|
|
|
#1
|
||||
|
||||
![]() تلوث الغلاف الجوي لم يدرك الإنسان مقدار خطره على تغيير مكونات غازات الغلاف الجوي وتلوثه إلاّ منذ ظهور النهضة الصناعية في الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية. ومنذ ذلك الحين تميزت مدنها الصناعية بكثرة تعرضها للضباب الأسود Black Smog القاتل، وزيادة تلوث هوائها بالغبار والدخان وغازات ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكبريت الناتجة عن النشاط الصناعي فيها، ومن بين الكوارث، التي حدثت بسبب تلوث الهواء في المدن الصناعية، ما حدث في مدن حوض نهر الميز في بلجيكا سنة 1930، وفي مدينة بنسلفانيا (الولايات المتحدة الأمريكية) سنة 1948، وفي مدينة لندن سنة 1952، مما راح ضحيته أكثر من أربعة آلاف حالة وفاة بسبب تراكم الضباب الأسود، واستنشاق الدخان الصناعي والغازات الكبريتية المركزة في الهواء. ويتلوث الهواء بسبب النفايات الناتجة من عمليات التصنيع، وإفراط النشاط البشري في بناء المدن، وتفجير أحجار الجبال، والتعدين، وحرق الأخشاب. ويمكن تقسيم هذه الملوثات إلى مجموعتين إحداهما غازية والأخرى مواد صلبة. 1- المجموعة الغازية من أهم الملوثات الغازية للهواء الغازات التالية: أ- أول أكسيد الكربون: وهو غاز سام عديم اللون والرائحة، وينتج عن الوقود الكربوني وعمليات الاحتراق في الجو. ويتركز هذا الغاز في المدن الصناعية وبخاصة المدن الشديدة الازدحام المروري، ويؤثر هذا الغاز على عمليات التنفس لكل الكائنات الحية على سطح الأرض. ب- ثاني أكسيد الكبريت: ينتج هذا الغاز أساساً، نتيجة لعمليات احتراق النفط والغاز الطبيعي، وذلك لاحتوائهما على نسبة من الكبريت. ويتميز غاز ثاني أكسيد الكبريت برائحته الكريهة النفاذة، وتزداد خطورته على عمليات التنفس لكل الكائنات الحية عند زيادة نسبته إلى 3 جزء في المليون، ويتسبب كذلك في الأمطار الحمضية الضارة على سطح الأرض. ج- أكاسيد النيتروجين: وتتكون عند اتحاد النيتروجين والأكسجين، خاصة عند احتراق البنزين والسولار في المركبات والسيارات والأجهزة المولدة للطاقة في محطات توليد القوى الكهربائية. وعند استنشاق نسبة عالية من أكاسيد النيتروجين تلتهب الرئتين، وقد يؤدي ذلك إلى الوفاة، كما إنها تتحد مع الهيموجلوبين في الدم، وتعرقل من وصول الأكسجين إلى الدم. د- الهيدروكربونات: وهي عبارة عن مركبات عضوية تتكون من الكربون والأكسجين، وعند ارتفاع نسبتها في الجو تؤدي إلى الضباب الأسود. 2- المجموعة الصلبة وهي تتألف من مواد صلبة دقيقة الحجم جداً تبدو عالقة في الهواء، ومن بينها الرمال دقيقة الحجم، والغبار، والرماد البركاني، والهباء الجوي Aerosol، الذي يتألف من المواد الصلبة الدقيقة الحجم المختلطة بالغازات والمكونة للدخان والضباب. ومن بين مصادر هذه الجزئيات الصلبة بعض نفايات محطات توليد الطاقة الكهربائية، ومحطات القوى الحرارية، والنشاط البشري الناتج عن التعدين وتكسير الأحجار في المحاجر وخاصة الأسمنت والفخار. وعلى ضوء الأضرار الجسيمة، التي سببتها وتسببها الملوثات في الهواء، فقد وضُعت معايير دولية توضح الحد الأقصى المسموح لكل من هذه الملوثات في الجو، والتي لا ينبغي تجاوزها حفاظاً على سلامة الغلاف الجوي، والبيئة، وبالتالي الإنسان. إذ ينبغي ألاّ تزيد