اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-11-2012, 03:18 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الإسلام والتوافق بين المادية والروحانية
د عبد الله علوان

صوت الفضيلة :
من خصائص التشريع الإسلامي أنه يلائم بين المادة والروح ، يوفق بين الدنيا والآخرة ويربط بين العبادة والحياة ..
بل ينظر إلى الحياةعلى أنها وحدة متكاملة توظف الإنسان على أن يؤدي حق ربه ، وحق نفسه ، وحق غيره بكلدقة وأمانة وتساوٍ وتنسيق ؛ وبهذا يتسنى للإنسان أن يمارس الحياة الاجتماعيةالعملية بكل طاقاته وأشواقه على أسس من مباىء الإسلام توافق الفطرة ، وتتلاءم معواقعية الحياة .
فالإسلام بتشريعه المتكامل لا يقر الحرمان ، ولا الترهبن ، ولاالعزلة الاجتماعية ، وفي الوقت نفسه لا يقر الإنسان في أن ينهمك بكليته في الحياةالمادية ، وينسى ربه والدار الآخرة ؛ بل يهيب به أن يتوازن مع هذا وذاك ، وأن يعطيحق الله ، وحق نفسه ، وحق الناس .. دون أن يغلب حقاً على حق ، ودون أن يتساهل فيواجب على حساب واجب آخر .
والقرآن الكريم قد قرر هذا التوازن بين المادة والروح، وبين العبادة والحياة في كثير من آياته التي تلامس المشاعر والوجدان قبل أن تخاطبعقل الإنسان .
ففي تذكيره بأداء حق الله في العبادة في غمرة الانهماك في الأعمال الدنيوية ، والمزاولات التجارية يقول في سورة النور :
{رجال لا تلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوبوالأبصار} .
وفي تذكيره بأداء حق النفس والعيال في التكسب ، وابتغاء الرزق فيغمرة المناجاة الربانية ، والنفحات المسجدية ، يقول في سورة الجمعة :
{فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ..} .
ومن الأصول التي وضعهاالقرآن الكريم في هذا التوافق :
ابتغاء الدار الآخرة مع الأخذ بحظوظ الدنيا : قال تعالى في سورة القصص :
{وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا..} .
الاستنكار على من يحرم على نفسه الزينة المباحة ، والطيبات منالرزق : قال تعالى في سورة الأعراف :
{قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده ،والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة..} .
وما ذاك إلا ليوازن الإنسان بين الدين والدنيا ، والعبادة والحياة .
ولوتأملنا مواقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحقيق التوافق ، ومعالجة ظاهرةالعزلة والانطوائية والتخلي عن الدنيا ؛ لازددنا يقيناً أن هذه المواقف ، وهذهالمعالجة قائمة على إدراك فطرة الإنسان ، ورامية إلى تلبية أشواقه وميوله ، حتى لايتجاوز أي فرد من أفراد المجتمع حدود فطرته ، ولا يسلك سبيلاً منحرفاً يصطدم معأشواقه ؛ بل يسير على مقتضى المنهج القويم السوي الذي رسمه الإسلام سيراً طبيعياًمتوازناً معتدلاً سوياً بلا عوج ولا شذوذ ولا التواء .
وإليكم بعض هذه المواقف :
روى الشيخان عن أنس رضي الله عنه : (جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أخبروا كأنهمتقالوا (أي وجدوها قليلة ) ، فقالوا : وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفرله ما تقدم من ذنبه وما تأخر ؟!!..
قال أحدهم : أما أنا فإني أصلي الليل أبداً !!
وقال آخر : أنا أصوم الدهر ولا أفطر !!
وقال آخر : أعتزل النساء فلا أتزوجأبداً !!
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله ، وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ،وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني" ) .
ثبت في الصحيح أنه عليه الصلاةوالسلام أنكر على عبد الله بن عمرو بن العاص حينما علم أنه قد تخلى عن الدنيا ،وعزم على نفسه أن لا ينام ، وأن لا يفطر ، وأن لا يأكل اللحم ، وأن لا يؤدي إلىأهله حقها ، فقال له عليه الصلاة والسلام ناصحاً وموجهاً ومرشداً : " إن لك في رسول الله أسوة حسنة ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام ويصلي ، ويصوم ويفطر ،ويأكل اللحم ، ويؤدي إلى أهله حقوقهن . يا عبد الله بن عمرو : إن لله عليك حقاً ،وإن لنفسك عليك حقاً ، وإن لأهلك عليك حقاً ، فأعط كل ذي حق حقه" .
من هذه المواقف التي وقفها النبي صلى الله عليه وسلم مع بعض أصحابه تعطينا دليلاً قاطعاً ،وحجة بينة على أن هذا الإسلام العظيم هو دين الفطرة ، والتوازن ، والوسطيةوالاعتدال ؛ يضع الأسس الكفيلة ، والمبادىء الواقعية في بناء الشخصية الإنسانية واكتمالها وتوازنها لتنهض برسالتها ، ومهمتها في الحياة على أكمل وجه .
هذا شرع الله فأروني ماذا شرع الذين من دونه ، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الاسلام, دين, نبينا

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:13 AM.