نرتع في رياض الجنان’ متوكلين على رب الأرباب ومسبب الأسباب خالق الليل والنهار ’ نصغي لدروس الإيمان . واحتشد المعتمرون والطائفون ’ وخشع المصلون ’ وتباكى المقرون وتجلى هنالك المطوعون بالمعروف آمرين وعن المنكر ناهين’ عاليهم ثياب بيضاء ’غر محجلين ؛ في وجوهم نورٌ وضياء من آثار الوضوء وبركات الإيمان.وحول البيت هنا وهناك جلس المفسرون لكتاب الله يستوضحون ’ ويمنة ويسرة تجد المحدثون لنصوص السنة شارحين ’ والفقهاء لأسئلة العامة مجيبين ’ وازدان كل رواق بإمام راق ذو حديث براق، وسعة علم وأفاق. وطلاب العلم من حوله منكبون ’ ولشيخهم منصتون . وعندما غابت الشمس ثم رٌفع الآذان ابتهجنا ؛ فتلك أولى الفرحتان . كان المحسنون اعدوا موائد الطعام لضيوف الرحمن يقدمون كل ما لذ وطاب من صنوف الإيدام ’ ناهيك عن التمر والعصير والحليب والزبيب ’ يطعمون المعتمرين والزائرين غنياَ كان أو فقير يخافون يوماَ شره مستطير’ على الكافرين غير يسير فطعمنا ومن زمزم ارتوينا’ ولأهالينا دعونا ’ ولربنا ركعنا وسجدنا."
----------------------------------------
اسأل الله العلي العظيم أن يهب كل مسلم ومسلمة الحج والعمرة
أخوكم
اللبق
|