نسبة أول أكسيد الكربون عن 35 جزءاً في المليون، وثاني أكسيد الكبريت عن 0.14 جزءاً في المليون، وأكاسيد الحديد عن 0.50. جزء في المليون، والهيدروكربونات عن 2.4 جزء في المليون، والجزئيات الصلبة عن 260 ميكروجرام/ متر3. وقد تبين للعلماء بأن درجة حرارة الهواء الملامس لسطح الأرض على المستوى العالمي في زيادة تدريجية مستمرة خاصة بعد سنة 1880، وقبل هذه السنة، لم تكن الزيادة في درجة الحرارة تتعدى أكثر من ربع درجة مئوية لكل قرن من الزمان، غير أنها زادت فيما بعد بمعدل يصل إلى أكثر من نصف درجة مئوية لكل ربع قرن من الزمان، ويرجع ذلك إلى انتشار المناطق الصناعية في أرجاء واسعة من العالم، وزيادة عدد المركبات والسيارات. ومع الارتفاع المستمر في درجة حرارة الهواء عالمياً، يزداد حدوث الجفاف في نطاقات واسعة من العالم. وينتج عن ارتفاع درجة حرارة الهواء عن المعدل، الذي كان سائداً من قبل، زيادة سرعة انصهار جليد المناطق القطبية، وبالتالي ارتفاع مستوى سطح البحر. ولا يقتصر دور الملوثات الغازية والصلبة في الغلاف الجوي على الإضرار بصحة الإنسان واستمرار الحياة على سطح الأرض، بل إنها تؤدي إلى ظاهرتين خطيرتين وهما سقوط الأمطار الحمضية وحدوث ثقب الأوزون. ثقب الأوزون The Ozone Hole تؤثر الملوثات الغازية والصلبة في تلوث كل من الهواء والماء والتربة، وينعكس ذلك على صحة الإنسان، كما أن بعض هذه الملوثات الجوية Air Pollutants تهدد استمرار الحياة على سطح الأرض. وينجم عن بعض هذه الملوثات تآكل طبقة الأوزون الاستراتوسفيريStratosphere Ozone Layer وهو الدرع، الذي يحمي الكائنات الحية بما فيها الإنسان على سطح الأرض من التعرض لأخطار الأشعة فوق البنفسجية، التي تسبب إصابة الإنسان بسَفْعة الشمس Sun Burn وسرطان الجلد. ويتمثل في طبقة الاستراتوسفير نوعان من الأشعة فوق البنفسجية تمتص نواتج التفاعلات الكيميائية، وتعمل إحداها على تعزيز وجود الأوزون وتنشيط تجمعه ، في حين تعمل الأخرى على تحلله وتدميره. وهناك علاقة عكسية في غاية الحساسية بين الأشعة فوق البنفسجية وطبقة غاز الأوزون. فقد تبين للعلماء أنه عند نقص تجمعات الأوزون بنحو 1% من وزنه، تزداد الأشعة فوق البنفسجية، التي تخترق الدرع الأوزوني The Ozone Shield بنسبة 2% من شدتها. ويصاحب وصول تلك الأشعة إلى سطح الأرض حدوث الغيوم والتغبر Dustiness. وتعد مركبات الكلوروفلوروكربون Chlorofluoro Carbon من أخطر المُهَدِّدات المباشرة لتجمعات الأوزون. ويستخدم الإنسان هذه المركبات في صناعة غازات التبريد، وفي صناعة أجهزة التكييف، وفي صناعة حفظ المواد الغذائية وتعليبها. كما تستخدم هذه المركبات في صناعة الأبخرة المضغوطة، وزجاجات العطور، ورش الأيرسول Aerosol Spray، ومواد إزالة رائحة العرق Deodorants ، ورش الشعر وتثبيته Hair Spray. ومنذ سنة 1974، حذر العلماء من الأضرار الناتجة عن الإفراط في استخدام منتجات هذه الصناعات. وقد أظهرت قراءات الأجهزة، في المحطات الميتورولوجية البريطانية سنة 1985، تدني حجم الأوزون، وتكوين ثقب هائل فوق المناطق القطبية الجنوبية The Antarctic's Ozone Hole، وقد اعتقد العلماء في البداية بأن ذلك الأمر قد يكون مرجعه أخطاء في عمليات التسجيل الميتورولوجي، غير أنه تبين لهم بعد ذلك استمرار اتساع ثقب الأوزون القطبي الجنوبي، حتى صار يحتل مساحة تناهز مساحة قارة أوروبا. كما أوضحت أجهزة الرصد أن ثقب الأوزون قد ازداد حجمه في الثمانينيات بنسبة 50% مما كان عليه في السبعينيات من هذا القرن. وقد عنيت الدول المتقدمة بقياس حجم طبقة الأوزون والتسجيل اليومي لما يحدث فيها من تغيرات، عن طريق كل من أجهزة الرصد الأرضية والأجهزة المتيورولوجية المثبتة في الأقمار الصناعية المناخية. ونظراً لخطورة الأمر قررت بعض الدول (خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والسويد والنرويج) تحديد كميات الإنتاج السنوي من مكونات الكلوروفلوروكربون. غير أن بعض الدول الصناعية الأخرى لم تلتزم بهذه السياسة . ان الله سبحانه وتعالى قد وضع لهذا الكون بما فيه من مخلوقات خلقها قانون واحد لاغير ونظام متوازن يحكم كل شيء، وهذا عكس ما يدعيه بعض العلماء بفوضوية الكون، وهذا القانون متوازن وعادل ولا خلل فيه ولكن بالنسبة للبشر فأن هذا القانون غامض غير معروف بسبب ادراكهم المحدود. بتأمل الاية الكريمة (* وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * ) [الرحمن: 7] وعظمة كل كلمة فيها نجد إن الميزان الذي رفع الله به السماء هي نعمة من نعم المولى عز وجل ينبغي التفكر فيها، وهي معجزة إلهية لم يتمكن العلماء من كشف أسرارها إلا في أواخر القرن العشرين، ومركزية الارض مكه المكرمه ليس جرينتش من خلال الادله القطعيه من مجمع البحوث التركيه وهذا يشهد على إعجاز هذه الآية الكريمة |
|
#2
|
||||
|
||||
|
|
|
#3
|
||||
|
||||
![]() ![]()
|
|
#4
|
||||
|
||||
![]() تحدث القرآن عن جميع الحقائق المتعلقة بدورة الماء ونزول المطر بشكل يتفق مع أحدث المعطيات العلمية، لنتأمل هذه الصورة ونتأمل الآيات الكريمة التي تتحدث عن كل جزء من أجزاء هذه الدورة المائية. 1- إشارة إلى أهمية الشمس الشمس هي محرك الدورة المائية، ولذلك قال تعالى: (وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا) [النبأ: 13]. فالشمس هي التي تبث الحرارة والضوء اللازمان لتبخير الماء وتشكيل الرياح. 2- إشارة إلى أهمية الرياح الرياح هي المحرك الثاني لدورة الماء، وقد تحدث القرآن عنها بقول الحق تعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) [الحجر: 22]. 3- إشارة إلى أهمية تخزين الماء الماء النازل من الغيوم يختزن في الأرض لمئات السنين دون أن يفسد، مع العلم أن أحدنا لو اختزن الماء لأيام قليلة فإنه سيفسد!! ولذلك قال تعالى: (وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ). 4- إشارة إلى دور الرياح بعد تبخر الماء يتكثف في السماء على شكل غيوم والرياح تقوم بمهمة تلقيح السحاب ولذلك قال تعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ). 5- إشارة إلى تشكل الغيوم تحدث القرآن عن الغيوم العالية الركامية والتي هي مسؤولة عن المطر الغزير وعن الثلج والبرد، يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) [النور: 43]. يزجي أي يحرك ويسوق، وركاماً أي عالياً بعضه فوق بعض، والودق هو المطر الغزير. وهذه الآية من آيات الإعجاز العلمي التي تحتوي على معلومات دقيقة عن هندسة تشكل الغيوم وحدوث البرد. 6- إشارة إلى توزع المياه الماء لا يذهب عبثاً بل يتم تخزينه في الأرض لينطلق على شكل ينابيع عذبة نشربها وبالتالي تستمر الحياة، ولذلك قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ) [الزمر: 21]. تصوروا معي لو أن الزرع لا يتحول إلى اللون الأصفر ويصبح حطاماً، ولو بقي أخضر دائماً لما تجددت دورة النبات ولما استفدنا من هذا الحطام الذي يتحول إلى بترول عبر آلاف السنين!! 7- إشارة إلى وجود قوانين دقيقة يقول العلماء إن جميع العمليات تتم بشكل منتظم وفق قوانين فيزيائية ثابتة، ولذلك فإن العملية بأكملها مقدَّرة ومحكمة ومنظمة، ولذلك يقول تعالى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) [المؤمنون: 18]. وتأملوا معي كلمة (بِقَدَرٍ) التي تشير إلى التقدير والنظام. 8- إشارة إلى البرزخ المائي من أهم أجزاء الدورة ما يحدث في منطقة المصب حيث تصب الأنهار في البحار، وهذه تحدث القرآن عنها ولم يغفلها، يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا) [الفرقان: 53]. ولولا أن الأنهار تصب في البحار لجفت هذه البحار، وقد حدث ذلك مع بحر "الآرال" الذي كان يتغذى من نهرين وعندما قام البشر بتحويل مجرى النهرين، جف هذا البحر!! 9- إشارة إلى دور الجبال يقول العلماء إن الجبال لها دور مهم في نزول المطر وتشكل الغيوم وفي تنقية الماء، فهل أهمل القرآن ذكر هذه الحقيقة؟ بالطبع لا، يقول عز وجل: (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا) [المرسلات: 27]. ففي هذه الآية ربط المولى عز وجل بين الجبال الشامخة وبين الماء الفرات، وهذا ما يؤكده العلماء اليوم. أحبتي في الله! لقد نزلت هذه الآيات في عصر كان الاعتقاد السائد أن المطر له آلهة، والرعد له آلهة والبرق له إله اسمه "زيوس" والشمس هي إله.... وهكذا، لم يكن في ذلك الزمن أي تفكير علمي، ونزلت هذه الآيات قبل 1400 سنة لتتحدث بدقة تامة عن دورة الماء التي اكتشفها الغرب منذ أقل من مئة سنة فقط! ألا تدل هذه الآيات على أن القرآن كتاب الله سبحانه وتعالى؟! ـ http://www.youtube.com/watch?feature...&v=oTxOMmssaRk |
|
#5
|
||||
|
||||
|
|
|
#6
|
||||
|
||||
![]() خذ الحكمه من الماء كن ليناً كالماء يسكب في أوعية مختلفة الأشكال والأحجام والألوان فيغيّر شكله ولكن .. دون أن يبدّل تركيبه ..! نقيّاً كالماء ألا ترى أن البحر طاهر مطهر لا يكدّره شيء لو رميت حجراً .. سيتكدر سطحه لبرهات لكن سرعان ما سيعود إلى ما كان عليه ..! حكيماً كالماء ألا ترى أنه إذا اشتد الحر تبخّر وانطلق نحو السماء وحين يبرد الجو ويلطف يتكاثف ويعود إلى الأرض في قطرات المطر ..! صبوراً كالماء ألا ترى كيف تندفع الأمواج نحو الصخور تارة تلو الأخرى يوماً تلو اليوم .. أسبوعا تلو أسبوع و قرناً بعد قرن حتى تترك آثارها في الصخر الأصم ..! ودوداً كالماء ألا ترى كم هو لطيف ذلك الندى الذي يظهر كل صباح يداعب أوراق النبات الخضراء ويجري بين نسيم الصباح بخفة ..! متواضعاً كالماء ألا ترى أنه ينزل من أعالي السماء فوق السحاب ويختبئ في أعماق الأرض ..! واسع الصدر والأفق ألا ترى أنه لا يميّز حين يتساقط بين قصور الأغنياء وأكواخ الفقراء ..! بين حدائق الأغنياء وحقول الفقراء ..! بين بسمة المتكبر .. وفرحة البائس .. قال تعالى : (( وجعلنا من الماء كل شيء حي )) إنه معلم حكيم فكن أنت طالباً نبيهاً وتأمل في خلق الله ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
|
#7
|
||||
|
||||
![]() يقول الله سبحانه وتعالى في محكم آياته: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ﴾[الحجر: 22]. اعتقد بعض المفسرين أن المقصود بالرياح لواقح هو دور الرياح في نقل حبوب اللقاح إلى أعضاء التأنيث في الأزهار ليتم الإخصاب وتكوين الثمار, وهو دور معروف وثابت علمياً, ولكن الجملة التي تليها لا تؤيد هذا التفسير فعبارة: ﴿فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾ وهو المطر تدل على أن عملية إرسال الرياح لواقح لها علاقة مباشرة بنزول المطر, واستخدام حرف العطف (ف) الذي يدل على الترتيب والتعقيب, يوحي بسرعة نزول المطر بعد إرسال الرياح لواقح, ولما لم تكن هناك أية علاقة بين تلقيح النباتات وحمل حبوب اللقاح ونزول المطر فلابد أن يكون للآية معنى آخر. التفسير اللغوي لقوله تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ﴾[الحجر: 22]. يقول ابن فارس: «اللام والقاف والحاء أصل صحيح يدل على إحبال ذكرٍ لأنثى, ثم يقاس عليه ما يشبه, ومنه لِقاح النَّعَم والشجر, أما النَّعم فتُلقِحها ذُكرانها, وأما الشجر فتُلقحه الرياح, ورياح لواقح: تُلقِح السحاب بالماء, وتلقح الشجر»(1), ويقول صاحب مختار الصحاح: «ل ق ح: ألْقَحَ الفحل الناقة والريح السحاب ورياح لَوَاقِحُ, ولا تقل مَلاَقِح وهو من النوادر, وقيل الأصل فيه مُلْقِحَةٌ ولكنها لا تُلقح إلا وهي في نفسها لاَقِحٌ, كأن الرياح لَقِحَت بخير فإذا أنشأت السحاب وفيها خير وصل ذلك إليه»(2). وقال صاحب اللسان: «ومعنى الملقوح المحمول, ومعنى اللاقح الحامل, واللَّقَحُ اسم ما أُخذَ من الفُحَّال ليُدَسَّ في الآخر, واستعار بعض الشعراء اللَّقَحَ لإِنْباتِ الأَرضين المُجْدِبة فقال يصف سحاباً: لَقِحَ العِجافُ له لسابع سبعةٍ فَشَرِبْنَ بعدَ تَحَلُّؤٍ فَرَوِينا يقول قَبِلَتِ الأَرَضون ماءَ السحاب كما تَقْبَلُ الناقةُ ماءَ الفحل, وقد يُستعمل ذلك في كل أُنثى, فإِما أَن يكون أَصلاًو وإِما أَن يكون مستعاراً, وأَلْقَحَتِ الريحُ السحابةَ والشجرة ونحو ذلك في كل شيء يحمل, واللَّواقِحُ من الرياح التي تَحْمِلُ النَّدَى ثم تَمُجُّه في السحاب, فإِذا اجتمع في السحاب صار مطراً, ومعنى قوله أَرسلنا الرياح لواقح أَي حوامل, جعل الريح لاقحاً لأَنها تحمل الماء والسحاب وتقلِّبه وتصرِّفه ثم تَسْتَدِرُّه, فالرياح لواقح أَي حوامل على هذا المعنى»(3), وفي القاموس المحيط: «وأَلْقَحَتِ الرِّياحُ الشَّجَرَ فهي لَواقِحُ ومَلاقِحُ»(4). أقوال المفسرين في قوله تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ﴾[الحجر:22]. يقول الطبري: «واختلف أهل العربية في وجه وصف الرياح باللقح وإنما هي ملقحة لا لاقحة, وذلك أنها تلقح السحاب والشجر, وإنما توصف باللقح الملقوحة لا الملقح, كما يقال: ناقة لاقح, وكان بعض نحويي البصرة يقول: قيل: الرياح لواقح فجعلها على لاقح, كأن الرياح لقحت لأن فيها خيراً فقد لقحت بخير, قال: وقال بعضهم: الرياح تلقح السحاب فهذا يدل على ذلك المعنى؛ لأنها إذا أنشأته وفيها خير وصل ذلك إليه, وكان بعض نحويي الكوفة يقول: في ذلك معنيان: أحدهما: أن يجعل الريح هي التي تلقح بمرورها على التراب والماء فيكون فيها اللقاح, فيقال: ريح لاقح, كما يقال: ناقة لاقح, قال: ويشهد على ذلك أنه وصف ريح العذاب فقال: ﴿عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ﴾ [الذاريات:41], فجعلها عقيماً إذا لم تلقح, قال: والوجه الآخر أن يكون وصفها باللقح وإن كانت تلقح كما قيل: ليل نائم والنوم فيه, وسر كاتم. والصواب من القول في ذلك عندي: أن الرياح لواقح كما وصفها به جل ثناؤه من صفتها, وإن كانت قد تلقح السحاب والأشجار فهي لاقحة ملقحة, ولقحها: حملها الماء, وإلقاحها السحاب والشجر: عملها فيه»(5). ويقول ابن كثير: «وقوله تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ﴾ أي تلقح السحاب فتدر ماء, وتلقح الشجر فتفتح عن أوراقها وأكمامها, وذكرها بصيغة الجمع ليكون منها الإنتاج, بخلاف الريح العقيم فإنه أفردها ووصفها بالعقيم وهو عدم الإنتاج؛ لأنه لا يكون إلا من شيئين فصاعداً»(6). وقال القرطبي: «ومعنى لواقح: حوامل؛ لأنها تحمل الماء والتراب والسحاب والخير والنفع, قال الأزهري: وجعل الريح لاقحاً لأنها تحمل السحاب, أي تقله وتصرفه, ثم تمريه فتستديره أي تنزله»(7). وقال الوحدي: «﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ﴾ السحاب تمج الماء فيه فهي لواقح, بمعنى: ملقحات, وقيل: لواقح: حوامل؛ لأنها تحمل الماء والتراب والسحاب»(8). وجاء في تفسير الجلالين: «﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ﴾ تلقح السحاب فيمتلئ ماءً»(9). إرسال الرياح لواقح في منظور العلوم الحديثة: كشف العلم الحديث عن عدد من أنواع التلقيح التي تتم في النبات, وقد أصبح من المقرر عند علماء النبات أن التلقيح عملية أساسية للإخصاب وتكوين البذور، حيث تنتقل حبيبات اللقاح (Pollen Grain) من العناصر الذكرية للزهرة (Anthers) إلى العناصر الأنثوية فيها (Stigmas) حيث يتم الإخصاب. والتلقيح قد يكون بين العناصر الذكرية والأنثوية للزهرة الواحدة أو النبتة الواحدة, ويسمى عندئذ بـ (التلقيح الذاتي Self Pollination) وقد يكون بين نبتتين منفصلتين ويسمى حينئذ بـ (التلقيح المختلط Cross Pollination). وتختلف طرق انتقال حبيبات اللقاح باختلاف نوع النبات، فهناك فضلاً عن التلقيح بواسطة الإنسان –كما في تأبير النخل مثلاً- ثلاثة طرق أخرى، وهي: 1- التلقيح بواسطة بعض الكائنات الحية: كالحشرات (Insect Pollination) والطيور (Bird Pollination). 2- التلقيح بواسطة المياه (Water Pollination). 3- التلقيح بواسطة الرياح (Anemophily). (10) إنّ للرياح -كما تذكر الموسوعة العالمية- دوراً هاماً في عملية نقل اللقاح في النباتات التي تفتقد الأزهار ذات الرائحة والرحيق والألوان الجاذبة للحشرات, حيث تقوم الرياح بنشر اللقاح على مسافات واسعة، فعلى سبيل المثال: تنشر الرياح لقاح الصنوبر (Pine) على مسافة قد تصل إلى 800 كيلومتراً قبل أن يلتقي اللقاح بالعناصر الأنثوية ويتم التلقيح. ومن جملة النباتات التي تعتمد على التلقيح الريحي بشكل أساسي: الصنوبريات والقراص والحور والسنديان والقنّب والبندق. كما جاء في الموسوعة البريطانية الجديدة أن مما يسهل انتشار اللقاح بواسطة الرياح، كون عناصر الزهرة الذكرية التي تتولى إنتاج اللقاح معرضة للهواء بحيث يسهّل انتشار اللقاح, وكون الزهرة ما أورقت بعد، أو كونها في أعلى الشجرة أو النبتة(11). هذا بالنسبة لتلقيح الرياح للنبات, وهناك تلقيح آخر تقوم به الرياح ولكنه للسحاب, وهو أكثر مناسبة للآية الكريمة. فقد أثبت العلم الحديث أن هناك ثلاثة أنواع من التلقيح تتم في السحب: 1. تلقيح السحب الحارة بالسحب الباردة مما يزيد عملية التكاثف, وبالتالي نزول المطر. 2. تلقيح السحب موجبة الشحنة بالسحب سالبة الشحنة, ويحدث تفريغاً وشرراً كهربائياً, فيكون المطر مصحوباً بالبرق والرعد وهو صوت تمدد الهواء الناجم عن التفريغ. 3. التلقيح الثالث وهو أهم أنواع التلقيح جميعاً, وهو أن الرياح تلقح السحاب بما ينزل بسببه المطر, إذ أن نويات التكاثف وهي النويات التي يتجمع عليها جزيئات بخار الماء لتكون نقطاً من الماء نامية داخل السحب, هي المكونات الأولى من المطر تحملها الرياح, إلى مناطق إثارة السحب, وقوام هذه النويات هو أملاح البحار, وما تذروه الرياح من سطح الأرض, والأكاسيد والأتربة كلها لازمة للإمطار, أي أن الرياح عامل أساسي في تكوين السحب, وتلقيحها ونزول المطر(12). والسحاب نوعان: نوع ممطر, ونوع غير ممطر, والفرق بين السحابة التي تمطر والسحابة التي لا تمطر هو: أن الأولى لها مدد مستمر من بخار الماء، ونوى التكاثف بواسطة الرياح أو الهواء الصاعد، أما الثانية فليس لها أي مدد. ومن هنا تكون (الفاء) في قوله تعالى: ﴿فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾ هي فاء السببية، أي نَجَمَ عن هذا التلقيح نزول المطر(13).(14) ودائماً ما يربط القرآن الكريم بين الرياح والمطر, فيقول تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾[الأعراف: 57]. وجه الإعجاز: أشار القرآن الكريم إلى وظيفة هامة تقوم بها الرياح, هذه الوظيفة هي عملية التلقيح, يقول تعالى: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ﴾ [الحجر: 22], فتقوم الرياح بالتلقيح الريحي للنباتات, وكشف العلم عن نوع آخر من التلقيح هو تلقيح السحاب, فالرياح بمشيئة الله تعالى تثير السحاب بتزويد الهواء بالرطوبة اللازمة, وإن إرسال الرياح بنوى التكثف المختلفة يعين بخار الماء الذي بالسحاب على التكثف, كما يعين قطيرات الماء المتكثفة في السحاب على مزيد من النمو حتى تصل إلى الكتلة التي تسمح لها بالنزول مطراً أو ثلجاً أو برداً بإذن الله, كما أن الرياح تدفع بهذه المزن الممطرة بإذن الله تعالى إلى حيث يشاء, وهذه حقائق لم يدركها الإنسان إلا في أوائل القرن العشرين,(15) وورودها في كتاب الله بهذه الدقة والوضوح والكمال العلمي مما يقطع بأن مصدرها الرئيسي هو الله الخالق العليم, ويجزم بأن القرآن الكريم هو كلامه سبحانه وتعالى, كما يجزم بالنبوة والرسالة لهذا الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم, فلم يكن لأحد من الخلق أدنى إلمام بدور الرياح في حمل دقائق المادة إلى السحاب حتى تعين على تكثف هذا البخار, فينزل بإرادة الله مطراً, في زمن تنزل الوحي ولا لقرون متطاولة من بعده, فسبحان منزل القرآن الذي أنزل فيه قوله الحق: ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ﴾ [الحجر:22]. http://www.youtube.com/watch?feature...&v=7txgCsC7VqE |
![]() |
| العلامات المرجعية |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|